حرب الفراولة
د. إيهاب السر محمد إلياس
eihabelias1@gmail.com

الفراولة أو التوت الأرضي واسمها العلمي: “Fragriaananassa“ تعرف بفاكهة الرشاقة، وليس كما يعتقد الجميع فإنها تصنف ضمن الخضر غير التقليدية، ولا تصنف زراعياً ضمن الفواكه، وهي من المحاصيل البستانية ذات العائد المادي الكبير، ومن محاصيل الصادر المهمة.
تحتوي الفراولة على: الكالسيوم، والحديد، والفسفور، وحمض الستريك، وسكر الفركتوز، وتستخدم أوراقها وجذورها بعد نقعها في علاج مرض السل، والتهاب القولون، وبوصفها منقية للدم. كما تحتوي الفراولة أيضاً على حامض الإسكوربيك، والنياسين، والرايبوفلافين، وهي مناسبة لمرضى السكري.
تحتل دولة مصر المرتبة الرابعة في الإنتاج العالمي للفراولة بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وتركيا، وأسبانيا؛ حيث تقوم بتصديرها مجمدة لعدد من الدول العربية والأجنبية.
وعانت الدولة المصرية من حرب أمريكية شعواء على منتجاتها من الفراولة المجمدة، ومنتجات الألبان الملوثة بمادة الفورمالين المستخدمة في حفظ الجثث من التحلل، وذلك بتأكيد الولايات المتحدة أن الفراولة المصرية تروي بمياه الصرف الصحي، وتسمّد بفضلات البشر مما يمكِّن من تلوثها بفيروس الكبد الوبائي المنتشر في مصر بكثافة، وتم إرجاع الكثير من الحالات المرضية إلى تلوث الفراولة المصرية المجمدة بهذا الفيروس.
الكثير من الدول العربية توجست خيفة من هذا الأمر، وبدأت في حظر وإعادة فحص الصادرات الغذائية المصرية مثل: دولتا الإمارات، والأردن، بينما أكدت السعودية خلوها من التلوث الفيروسي.
حقيقة ما دعاني لفتح هذا الباب الموارب، أننا قد هجرنا فواكهنا السودانية “الطاعمة” والمحببة للقلب إلى الفواكه المستوردة من فراولة، ومانجو، وبرتقال، وغيرها، في الواقع أنني لا أدرى ما هي الإجراءات المتبعة في إدخال هذه الأغذية المجمدة لبلادنا؟ وما هو دور المواصفات والمقاييس في هذا الأمر؟ وخصوصاً أن ثقافة الفراولة المجمدة قد دخلت عبر مهرجانات التسوق، والبيع العلني إلى بيوتنا دون استئذان.
ويتلاحظ في رمضان، أن عصير الفراولة المجمدة يدخل القلوب تاركاً الحسرة لفواكه عديدة عاشت في وجدانناً ردحاً طويلاً من الزمن. ومما عرفته مؤخراً أن وزارة التجارة قد قامت بحظر المنتجات المصرية لحين البت في أمر تلوثها من عدمه، وهي خطوة جريئة وشجاعة، وحتى لا نكون فئران تجارب للشعوب الأخرى ومنتجاتها الملوثة؟ يا ترى ما هي الحرب القادمة حرب المانجو أم الأناناس؟