جدد طاقتك.. بدائل الطاقة في خدمة قطاعات الجامعة
أ.د. عماد الدين عبد الله آدم بشر
“يا أهلنا ومصابيحنا ونجومنا الضاوية في واحات زمنا”، سلام من الله عليكم ورحمة منه تعالى وبركات، ومتعكم الله بالصحة والمنعة وجدد طاقاتكم لفعل الخيرات..
تناولنا في أول تلاقي لنا بكم في هذا العمود، أنواع وأهمية الطاقة المتجددة والمستدامة، وضرورة الترشيد والتقليل من الإستهلاك ما أمكن، وأشرنا إلى أن الطاقة وخاصة المتجدد منها، تستطيع أن تبني جسوراً متينة مع قطاعات الجامعة المختلفة لتعم الفائدة لمن هم داخل وخارج الجامعة.
على سبيل المثال ومن خلال إمكانية توفير الطاقة في أي زمان وأي مكان خاصة تلك المناطق الريفية البعيدة والتي لا يتوقع وصول الخدمات المتكاملة إليها قريباً، بتوفير بدائل الطاقة، يمكن أن تحدث تنمية لتلك المناطق ويمكن أن تصل الخدمات بأنواعها المختلفة إلى أي منطقة مهما كان بعدها عن المركز..
ويستطيع الطبيب والأطر الصحية مزاولة مهنتهم بكفاءة و فعالية عالية جداً في أي مكان وربما كل التخصصات، وأيضاً يستطيع التربويون ممارسة مهنتهم في فصول ذات بيئة صالحة للتدريس وربما حتى الشاشات الذكية تكون حاضرة..
وأيضاً يمكن للقطاع الزراعي والصناعي أن ينال من هذه الهبة الربانية فيمكن الإستفادة من الطاقة الشمسية في الري من الآبار، وبعد حصاد المياه وأيضاً يمكن استخدام المجففات الشمسية وغيرها في تجفيف كل أنواع الخضروات مثل: البصل، والبامية، والطماطم وغيرها، علماً أن هذه الخضروات المجففة تباع في العديد من مراكز التسوق بالخرطوم..
كما يمكن أن تقام العديد من الصناعات الصغيرة بتلك المناطق مثل: معاصر الزيوت، وصناعة الصابون، وصناعة السكر، ومشاغل النسيج والتريكو، وخدمات الإتصالات وغيرها.
ومما لا شك فيه أن هذه الخدمات تحقق برامج التنمية المستدامة والتنمية المتوازنة والتي هي من أهداف القطاع الإقتصادي بل وتتماشى مع كل أهداف المجتمع المدني.
ولا شك أن إنتاج واستهلاك الطاقة يتطلب وجود واعظ داخلي أو خارجي يسهم في ترشيد إستهلاك هذه الطاقة وهذا ما يجعل القطاع الإنساني رائداً في هذه الجزئية.
و أخيراً.. يتضح جلياً أن بدائل الطاقة يمكن أن تجدد نشاط كل قطاعات الجامعة وتبعث فيها روح الإبتكار والتجديد خدمةً للمجتمع، وبإذن الله في مقبل اللقاءات سنتناول خدمات بدائل الطاقة لكل قطاع على حدا.
وختاماً: نسأل الله العلي القدير أن يديم علينا نعمة الصحة والمنعة، وأن يمنحنا موفور الطاقة لفعل الخيرات، وأن يجعل تقليل الصرف والترشيد لنا، من أجمل الصفات، ومن الساعين دوماً لإستدامة الطاقة في كل الأوقات، فهلا كنا من متجددي الطاقات؟؟.
و الله المستعان،،،