التنشئه الاجتماعية.. الأسرة والمدرسة.. نموذجاً
عسجد إبرهيم عمر
يمكن وصف عملية التنشئة الاجتماعية بأنها: العملية التي تتشكل فيها معايير الفرد ومهاراته ودوافعه واتجاهاته وسلوكه لكي تتوافق مع تلك التي يعتبرها المجتمع مرغوبة ومستحسنه لدوره الراهن أو المستقبل في المجتمع.
ويعرفها د. سعدالدين إبراهيم بأنها: العملية المجتمعية التي يتم خلالها تشكيل وعي الفرد ومشاعره وسلوكه وعلاقاته بحيث يصبح عضواً فاعلاً ومتفاعلاً ومنسجماً ومنتجاً في المجتمع.
أما هنا فى الجامعة فعملية التنشئة فتعرف بأنها عملية تعليم وتعلم وتربية، تقوم على التفاعل الاجتماعي وتهدف إلى اكتساب الفرد طفلاً.. راشداً.. شيخاً.. سلوكاً ومعايير واتجاهات مناسبة لأدوار اجتماعية معينة، تمكنه من مسايرة جماعته والتوافق الاجتماعي معها وتكسبه الطابع الاجتماعي وتيسر له الإندماج في الحياة الاجتماعية، إذاً هي عملية تشكيل السلوك الاجتماعي للفرد، وهي عملية إدخال ثقافة المجتمع في بناء الشخصية.
ومن أهم خصــــائص التنشئـــــــة الاجتماعية أنها عملية اجتماعية قائمة على التفاعل المتبادل بينها وبين مكونات البناء الاجتماعي، كما إنها عملية نسبية تختلف باختلاف الزمان والمكان، وكذلك باختلاف الطبقات الاجتماعية داخل المجتمع الواحد وما تعكسه كل طبقة من ثقافة فرعية.
كما أنها تختلف من بناء اجتماعي واقتصادي لآخر وتمتاز بأنها عملية مستمرة، حيث أن المشاركة المستمرة في مواقف جديدة تتطلب تنشئة مستمرة يقوم بها الفرد بنفسه ولنفسه حتى يتمكن من مقابلة المتطلبات الجديدة للتفاعل وعملياته الني لا نهاية لها.
كما أنها عملية إنسانية واجتماعية حيث يكتسب الفرد من خلالها طبيعته الإنسانية التي لا تولد معه ولكنها تنمو من خلال الموقف عندما يشارك الآخرين تجارب الحياة، فهي تهدف إلى تحويل ذلك الطفل إلى عضو فاعل قادر على القيام بأدواره الاجتماعية متمثلاً للمعايير والقيم والتوجهات.
وهناك كثير من الجماعات والمؤسسات التي تلعب دوراً رئيسياً في عملية التنشئة منها: الأسرة- المدرسة- جماعة الرفاق- أماكن العبادة – النوادي ووسائل الإعلام والوسائط الثقافية المسموعة والمكتوبة والمرئية، وكلها وسائط حتمية ومفروضة لعملية التنشئة حيث تتداخل لتؤطر الطفل وتوجه حياته وتشكلها في مراحلها المبكرة.
وعلى الرغم من إختلاف تلك المؤسسات في أدوارها، إلا أنها تشترك جميعاً في تشكيل قيم الطفل ومعتقداته وسلوكه بحيث ينحو نحو النمط المرغوب فيه دينياً وخلقياً واجتماعياً، وإن هذه المؤسسات لا يقتصر دورها على المراحل المبكرة من عمر الطفل ولكنها تستمر في ممارسة تدخلها فترة طويلة من الزمن وأهمها بالطبع الأسرة والمدرسة.
الدفعة (34)كلية التربية حنتوب علم نفس