سقوط أقنعة الخطوبة.. أهو ده العذاب استحملو!؟
أ.د/ علي بلدو
بدأت (س.م) حكايتها لنا وعيناها تمتلآن بالدموع وهي تسرد كيف أن خطيبها وقريبها في نفس الوقت، قد لبس لها مسوح الرهبان أثناء فترة الخطوبة التي امتدت لثلاث سنوات سوياً، وكيف كان ينمق لها الحديث ويَرْويها من صافي القول، ومعسول الكلام قبل أن يتحول كل ذلك لسم زعاف وسوء تعامل بعد الزواج، وعبرت عن ذلك بقولها:
(والله الزول ده زي التقول كان لابس ليهو قناع وقلعوا !!!)
** وتستمر الحكاية!!!
أما (ع.ك) ويعمل في مهنة مرموقة فحدثنا بأنه ألقى يمين الطلاق على زوجته بعد أقل من ستة أشهر من الزواج؛ بعد أن أصبح العيش بينهما مستحيلاً، والسبب- في رأيه- يعود للتغير الكبير في شخصية خطيبته بعد الزواج، حيث كانت أثناء فترة الخطبة تبدو له بصورة الزاهدة في كل شيء، وتقوم بإرجاع الهدايا التي يحضرها لها بعذر أنها غالية و(مافي داعي للبوبار ده) وكما كانت كثيرة الاهتمام به، وبتفاصيل حياته اليومية، ولم يحدث أن قامت بإغضابه أثناء الخطوبة الممتدة لعامين حسوماً، ولكنها قلبت له ظهر المِجَن وأصبحت كثيرة الطلبات، وغير مبالية، وكما كَثُر شجاره معها بسبب تصرفاتها غير المقبولة، والمنافية لكل ما رسخ في ذهنه عنها في (أيام صفانا) وذلك قبل أن يُطلق رصاصة الرحمة ويبحث عن أخرى دون قناع- إن وجدت- ولا يزال البحث جارياً!!!
وتتواصل الحكايات والروايات مع المهندسة (ل.ح) والتي تنتمي لأسرة أم درمانية شهيرة وكيف أنها عانت الأمرَّين بعد أن كافحت ونافحت عن خطيبها ذو الدخل المحدود، والخافت الصيت إلى أن أقنعت أهلها- على مضض- بالموافقة عليه بسبب إعجابها بأخلاقه على حد زعمها..
(والله كان زول مهذب خلاص لدرجة بعيدة ومافي يوم شفت سيجارة بس في يدو)..
و تنهدت (ل.ح) قبل أن تواصل سردها لمأساتها بعد شهرين من الزواج الميمون، حيث أصبح يحضر إلى الشقة خاصتها وهو “مخمور” في ساعات الصباح الأولى..
وكما كان يصطحب معه أحياناً شباباً وشابات من نفس الشاكلة، وعندما اعترضت على ذلك وذكَّرته بالزمن الجميل ووعوده لها بالسعادة، استشاط غضباً وقام بسبها بأقذع الألفاظ، ونابي العبارات، قبل أن يوسعها ضرباً، وكاد يودي بحياتها لولا تدخل الجيران، وفارقتنا وهي تهمهم:
(هسي أقول لأهلي شنو بس، بعد ما خسرتهم كلهم عشانو)..
** نفسيات!!
الأسباب النفسية والتي تدفع الخطيب أو الخطيبة للتجمل وإبداء العديد من الصفات غير الحقيقية، ومحاولة التجمل، وإظهار خلاف ما يُبْطِن فعلاً، هي في مجملها أسباب عديدة ومتشعبة..
فيكون الخوف من فقدان الشريك عند المصارحة بحقيقة الخطيب هو أول الأسباب، وغالباً ما تكون تلك المصارحة مرة وقاسية، وتجعل الخطيب يفر بجلده عند سماعها، ولذا حرص الباقون على السكوت، والعاقل من اتعظ بغيره..
وكذلك نجد ضعف الشخصية، والخوف من المجهول، وعدم القدرة على المواجهة والمصارحة، وفقدان الثقة بالنفس، وكلها تدفع بالشريك (الكضاب) إلى الاستمرار في اللعبة إلى حين الزواج، وبعدها تظهر الحقيقة، ولكن بعد ما (فات الأوان)..
وعلى صعيد متصل تبرز الرؤية المثالية لأحد الشريكين في فارس الأحلام، أو أميرته- حسب الحال- إلى جعل الطرف الآخر يتمظهر بكل الصفات التي ذكرها الطرف الآخر إرضاءً له، ووصولاً للمبتغى مما يمكن أن نُطْلِق عليها ظاهرة (قدر ظروفك) في الخطوبة، وبعد العرس الله كريم..
أما الإيحاء والرغبة في إبهار الطرف الآخر، ومحاولة إدهاشه كذباً وزوراً والتأثير على قراراته من أجل تسهيل الارتباط به عملاً بقول: (أبوي ما تقول ليهو لا) وبعدها يتبدل القول إلى: (أبوي طلقني
من الزول ده)..
و نجد أن أصحاب الشخصيات المضطربة، والسايكوباتية، والسلوك المنحرف، والمحتالين، يحتلون جانباً مقدراً من هذه الفئة، فاحذروهم..