عندما يشعر الجميع بالحرج.. طرق شراء “الفياجرا” عند السودانيين!
علي بلدو
يمثل الحديث عن الجنس واحداً من المحرمات في المجتمعات الشرقية والمحافظة عموماً؛ وفي المجتمع السوداني فإن الحديث عن الرجولة والذكورة والقدرات الجنسية يمثل خطاً أحمراً لدى الكثرين وواحداً من ثوابت الشخصية السودانية والتي ترفض وصمها بأي صفات تقلل من ذكورتها أو رجولتها، وقد يؤدي النقاش حولها إلى أن تنشب ساحة معركة يراق على جوانبها الدم.
و برزت في هذا الاطار بعض الأدوية المنشطة للقدرة الجنسية وتوافرت منها أجيال متعددة اشتهرت منها “الفياجرا” والتي أعيت الناس في طلبها كل بطريقته الخاصة والتي نحاول فيما يلي الإجابة عن سؤال:
كيف يشتري السودانيون الفياجرا ؟!
*قول معاي أنا شفتك وين!
بدأ (عمر) المشرف الصيدلى بشارع الدكاترة بصيدلية ندى حديثه لنا عن تجاربه مع هذا النوع من العملاء بأن البعض يبدا النظر في أرفف الصيدلية ويسائل نفسه بصوت مسموع: (يا ربي شكلها كيف وشفتها وين) ثم يبدا الصيدلي في مساعدته عن طريق التجربة ولما يصل للمطلوب وهو حبة الفياجرا؛ يتنهد الزبون وهو يقول: (تقريبا هي ذاتها).
*حبوب الرجالة
ويواصل محدثنا أن صنفاً آخر يسأل عن حبوب الرجالة وبعد أن يشتريها يسألك أن تعطيه حبوب النسوان وهي لمنع الحمل كنوع من التمويه وعدم الشعور بالحرج ولإعطاء انطباع (أن الأمور ما بايظة للنهاية)، وبعدها ينقدنا الثمن بسرعة وغالباً ما يكون متساهلاً في الباقي على عكس العادة لو طلب مضاداً حيوياً مثلاً حيث يمكن أن ينتظر الفكة زمناً طويلاً، وبذا يكون حسابوا معاي بقى كلو كسور.
*البطارية نازلة!
وليس ببعيد في شارع الدكاترة التقينا بالدكتور الصيدلي (مجاهد) من صيدلية الحمامة ليضيف لحصيلتنا أن البعض يأتي ليذكر لنا أن البطارية نزلت أو على وشك النزول (واللبيب بالإشارة يفهم) وقد يطلب منك زيادة الجرعة مشيراً إلى أنه يريد (شحن شارز يا دكتور) وهم في الغالب العرسان حديثي الزواج والذين يبتغون السترة في أول الأيام ومن بعد ذلك الله كريم!
وتتداول في هذا الإطار بحسب د. مجاهد بعض الألفاظ مثل (تم لي موية) و(المقاس نقص) وغيرها مما يتطلب خبرة ميكانيكية وكهربية لدى الصيادلة لمعرفة طلب الزبون.
*أظنك عرفتي!
أما دكتورة مهيرة فتقول: إن أكثر ما يعاني منه الزبائن هو عدم وجود طبيب بالصيدلية حيث يضطرون لسؤال الصيدلية بحرج بالغ وصوت خفيص (إن شاء الله عرفتي) أو قد يقوم بإجراء مكالمة وهو يقول لشخص آخر: (هاك كلمها عشان أنا الدواء نسيتوا) قبل أن يبدي تذمره من كثرة المراسيل وكأنها ليست له متوارياً من القوم من سوء ما بشر به، قبل أن يدس الحبوب في جيبه ويمضي بسرعة، ليواصل عذاب المغني.
*الحبة ديييك!
تقول د مهيرة أن البعض يشير لحبتنا باسم الحبة دييك، ويشير إليها بأصبعه قبل أن يقوم بشراء أدوية أخرى للتغطية وأحياناً بمبالغ كبيرة على اعتبار أن الجاتك في مالك سامحتك، وبحسب مهيرة فإن البعض يحاول الدخول بنفسه وأخذها ويعطيك الثمن بالظبط!!..
*الناس جميع بتهمني!
ولاحظنا في تجوالنا بقاء أحد المواطنين داخل الصيدلية لفترة قاربت الساعة حتى خلا الجو وتقدم بعدها لطلب الحبة الزرقاء قبل أن يتلفت يمنة ويسرة وهو يقول: (الله يلعن السكري والضغط) ولم ينتبه إلى أنه لم يقم بشراء الدواء لأمراضه الأخرى المزعومة ولكن إلى حين.
وآخر آثر الانتظار في عربته الفارهة وهو يدير المكيف وبين الفنية والأخرى يسترق النظر حتى إذا ما “فضت” الصيدلية ترجل مهرولاً لشراء ما يخشاه السودانيون.
*قدر ظروفك
ومن الملاحظات أيضاً انتشار البيع بالحبة الواحدة والتي برزت لغلاء الأسعار وقضاء ليلة ويا لها من ليلة من مليون ليلة ويوم، وكذلك ظاهرة الشرنق واقتسام “الفياجرا” كما تقاسم الفقراء النبقة، ويتم التخلص من الصندوق الخاص بالعبوة بسرعة وقسوة حتى لا يراه الآخرون وتنتشر الأخبار في القرى والحضر.
ومن اللافت للنظر وجود سيدات يقمن بشراء الحبة لبعولتهن بعد أن ضاق بهم الحال ورفعاً للحرج عنهم باعتبار أن (الما عندو الحبة ما عندو محبة) أو كما قالت محدثتي وهي تنقد الصيدلي المبلغ وهي تقول: (أها بعد ده نشوف حيقول شنو).
*وحقيقة فكل الناس حاكماها ظروووف!