“بت الشريف”.. مع كل الود

كدأبها في كل شهرٍ، نثرت المطبعة كنانتها؛ وعجمت عامليها وعاملاتها؛ لاختيار أمثلهم أداءً وتفانياً في العمل لشهر نوفمبر الماضي، فوجدت حنان أبو الحسن الشريف أحقهم بوسم “العاملة المثالية”..
وتخصص “المطبعة” في سُنتها هذه التي أعادت إحياءها بعد اندثار طويل؛ كرسالة تقدير وعرفان لجهود العاملين وإنصافهم ورد الفضل لهم، شهادة تقديرية، ومبلغ خمسة آلاف جنيه للعامل أو العاملة المثالية..
احتفائية “بت الشريف” تخللت برنامج افتتاح معرض “وجوه.. وأشياء أخرى” للتشكيلي محي الدين الريح؛ حيث تشكلت لوحة إنسانية حية تجسدت فيها معاني الإتقان، وقيمة العمل..
“بت الشريف” تستيقظ يومياً مع أولى نفحات الفجر، ثم تتجه نحو عملها بكل همة ونشاط؛ إنها تمارس حب الحياة وهي تكنس المكاتب والردهات والبسمة لا تفارق شفتيها.. تهيء المكان لأهله ليجدوه كما يحبون، وتُعِدُّ الشاي والقهوة المصنوعة بحبٍ كبير..
إذاً: ” إن حجر الزاوية في الهيكل، ليس بأعظم من الحجر الذي في أسفل أساسه.. كل منهما مهم، لكن البعض ينخدع ببريق المظاهر”.
“بت الشريف” تحمل على أجنحتها قطرات عرق عامل شريف، امتزجت بحب الوطن والعطاء. تقرأ في وجهها وصايا من قبِيل: “دعونا ننظف قلوبنا قبل غرفنا، ننفض الغبار عن أرواحنا قبل نفضه عن مائدة طعامنا، نقوم لعملنا كما نقوم للعبادة، مخلصين لله”..
لم تكن سوى ” عامل نظافة” تجاوزتنا بآلاف السنوات الضوئية من التحضر والإنسانية في مهنتها التي تحظى بكل الاحترام والتقدير. هم جنود خفاء، يخدمون الوطن ككل المهن النبيلة بثبات وعزم، فلا الفقر عيب ولا العمل انتقاص من الكرامة وإنما العيب كل العيب في قلة الوعي وانعدام الإنسانية.
“بت الشريف” التي شهدوا لها بأنها: “زولة ما بتقصر، مثالية تعمل 24 ساعة”.. التحقت بالعمل مطلع ديسمبر 2004م، وتباشر مهامها في النظافة والضيافة بمكتب المدير العام.
تقول بلغة بسيطة: ” أنها شغالة، ومجتهدة، ولم تكن تبحث عن مقابل نظير واجبها”.. وشكرت اهتمام الإدارة بالعامل، وتكريمه وهو ما افتقدته المطبعة في حقب سابقة، وتمنت أن يحظى رفقاء العمل بذات التكريم تحقيقاً لمزيدٍ من الإنتاج والإنتاجية، والتقدم، والرفاهية..
