بروفايل: الريح عصام جكسا
في ود مدني لم يندمل جرح فقيد المدينة محمد فيصل ” شعرية “حتى تجددت الأحزان مرة أخرى باستشهاد صديقه قاسم، الذي رحل سريعاً وهو الذي كان قبل يومين ينعى صديقه شعرية بصفحته بالفيس بوك.
رحيل الأصحاب ” شعرية” و”قاسم” خلف حزناً كبيراً في مدينة ود مدني خاصة وأنهما كانا من أصحاب المبادرات الإنسانية في العمل الطوعي التي تخدم المجتمع، حيث تجدهما في المستشفيات والأحياء خدمة للمواطن.
أصدقاء الشهيدين بكوهما بالدمع السخين عبر صفحات التواصل الاجتماعي حيث تصدر( التايم لاين) صورهم وذكرياتهم في المواكب..
وقال عدد منهم بأن الشهيدين كانا منضبطين رغم صغر سنيهما، وزادوا بالقول بأنهما كانا يقتسمان اللقمة مع من لا يملكها، وأضافوا بأنهم فقدوا اثنين من الثوار الحقيقين في مدينة ودمدني.
تقاسما ذات الرحلة بذات البص في رحلة الإنعتاق الأبدية
وكتبت الكنداكة عزة سيف معلقة على وفاة الشهيدين قائلة: ” ولأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف، الشهيد (شعيرية) والشهيد (قاسم) كانت أرواحهما تنظران في ذات الطريق..
وأضافت: تقاسما معاً دروب الحياة وتفاصيلها بذات المدينة ونفس المكان وسارا معاً بشوارع وأزقة تلك الأحياء العتيقة والمليئة بالحياة كأجمل ما يكون تلك التي تعبق برائحة المحبـة والســلام ويتنفس سُكّانها الحرية، تقاسما معاً نهـارات النضال الملحمية كل يوم، ثم يتكئان مساءاً ليتقاسما شهد التفاصيل مصحوبان بـ (بفنجان قهوة) مع الكثير من المحبة والضحك، الضحك المعافي ذيّاك الذي تصنعه الذكريات والأحلام بواقع أجمل..
ومضت: تقاسما ذات الرحلة بذات البص في رحلة الإنعتاق الأبدية ولهذا كانا هنا معاً وحتماً سيكونان في الجنة معاً مع الكثير من العناقْ الكثير مع الرفاق”.
ترس مدني ..الذي يحمل قضية الوطن
وذكر صديق الشهيد قاسم المقرب منه ” خطاب محمد” أن آخر لقاء جمعه مع الشهيد هو يوم ٢٦ يناير في مليونية الوفاء للشهداء، وبدت علامات الحزن على ملامح ” خطاب” ثم مضى مؤكداً: ” والله نحن عندنا قضية ح ندافع عنها”..
وعن الشهيد قاسم أبان بفخر: ” كان الشهيد ترس مدني كما يلقبونه، سعى لتحقيق حياة كريمة لمواطني وطنه، كان يؤمن بضرورة الإنتقال الديمقراطي، نسأل المولى عز وجل له الرحمة والمغفرة”، ثم اختتم حديثه قائلاً: ” حقيقة القاسم وشعرية فقد كبير للوطن، ربنا يصبرنا على فراقهما”.
