مركز تكنولوجيا الطاقة المتجددة بجامعة الجزيرة.. هل مات مع صاحبه
شكّل مركز تكنولوجيا الطاقة المتجددة بجامعة الجزيرة- في وقت سابق- أحد الصروح العلمية التي تهدف للمساهمة في دعم النهضة العلمية والتنموية بالجامعة من خلال إقامة وانجاز البحوث والمشاريع الريادية في مجال الطاقة المتجددة، والمستدامة التي تصب في مصلحة الاقتصاد الوطني والطلاب، كما عمِل على المساهمة في نشر ثقافة استخدام الطاقة المتجددة للحصول علي طاقة نظيفة وصديقة للبيئة من خلال التوعية، وإقامة دورات تدريبية متدرجة لكل شرائح المجتمع خاصة الأساتذة وطلاب الجامعة؛ حيث يمكن الاستفادة من الطلاب في نشر ثقافة تكنولوجيا الطاقة المتجددة بمناطقهم فهم يمثلون ولايات السودان المختلفة.
** نشأة وتطور المركز:
وبحسب إفادات د. عماد الدين عبد الله آدم بشر، مدير مركز تكنولوجيا الطاقة المتجددة- وقتها- فإن إنشاء المركز الذي تبِع لكلية الهندسة، استند على المادة (9/ د) من قانون جامعة الجزيرة لسنة 1995م، حيث تم ذلك في اجتماع مجلس الأساتذة رقم (188) بتاريخ 26 ديسمبر 2010م.
أعد المركز البحوث وبرامج الدراسات العليا في مجال تكنولوجيا الطاقة المتجددة مثل: (الطاقة الشمسية / طاقة الرياح / طاقة الكتلة الإحيائية/ طاقة المياه / طاقة الأمواج)، ووظف خلاصات وتوصيات البحوث العلمية في مجال تكنولوجيا الطاقة المتجددة بما يلائم الإمكانات والظروف المحلية، وقدم المركز الاستشارات العلمية والفنية في مجال الطاقة المتجددة للجهات الحكومية والمؤسسات الخدمية لرفع مستوي الوعي قي هذا المجال وتشجيع الاعتماد علي مصادر الطاقة المتجددة بدلاً عن المصادر التقليدية، هذا علاوة على تنظيم ورش العمل والمؤتمرات العلمية حول قضايا تكنولوجيا الطاقة المتجددة.
** موقع المركز ووحداته :
واعتمد المركز مبدئياً على المواقع المؤقتة في إدارة شؤونه، وقد تم التصديق له بمساحة مقدرة داخل حرم الجامعة لتشييد مبناه، ومن المتوقع أن يكون تصميمه تمثيل للكثير من تقنيات الطاقة المستدامة والمتجددة، وقد تم تكوين لجنة- سابقاً- من قبل عميد كلية الهندسة والتكنولوجيا لإعداد ملف متكامل عن المركز تتضمن “المقر- والخرط- والتصاميم- والاحتياجات البشرية واللوجستية وغيرها. ويقوم المركز- حسب المقترح- على ثلاث وحدات تشمل تكنولوجيا الطاقة الشمسية، وتكنولوجيا الكتلة الإحيائية، وتكنولوجيا طاقة الرياح.
وعكف المركز إذ ذاك على حصر الأجهزة والمعدات الموجودة بمعامل جامعة الجزيرة وخارجها التي يمكن الاستفادة منها في تسيير نشاطات المركز الأكاديمية وغيرها إلى حين استقلال المركز بأجهزته ومعداته، وكذلك الاستفادة من ورش الجامعة المختلفة إلى أن تقوم الورشة الخاصة بالمركز والتي تكون متخصصة في تصنيع وإنتاج معدات تكنولوجيا الطاقة المتجددة والصناعات الصغيرة.
** مشاريع المركز
وجرت عمليات حصر لجميع المشاريع التي لها علاقة بالطاقة المتجددة التي قامت قبل إنشاء المركز للتفاكر حول تبعيتها أو الإشراف عليها ومن أمثلة هذه المشاريع: وحدة البايوغاز والبئر التي تعمل بالطاقة الشمسية التي تتبع لكلية العلوم الزراعية، وكذلك البئر التي تعمل بالخلايا الشمسية التابعة لكلية الهندسة والتكنولوجيا، وأيضاً المجموعات الهائلة من تصاميم بحوث الماجستير وطلاب البكالوريوس التابعة لكلية الهندسة والتكنولوجيا وغيرها من الكليات.
وفيما يتعلق بالمشاريع البحثية سعى المركز لعمل دراسات لإنتاج الطاقة المتجددة عن طريق الاسترجاع الحراري من مصادر مختلفة مثل المخلفات بأنواعها وكذلك استخدام بقايا أوراق الأشجار في إنتاج طاقة بديلة وأيضاً استخدام تقنية البايوغاز في إنتاج طاقة متجددة، وجرى تنفيذ مشاريع مشتركة مع كلية ودمدني التقنية.
واتجه المركز لعقد ورشة لمناقشة برنامج ماجستير الطاقة المقترح والذي تم تصميمه لخريجي الهندسة والكليات التطبيقية، كما أن هنالك برنامج ماجستير- كان- قيد التصميم في اقتصاديات الطاقة.
** نشر ثقافة وإطلاق دورات :
من المعلوم أن تكنولوجيا الطاقة المتجددة لم تجد حظها من الانتشار برغم عن أنها عالمياً أصبحت رقما لا يمكن يتجاوزه، ونشراً لهذه الثقافة قبل أن تكون علماً متخصصاً، فإن المركز سعى لإعداد وإقامة دورات تدريبية لكل شرائح المجتمع وذلك لوضع الأساس المعرفي بالطاقة المتجددة لدى كل الشرائح، وأيضاً تمكيناً للأساتذة من الاستفادة من تطبيقات الطاقة المتجددة في أبحاثهم، ويمكن أيضاً الاستفادة من الطلاب في نشر تكنولوجيا الطاقة المتجددة بمناطقهم، كما سعى لتكوين جمعية أو رابطة لتكنولوجيا الطاقة المتجددة وذلك لنشر ثقافة الطاقة المتجددة والمستدامة بصفة عامة.
** المؤتمرات والندوات وورش العمل:
طمح المركز لتنظيم اللقاءات العلمية التي من شأنها التعريف بنشاطاته، وأيضاً التعريف بتقنيات الطاقة المتجددة، كما طمح لعقد ندوات أو سمنارات راتبه بواقع ندوة كل ثلاث شهور على أقل تقدير لتناول قضايا الطاقة المتجددة..
** مشاركات مركز الطاقة المتجددة:
شارك المركز بفاعلية في المؤتمر الفرانكفوني الأول للطاقة والبيئة الذي نظمته جامعة الجزيرة في ديسمبر من العام 2014م، و الذي خرج بالعديد من التوصيات المهمة وهو ما أدى لتكوين لجنة مؤلفة من خمس وزراء برئاسة وزيرة التعليم العالي، ومدير جامعة الجزيرة مقرراً لهذه اللجنة والتي من مهامها رعاية وتنفيذ مخرجات المؤتمر الفرانكفوني الأول للطاقة.
** خدمة المركز للمجتمع :
سعى المركز لعقد دورات تدريبية لكافة شرائح المجتمع والتي تؤدي إلى رفع المستوي المعرفي للفرد بالطاقة المتجددة، ومن ثم إقامة وتصميم مشاريع الطاقة المتجددة وخاصة تحويل المخلفات والنفايات المجتمعية إلى طاقة، وأيضاً الاستفادة من الطاقة الشمسية في خدمة المجتمعات المختلفة، كما قدم المركز العديد من الاستشارات في مجال الطاقة المتجددة على مستوى الأفراد والجماعات .
** العلاقات الداخلية والخارجية للمركز:
وسعى المركز لأن يكون مقراً لشبكة تضم كل المهتمين بالطاقة المتجددة داخل السودان وكذلك المؤسسات والشركات الخاصة، كما سعى لإقامة علاقات أكاديمية مع كل المراكز ذات الصلة داخل وخارج السودان، وأجرى اتصالاتٍ بالوكالة الدولية للطاقة المتجددة وتم التعريف بالمركز لدي الوكالة.
** الاتفاقيات ومذاكرات التفاهم:
سعى المركز لتوقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات مع بعض الجهات ذات الصلة مثل المجلس الأعلى للتدريب المهني والتلمذة الصناعية وكذلك الإدارة العامة للطاقة – وزارة النفط حيث تجاوزا وقتها المسودة وكانت هنالك مساعي أخرى لم تتبلور بعد. والجدير بالذكر أن الجامعة كانت قد وقعت مذكرة تفاهم مع شركة وايرا الهندسية، فالكثير من بنود هذه المذكرة تعني المركز.
** مبادرة جامعة الجزيرة للطاقة المستدامة
تعتبر هذه المبادرة خارطة طريق لحل مشكلة الطاقة بصورها المختلفة في السودان، حيث كانت هذه المبادرة إحدى مخرجات المؤتمر الفرانكفوني الأول للطاقة والبيئة والتي تعمل في سياق مبادرة الأمم المتحدة “الطاقة المستدامة للجميع بحلول عام 2030م” والتي اعتمدت السودان ضمن أكثر من ثمانين دولة لتنفيذ مبادرتها العالمية ولكن بأهداف تناسب طبيعة السودان حيث تضمنت مبادرة جامعة الجزيرة، الأهداف الآتية :
1/ حث الجهات المنتجة والأفراد على استخدام تقنيات الطاقة المتجددة وزيادة ترشيد وحفظ وصيانة الطاقة.
2/ جمع كل الباحثين والمهمتين بأمرالطاقة المستدامة من الأفراد والجماعات في شبكة واحدة تحتوي على معلومات عنهم، وأيضاً التعريف بالمشاريع والأبحاث التي تمت من قبل ومخرجات تلك المشاريع.
3/ سهولة إتاحة المعلومات المتعلقة بالطاقة المستدامة لكافة الأفراد ويراعى في ذلك اللغات الخاصة واللهجات المحلية وأيضاً الترجمة من وإلي اللغة العربية.
4/ سهولة الوصول الي خدمات الطاقة الحديثة.
5/ زيادة معدل تحسين كفاءة الطاقة .
6/ زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة في السودان.
7/ أن تكون المبادرة منصة لتسهيل تنفيذ ومراقبة المشروعات البحثية المختلفة.
8/ إنشاء قناة فضائية وإذاعة متخصصة لرفع الوعي بأمر الطاقة والتنمية المستدامة.
** الرؤى المستقبلية للمركز:
هنالك مبررات كثيرة متعلقة بأمر الطاقة المتجددة والمستدامة، منها مبادرة جامعة الجزيرة للطاقة المستدامة، أدت إلى أن يتم تداول أمر ترفيع المركز إلى معهد أثناء فعاليات المؤتمر الفرانكفوني الأول للطاقة والبيئة وهو ما جعل المركز يسعى بقوة للإيفاء بمتطلبات ترفيعه إلى معهد.
**أخيراً
لاحقاً رحل مدير مركز الطاقة د. عماد آدم بشر، وغابت معه كل التفاصيل، فهل مات المركز بموت صاحبه؟!