الدول النامية وكارثية التغير المناخي
د. آمنة الطيب عبدالرحمن
تغير المناخ أو التغير المناخي هو: أي تغير مؤثر وطويل المدى في معدل حالة الطقس يحدث لمنطقة معينة يمكن أن يشمل معدل حالة الطقس، معدل درجات الحرارة، ومعدل التساقط، وحالة الرياح.
هذه التغيرات يمكن أن تحدث بسبب العمليات الديناميكية للأرض كالبراكين، أو بسبب قوى خارجية كالتغير في شدة الأشعة الشمسية، أو سقوط النيازك الكبيرة، أو بسبب نشاطات الإنسان كالتوجه نحو تطوير الصناعة في الـ 150 عاماً المنصرمة والتي أدت لتوليد مليارات الأطنان من الوقود لتوليد الطاقة وحرقها مما أدى إلى إطلاق غازات تحبس الحرارة كثاني أكسيد الكربون وهي من أهم أسباب تغير المناخ وتمكنت كميات من هذه الغازات من رفع حرارة الكوكب من 1,2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية..
هذا التغير المناخي أو الاحتباس الحراري شغل العالم وعقدت مؤتمرات لمكافحته كمؤتمر باريس 2015م للتغير المناخي ومؤتمر قمة غلاسكو للمناخ 14 نوفمبر 2021م والذي استغرق أسبوعين بحضور 200 دولة والذي توصل إلى اتفاق عالمي لمكافحة التغير المناخي بعد مفاوضات صعبة، من دون أن ينجح في تبني ما يقوله العالم لاحتواء الارتفاع الخطر في درجات الحرارة.
ووجهت أصابع الاتهام خلال قمة كوب 26 في غلاسكو إلى الدول الغنية التي تقاعست عن تقديم التمويل اللازم للدول الفقيرة المعرضة لأخطار الجفاف وارتفاع منسوب مياه البحار والحرائق والعواصف.. أضف إلى ذلك أن المراقبين ذكروا أن الاتفاق لم يقدم ما هو مطلوب لتجنب الارتفاع الخطير في درجات الحرارة ومساعدة الدول على التكيف أو تعويض الأضرار الناجمة عن الكوارث المنتشرة على مستوى العالم..
تبني ميثاق غلاسكو الهادف إلى تسريع وتيرة مكافحة الاحتباس الحراري، ولكن دون أن يشدد على ضرورة تلبية طلبات المساعدة من الدول الفقيرة.. ودعا أيضاً الدول كافة لتسريع خفض انبعاثاتها من خلال تقديم خطط وطنية جديدة بحلول 2022م ..
وهكذا انفض مؤتمر غلاسكو دون أي إشارة إلى آلية تمويل الخسائر والأضرار التي تسبب فيها تغير المناخ في العالم النامي وبدلاً عن ذلك تم التعهد فقط بحوار مستقبلي حول هذا الموضوع..
ولتفادي الآثار الأكثر كارثية نرى أنه لابد من أن يتحرك العالم بسرعة ويدرك مسؤوليته بتقديم التمويل للأضرار الناتجة عن الاحتباس الحراري وكبح الانقراض الناتج عنه أيضاً.