أ. الحاج مكي مدني حكاية (40) عاماً بجامعة الجزيرة
التقته: هالة حسن
الأستاذ محمد الحاج مكي المدير الأسبق لإدارة الخدمات بجامعة الجزيرة، الرجل الذي أفنى زهرة شبابه في العمل بالجامعة منذ أن كانت ثمرة وحتى أصبحت شجرة شامخة، وبذل كل جهوده من أجل تطوير وترقية الخدمات بالجامعة، وعمل على مد يديه لحل كل ما يعرقل مسيرة الجامعة، بجانب مساعدة ومساندة ودعم الطلاب لخلق بيئة تعليمية معافاة طلية مشواره المتميز، وإخلاصه ووفائه الذي تجاوز الأربعين عاماً داخل جامعة الجزيرة ومازال عطاؤه مستمراً.
حدثنا عن بداياتك بالجامعة:
التحقت بجامعة الجزيرة في يناير 1976م بعد أن عملت فترة بمشروع الجزيرة من (68 ـ 73)، وبعدها هاجرت إلى العمل بدولة الأمارات العربية المتحدة في الفترة من (74ـ 75) وفي إحدى إجازاتي السنوية أقنعني مدير الجامعة آنذاك البروفيسور محمد عبيد المبارك للعمل بالجامعة كضابط للخدمات بمرتب وقدرهـ (75) جنيهاً، علماً بأن راتبي كان يتجاوز الأربعة ألف جنيه بدولة المجهر..
بداياتك العملية بالإدارة ؟
عملت على تأسيس مكتب الخدمات وكان يقع جنوب مستشفى ود مدني التعليمي بمكاتب صغيرة كانت مخصصه (كرنتينة) عبارة عن غرف للمرضى تتكون من تسعة مكاتب ودورات مياه لا تتعدى مساحة المكتب 3×3 متر، ومن ثم تم شراءها بمبلغ (20) ألف جنيه من مستشفي ود مدني وآلت للجامعة، وحالياً تتبع لكلية المختبرات الطبية..
مهام الإدارة؟
باشرت العمل بإدارة الخدمات لفترة (43) عاماً وانحصرت المهام التي توليتها في (الإشراف على السكن بمنازل الجامعة، أو المنازل المستأجرة بواسطة الجامعة، تصديقات ودعومات السكن للأساتذة الذين يستأجرون شقق أو منازل بجانب، الإشراف على استجلاب المواد البترولية وغيرها وصيانة العربات وملحقاتها، الإشراف على الترحيل والمأموريات، الإشراف على سائقي العربات ومساعديهم بجانب المراسلات وإجازاتهم وتقاريرهم السنوية، البريد والبرق الخاص بإدارة الجامعة والكليات، الإشراف على الاستراحات والضيافة واستضافة الزوار وتوفير الخدمات اللازمة إضافة إلى المناسبات المختلفة التي تنظمها الجامعة من مؤتمرات وورش عمل)..
إنجازاتك على مستوى الإدارة؟
أبرزها متابعة إكمال معامل كلية المختبرات الطبية وقاعة المحاضرات، والمكتبة بالإعدادية وقد آلتا للجامعة من كلية طب ناصر، كما ساهمت الإدارة باستجلاب آليات لنقل مواد البناء وإحضار المعدات والأجهزة من بورتسودان إضافة لشراء تانكر لجلب المواد البترولية من بورتسودان لشحنها آنذاك بالولاية، وقد تم تأسيس استراحة بمجمعي الرازي وحنتوب بكامل خدماتها لاستقبال الضيوف والمشاركين في المؤتمرات والقادمين للمشاركة في التدريس، حيث أسهمت في تمزيق فواتير الفنادق والضيافة الباهظة التي كبدت الجامعة خسائر فادحة في ذلك الوقت، وظلت إدارة الخدمات وبحكم علاقاتي الشخصية مع المؤسسات المختلفة تسهم في تذليل الكثير من المعوقات التي تواجه الجامعة خاصة بالمنشآت كمثال “إدارة مشروع الجزيرة، وزارة الري وهيئة المياه والكهرباء ” كما تم شراء بص “حافلة” لترحيل الأساتذة والمأموريات لتقليل تكلفة نفقات السفر، كما أسهمت إدارة الخدمات في الحملات التي نظمها والي الجزيرة في إزالة السكن العشوائي لأراضي الجامعة (توتوماتا) بعد أن تم تخصيص مواقع لهم في أطراف المدينة؛ حيث قمنا بتجهيزعربات وشاحنات لترحيل المواطنين وأنقاضهم..
هل من جهود شخصية تذكر؟
كنت في كثير من الأحيان وحين لا تتوفر السيولة أتولى دفع الفواتير وصيانة العربات حتى لا يتعطل العمل ولحين تغطية الحساب، كما إننا سعينا لإنشاء صندوق خيري لدعم الطلاب المحتاجين بتمويل من شقيقي أبوبكر مكي وذلك بعد ملء استمارة يتم اعتمادها بواسطة عميد الطلاب وأسهمت في حلحلة الكثير من مشاكل الطلاب وتمكنت أيضا بالتنسيق مع شقيقي دكتور أمين مكي وابن أخي عباس مكي من إهداء مكتبة ومراجع في القانون لكلية القانون بالجامعة..
وقامت إدارة الخدمات بتخصيص جزء من فناء الهندسة الزراعية كمستودع للعربات بعد الدوام تحت إشراف رئيس السائقين كما تم عمل ورشه لصيانة العربات بها عدد من المهندسين والفنيين لترشيد الصرف على صيانة العربات إضافة لبنشر لتوفير الإطارات وفي فترة عملي بإدارة الخدمات تم افتتاح مكتب يتبع للخدمات بمجمع الرازي ليقوم بأعباء الخدمات من متابعة منازل وصيانتها واستلام البريد الصادر والوارد..
وتمكنت الإدارة من تأسيس روضة متكاملة وحضانة للأطفال ضمت عدداً كبيراً من أبناء العاملين وتم تخريج دفعات تتجاوز الألف طفل وتقع تحت إشراف مدير الخدمات مباشرة..
وبصفتي مقرراً للجنة تمليك العربات الحكومية الصادرة من وزارة المالية آنذاك تم تمليك أكثر من مائة وخمسون عربة للعاملين بالجامعة كما أسهمت بصفتي رئيس لجنة شراء السيارات الحكومية في استجلاب عدد مقدر منها شملت ” صالون، بكاسي، لاندكروزر، ميني بص، ومواتر للسائقين وعمال الضيافة بالجامعة “.
ماذا عن تكليفك كمستشار لإدارة الخدمات :
تم تكليفي كمستشار لإدارة الخدمات من قبل مدير جامعة الجزيرة سابقاً البروفيسور محمد السنوسي بعد أن تم إعفائي من الإدارة بقرار من مجلس العمداء للاستفادة من خبراتي وتجاربي السابقة وباشرت عملي بتوجيه من البروفيسور محمد طه مدير الجامعة، حالياً أقوم بكل الأعمال والمهام التي يكلفني بها مدير الجامعة والوكيل بجانب تقديم الاستشارات أو مهام تتعلق بالخدمات والإسكان أو أي تكاليف أخرى..