“عوض أحمودي”.. الأذن تعشق قبل العين أحياناً
بروفايل: الريح جكسا
مثلما تعشق (الأذن) قبل (العين) أحياناً، فإن البصيرة تؤدي دور (البصر ) إذا قدر الله وحرم عبده من نعمة (الشوف) وقد صدق الطيب مدثر حينما غنى: (البصر دون البصائر).
“عوض أحمودي” عازف العود الأشهر؛ وابن مدينة الهلالية بولاية الجزيرة هو من الذين أسهموا بشكل كبير في تغذية الوجدان السوداني، وتجميل الغناء، وتطريز الألحان بريشته المحببة.. وتكاد لا تكتمل (الاوركسترا ) إلا بعد أن يتوسطها عوض أحمودي مثلما يتوسط (الضلع) صينية الغداء في بيوت المناسبات العامرة..
عوض أحمودي وقف من خلف العشرات من الفنانين السودانيين، ووضع بصمته في كثير من التسجيلات النادرة فهو (محبوب ومرغوب) عند الفنانين الذين يبحثون عن التجويد والأعمال الفاخرة.
ولعوض صوت جهور يصدح به لخاصته فيطرب نفسه قبل أن يطرب الآخرين، ولعل الملاحظ لعوض يجد أنه يضرب أوتار العود بطريقة لا تخلو من الغرابة أو قل هي طريقة لا يقدر عليها زملاؤه، وإذا كان هنالك عشرة بارعين في العزف على العود فإن عوض أحمودي من ضمن الثلاثة الأوائل..
أحمودي الذي عزف لجميع الفنانين لم يشاهد ولا فنان فالرجل (كفيف) ولكنه بالبصيرة رسم شخصيات في ذهنه لكل فنان من خلال الصوت ويتعامل معهم كأنه يراهم عياناً بياناً، ووجب على الناس تكريم هذا المبدع وهذا الجندي المجهول الذي قدم الكثير ولم يزل متألقاً في سماء الاوركسترا السودانية.