الذكاء العاطفي.. حينما تكون مصدراً للسعادة
رماز حسن
جميعنا قابلنا ذلك الشخص الذي تنتشر البهجة بوجوده؛ وكأنه يحمل حقيبة بداخلها ابتسامات صادقة، ومشاعر طيبة يقوم بتوزيعها للآخرين، قد يكون معلماً تدخل الأفراح مع دخوله القاعة أو الفصل، أو يكون فرداً في العائلة تسكننا سعادة لامتناهية بحضوره، أو غير ذلك، ومثل هذا الشخص يحظى بنسبة قبول عالية جداً أينما ذهب، لا شك أنها هبة من الله سبحانه وتعالى: (إذا أحب الله عبداً) لكن ما التفسير العلمي يا ترى؟
هنالك صفات مشتركة نجدها في أغلبهم مثل القدرة على ضبط النفس، والمثابرة، والقدرة على التعبير عن العواطف بما يتناسب، ومعرفة عواطف الآخرين، وأحوالهم، والتعاطف معهم، والقدرة العالية على إدارة الأزمات، وحل المشكلات، وكذلك الامتياز بصداقات متعددة تتوج بالاستمرارية، والقدرة على التكيف مع كافة المواقف الاجتماعية.
وكذلك الاهتمام بلغة الجسد واستخدامها، مثلاً: إذا كنت تخفي حزناً ما ومن حركات جسدك، أوعينيك تبين لهم، فإنهم يبثون السعادة بداخلك دون أن تشعر، يلفتون انتباهك إلى أشياء جميلة تستحق الفرح أو يذكرونك بمواقف مسبقة كنت فيها سعيداً، ودون أن تشعر تجد تقاسيم وجهك تغيرت من حزن وكآبة إلى فرح وسعادة، كما أنهم يستخدمون لغة الجسد لزيادة التواصل بينهم وبين الآخرين، حيث نجدهم مهتمين بنبرة، الصوت، والإشارات، والأعين.
هذه الصفات في مجملها تسمى بـ(الذكاء العاطفي) بمعنى كيف تكون ذكياً، وتضع العاطفة في بؤرة القدرات الشخصية، أي كيف تسبغ الذكاء على العواطف، فمراكز “المخ” الخاصة بالعاطفة هي التي تحركنا فنشعر بالغضب، أو الحب، أو غيره، وبناءً على هذا الشعور نقوم بفعل ما؛ فمثلاً جرائم القتل تحدث بسبب شعور بالغضب، والحقد، وفي تلك اللحظة يغيب العقل تماماً، وبالمقابل تضحية الأب بنفسه من أجل أن تعيش ابنته هي فعل ناتج عن شعور الحب الفطري، وأيضاً لاعقلانية فيه، فالعقل يرجح المصلحة الشخصية أي أنه ينقذ نفسه، ويترك ابنته، لكن بمنظور القلب التضحية هو الخيار الوحيد.
ويعرِّف أرسطو عن الذكاء العاطفي بأنه: (تلك المهارة النادرة، على أن تغضب من الشخص المناسب، بالقدر المناسب، في الوقت المناسب، و للهدف المناسب).
و هذا الأمر ليس تكلفاً، إنما هو فطري في المقام الأول، وثانياً نتيجة للتنشئة الاجتماعية، والقيم التي غرسها الوالدان منذ الصغر، فلا يمكن لشخص بين ليلة و ضحاها، أن يصبح شخصاً ذو درجة عالية من الذكاء العاطفي، وينشق من الذكاء العاطفي، الذكاء الاجتماعي وهو القدرة على إدارة العلاقات مع الآخرين.
** وأخيراً:
خلي النور المشرق منك يكون لي غيرك شمس آمال..
ما دام قادر تدي الحب.. قادر تصنع كل محال
يا فأل ملازم لي تفاصيل الجمال ..
***
يا مستولي على عصب الكلمة في كل الظروف ..
يا متنامي وسط الضلمة وفي جواي شوف ..
يا متبني أول فكرة تتحول حروف..
يا زول بزيل الهم وقت تصطف ألوف..
يا بر أمان كل البتوه وآمالو خوف ..
يا فرح دايماً على الأيام بطوف ..