تواقيع واقعية.. “النظر بالأذن”
بابكر عباس محمد بابكر
نتعثر كثيراً في حياة ملئت بكميات من المفارقات التعاملية بيننا.. ونحن في وسط الدهشة الطبيعية والمصنوعة نجد أنفسنا في مفترق طرق؛ فكثيراً ما يغيب عنا وهج الحقيقة ونمثل بما تقوم به أنفسنا، ونتمثل ذاتياً بأكاذيب تجعلنا نضع أنفسنا في (خانات) ليست لدينا..
هذه التداخلات الحياتية رسمت للكثيرين منا أوجهاً ذات أقنعة مصطنعة؛ فنرى الحقيقة ماثلة أمامنا ولكننا بقصد أو بدونه نجد أنفسنا نحدد ملامح رسومات ليست في واقعنا النظري المنظور، ونسلك دروباً لم يسلكها أحد من قبل وربما نتوه ولا نعرف حقيقة الرجوع..
كثيراً مانقف عند نقطة الصفر ونحن نترك للسمع الضلع والمنوال الأكبر في تصديقنا لحيثيات ما كنا نصدقها لو نظرنا إليها بأعيننا! فدائماً يلازمنا بأن نصدق ما نسمعه على ما نراه حتى ولو كان النظر هو الحقيقة الصادقة، وكثيراً ما ينتقل الكلام بسرعة لأن في الغالب يكون النظر منحصراً في الشخص الذي قام بالرؤية..
وأما نقل الكلام وسمعه؛ فينتشر بسرعة كبيرة بيننا وللحقيقة بأن النظر تتجرد فيه الحقيقة من الزيف والزيادة بعكس السمع للكلام فيبدأ بكلمات بسيطة وسرعان ما تزداد كلماته حجماً ومعنى وعدداً من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر ومن ينقله أولاً لايصدق بأن هذا كلامه الذي قاله أولاً؟! و(يندرج)- كما يقال- تحت وفوق وبين ذلك بأنه ينعكس على المعاملة؛ فكثيراً من الكلام قد تسبب في سوء فهم وأحياناً يصل مرحلة الخصومة والمقاطعة..
وقديماً قيل (من رأى ليس كمن سمع) ولذلك تجد الكثيرين منا لا يصدقون الكلام من (الوهلة الأولي)كما نسمع مقولة الكلام دا صاح؟! (مابصدق) وأحياناً يلازمها كلمة (أحلف) فكل ذلك ضمن المنظومة الكاملة المتكاملة للسمع..
فمهما حاولنا أن نضع السمع في مرحلة التصديق من (الوهلة) الأولى نجد أنفسنا في تردد دائم، وكثيراً ما نغير مفاهيم أو كلام أو تعابير أو حتى كلام حين نرى ذلك بأم أعيننا، فالعين لا تكذب ولكن الأذن قد تسمع خطأ أو لاتسمع، أو تسمع وتغير وذلك يجعل التخمين هو المقياس الأولي لذلك.. وقد تتغير أشياء كثيرة جداً (جراء) ذلك..
عموماً مادمنا نمتلك عينين ونرى بهما ما نراه حقيقة، فلابد لنا أن نبعد أنفسنا ونبتعد عن (النظر) بأذنينا لو صح ذلك التعبير فلابد أن ينتصر النظر العيني لأنه يكفينا شر الكلام وتحويره وتبديله وتدويله بين الناس فالمجتمع أصبح مليئاً بمختلف أنظمة الكلام والتخاطب وأصبحنا في شغف كبير لسماع أخبار الغير بداعي أو بدونه و(يسوقنا) لذلك الفضول الزائد.
وأصبح المجتمع مفتوحاً للقيل والقال بصورة ملفته فكل دقيقة تظهر لنا ملامح كلام قد يكتمل وقد لا يكتمل على حسب الطريقة الذي يتم بها..
فإلى متى نقيم الناس ونعاملهم بما نسمعه من الآخرين وليس بما نراه منهم أو المصادقة بالكلام من (خشيم سيدو) لكي نطبق التعامل المنطقي من قالب الإيجاب بما نراه أمامنا لا بما نسمعه من خلفنا، وحينها نتأكد بأن لنا “عينان” ترى وتسمع لو جاز ذلك وتعي وتنطق لو أمكن..
كسرة !!!!!
حركت بيك عصب السكون
جلبت ليك الغيم رحط
طرزت ليك النيل زفاف
حرقت ليك الشوق بخور
فرشت ليك الريد لحاف
لا السكة بيك بتنتهي
ولا معاك مليت طواف