تواقيع واقعية.. نظرتنا للأشياء

0 412

بابكر عباس محمد

النظر عامة يشكل حيزاً كبيراً في حياتنا؛ والنظرة بمختلف مسمياتها وأنواعها وأشكالها وتبعاتها- كل على ما تحمل من معنى لكل نوع- لها وقع وفهم ومعنى وطريقة مختلفة..

تتنوع النظرة وتختلف في ما يقصد بها فقد تكون نظرة بالعين المجردة لما نراه يومياً من مشاهدات ولوحات حياتية مختلفة الأشكال والألوان ويأتي تعبيرنا عنها وقتياً إيجاباً كان أم سلباً، وقد تطول تلك النظرة على حسب ما تحمله من مضامين فيها (تجرنا) لطول النظر فيها، ويكون بعدها ما بعدها من تبعات، وقد تنتهي بمجرد النظرة ولا يكون هناك تعليق أكثر من الوقتي وتنتهي بهذه الصورة..

 وقد تكون النظرة مختلفة عن غيرها عندما تكون خاصة لشيء ما كالنظر إلى شخص ما لمعرفته أو تشبيهه بشخص آخر، أو يطول إمعان النظر للتعرف أكثر من اللازم خاصة إذا كنا لا نميز ما نراه بصورة واضحة..

وهناك النظرة بغير العين المجردة والتي تنطبع في ذهننا منذ الوهلة الأولى لشخص ما أو شيء ما وعلى حسب وقعها علينا وتصنيفها إيجاباً أو سلباً فهناك من يأخذها قاعدة ومرتكزاً أساسياً لما يأتي بعدها، فمهما قام شخص ما بعمل وكان غير مقبول تجد من أخذ النظرة الإيجابية يحاول أن يجد أي مبرر له لإبعاد ذلك عنه..

 والعكس للنظرة السالبة لشخص ما وما أكثر النظرتين في ممارسة حياتنا، وتعتبر من إحدى المفارقات  للنظرتين بإعتبار تغير ما يقوم به الأشخاص بمرور الوقت؛ فليست هناك قاعدة ثابتة لذلك فمن يعجبك اليوم قد تأخذ منه موقفاً غداً، وتتملكك النظرة السالبة له، ومن كنت تكن له كرهاً يعجبك ولو في موقف معين يؤثر عليك إيجاباً كتأدية خدمة ما وفجأة تقول بأن هذا الشخص كنت (فاهمو) غلط وهكذا..

 ولا ننسى النظرة الإجتماعية وخاصة للأشخاص والتي تأخذ منافذ كثيرة ومختلفة وكل شخص ينظر بما يراه مناسباً له من جوانب يجد فيها القرب بكل ما تحمل الكلمة من معاني، وغالباً ما ترتبط هذه النظرة بالماديات ومكانة الشخص كطبيعة العمل مثلاً أياً كانت أو الإعجاب وغالباً ما تحدد عند الكثيرين طبيعة التعامل إيجاباً وإذا لم تكن للشخص رغبة أو لظروف أخرى تجاه الشخص فقد تنعكس النظرة وتصبح سالبة..

نظرتنا عموماً للأشياء عامة تأخذ (منحنيات) صعوداً ونزولاً لو صح التعبير وهذه من طبيعتنا كبشر لا بد لنا أن نكون هكذا لأن المولى عز وجل يحب النظر والتمعن والتفكير في مخلوقاته بكل الإتجاهات، ولو كان هذا على المجمل وليس الحصر ويمنعنا من التفكر فيه جل جلاله؛ فالتفكر في المخلوقات كافة  لنعرف عظمة وقدرة الخالق لأن ذاته عليا..

 فالنظر قد يكون الباب الأول في التفكير لما بعده فإذا لم ننظر فربما لم نستطع إعطاء الحكم الصحيح في أشياء كثيرة؛ فنضطر مجبرين للرجوع إليها والنظر لها على حسب نوعية النظرة..

 كثيرة هي النظرات و(الرمقات) بأشكالها وتعابيرها ومعانيها، وكم من نظرة قد غيرت الكثير وأخرى تساوي آلاف الكلمات، وأخرى لا تفهم، وأخرى تجيب عن أسئلة كثيرة، وربما لم تشرق صباحات النهار على نظرات أخرى مختبئة تحت ستار الإنتظار وأخرى وأخرى إلى ما لا نهاية..

كسرة !!

كان نفسي أقولك من زمان

بالشايلو في عيني معزة وفي القلب

 ريداً يخاف الغربة والشوق والحنين

زاملني زي خاطر الفرح

وكتين يقاسم الهم عذاب

وكتين مدامعي تكون جزا

وتفتح مباهج الليل ظنون

كان نفسي أقولك من زمان

قرية البويضاء

Leave A Reply

Your email address will not be published.