60% للصادر.. حاضنة لإنتاج وتصنيع اللحوم بكلية الإنتاج الحيواني بالمناقل
طرحت كلية الإنتاج الحيواني بالمناقل، حاضنة علمية لإنتاج وتصنيع اللحوم تعمل في مجال تربية وتغذية وتسمين الحيوانات بغرض إنتاج اللحوم، وتقانات التصنيع، والحفظ، وضبط الجودة، بجانب اقتصاديات إنتاج وتصنيع اللحوم، وقد وقف عليها وفد من هيئة البحث العلمي والابتكار بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي؛ ممثلاً في لجنة الحاضنات.
وكشف د. ياسر هلال الهاشمي الباحث بالكلية، عن إعداد دراسة جدوى تتضمن أربع دورات إنتاجية خلال العام، غير أنه نبه إلى ضرورة تأهيل الحظائر، وتأسيس القطعان، ودعم وتصنيع اللحوم، وشراء الأعلاف والمدخلات العلفية.
وأشار الهاشمي إلى توفر أعداد مقدرة من الماشية بالمنطقة، علاوة على المراعي الطبيعية الغنية، والأعلاف، والمخلفات الزراعية والصناعية التي من شأنها دعم مسيرة الحاضنة التي تعمل تحت إشراف قسم إنتاج وتقانة اللحوم.
وبيّن أن الحاضنة ستعمل على تسمين حيوانات اللحوم، وتغطية الاستهلاك المحلي والصادر مستقبلاً، مع إنتاج اللحوم، وإجراء البحوث في مجالي الإنتاج والتصنيع، علاوة على تدريب الطلاب والخريجين والمهتمين والجهات ذات الاختصاص في المؤسسات المماثلة.
وذكر الهاشمي أن من بين أهداف الحاضنة هو تقديم خدمات إرشادية في هذا المجال، والاستفادة من الموارد المتوفرة بالمنطقة، ورفع المستوى المعيشي لإنسان المنطقة من خلال إيجاد فرص عمل لمواطني المناقل.
وأعلن عن توفر حظائر للتسمين، ومعمل للحوم، ومعمل لتغذية الحيوان، وموازين، ومسلخ صغير، بالإضافة لمزرعة مساحتها (360) فدان، ودراسات علمية قوامها (40) بحثاً وورقة علمية منشورة.
ونوه إلى أن منتجات الحاضنة تتمثل في الحيوانات المُسمّنة، واللحوم الحمراء والبيضاء، والمنتجات التصنيعية من اللحوم، ومنتجات اللحوم التقليدية، بالإضافة لأعمال التغذية بإنتاج وتصنيع الأعلاف.
وذكر أن عمليات تحسين السلالات عادة ما تتركز في جانب الألبان أكثر منها في اللحوم، بجانب أن عمليات الذبح تشمل سلالات متقدمة في السن ما يؤثر على مستوى طراوة اللحوم كإحدى الاشتراطات المهمة في الصادر.
وأقر بحاجتهم لتحسين السلالات بالتعاون مع اختصاصيي الوراثة، لافتاً إلى أن البنك الإسلامي للتنمية جدة؛ قدم للكلية مكوِّن المعامل، والقاعات، ما سهّل عملية البحث العلمي بشكل كبير، حيث تتم كل عمليات التجارب الخاصة بتحليل الأغذية، والأعلاف، واللحوم، والألبان، داخل الكلية.
وتوقع الهاشمي أن تصل الأرباح في مجال التصنيع إلى 50%، وألمح إلى إمكانية إقامة مصنع للحوم مستقبلاً حال تشغيل الحاضنة بالصورة المطلوبة، وفي ظل اعتماد حيوانات المنطقة على المرعى الطبيعي.
**احتياجات الصادر
وفي السياق؛ أكد بروفيسور حيدر عثمان عبدالله عثمان الباحث بقسم الإنتاج الحيواني بكلية العلوم الزراعية جامعة الجزيرة، أن إنتاج اللحوم في السودان من كل الحيوانات خاصة الأبقار يحتاج لعمل كثير؛ ابتداءً من التفريخ وذلك لوجود أعمار متفاوتة ما بين (3- 4- 5) سنوات، مبيناً أنه كلما تقدم العمر؛ قلت الجودة.
ونوه لضرورة أن تنتقل الحيوانات بعد الفطام مباشرة، إلى مرحلة التربية والتسمين، نظراً لأن استمرارها في القطيع يتسبب في مضايقة الأمهات ويؤثر على الإنتاج ونوعية اللحوم، ونبه لأهمية التعرف على السلالات وجودة إنتاجها، والتدرج في التغذية وإنتاج العجول طوال العام للإيفاء باحتياجات التي يتم التصدير إليها.
وبيّن أن الجوانب المتعلقة بالتسمين تحتاج تغذية جيدة لجهة أنها تؤثر على نوعية المنتج، قاطعاً بأن إنتاج اللحوم طول العام يمثل المخرج للسودان من أزمة الدولار، وذلك باعتبار أن العائد من الإنتاج الحيواني يمثل مصدراً كبيراً للعملات الأجنبية.
**نقل التكنولوجيا
وتحدث عبدالناصر محمود الباحث بالمعهد القومي لتصنيع الحبوب الزيتية (نوبري) واصفاً الحاضنات التي دفعت بها جامعة الجزيرة للتعليم العالي؛ بأنها جيدة ومبشرة وقادرة على إدرار المال للبلاد، غير أنه نبه لضرورة أن يتركز الدور الأساسي للحاضنة على نقل التكنولوجيا التي تم التوصل إليها عن طريق البحث العلمي.
وقال إن رؤية هذه الحواضن يجب أن تتأسس على احتضان رواد أعمال من الخريجين لتغيير عقلية التوظيف الحكومي، مضيفاً أن الجامعة يجب أن تتجه لإبرام شراكات مع القطاع المصرفي في ظل تنامي ظاهرة فائض العمالة، وذلك لتوفير التمويل لدخول السوق بعد تمكينهم من المعرفة التكنولوجية والجوانب الإدارية.
