المبنى الملعون.. حريق ونهب محلية ودمدني من المسؤول..؟!
مجدي ميرغني النضيف
منذ بداية الحراك الثوري في مدينة ودمدني والتي نرى أنها كانت صاحبة الريادة بإنتفاضة طالبات جامعة القرآن الكريم وتأصيل العلوم يوم ١١ سبتمبر ٢٠١٨م وهو تاريخ تناسته ذاكرة الثورة تلته هبة الدمازين بعدها بيومين بدأ الحراك مطلبي وسرعان ما تحول إلى سخط شعبي مسنودا بالمطالب السياسية، طوال الاشهر الأولى وما تلاها من سنوات تفتقت عبقرية الشارع السوداني بانتهاج اللاعنف شكلا ومضمونا وكانت المفردة السودانية سلمية سلمية تتعالى من حناجر الشباب كلما لاحت في الأفق بوادر احتكاك أو موقف خشن.
لم تتعرض ود مدني لأي عملية اعتداء على الممتلكات أو مباني أو سرقات منذ تفجر الثورة عدا بعض الأحداث المتفرقة والتي لا يمكن ربطها بأي حال من الأحوال بالنضال السلمي المعروف والمشهود للجميع.
لجان مقاومة مدني ولجان المقاومة السودانية اصدرت العديد من التوجيهات بالتزام السلمية وعدم الانجرار للعنف والمشاركة في حماية الممتلكات العامة والخاصة، وقد كان لها دور ومجهود في المساعدة على استرداد بعض المسروقات الخاصة بمحلية ودمدني وتسليمها للمدير التنفيذي المحلية.
حالة الفوضى والتوهان السياسي في البلاد قد تغري بعض أصحاب الغرض والمرض بالتعدي على ممتلكات الدولة في شكل عمليات نهب وسرقة واعتداء عادية ولكن نخشى أن يكون الاعتداء ممنهج من فئة فاسدة أرادت طمس الحقائق والتشويش على سير العدالة أو تغطية أعمال فساد مثلما حدث في حريق القصر الجمهوري وبعض الوزارات.
المواطن الصالح تغلب عليه النزعة الوطنية ولا يساهم في تدمير ملكية عامة ولا يقبل فساد أو إفساد، ومسؤولية الأجهزة الأمنية الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وحراسة المنشآت والأرواح سيما وأن رئاسة محلية مدني تفصلها خطوات من أكبر قسم للشرطة في المدينة.
تاريخياً تعرض ذات المبنى لعدد من الحوادث المتفرقة من أعمال النهب والحريق فهل هذه لعنة المستعمر (الكافر) الذي قام ببنائه وأن وارواحهم الشيطانية تعبث بالمستندات ليلاً.
يجب أن يكون الجاني معروفا لديهم ويقدم للمحكمة أي كان.
إن الرصاص الذي يقتل الشباب حري به أن يحمي الممتلكات والأرواح وقيمة السلاح المالية كفيلة ببناء وطن.