لمحة تاريخية.. رابطة الجزيرة للآداب والفنون والتربية
عبدالله أبكر
رابطة الجزيرة للآداب والفنون والتربية منظمة تطوعية تأسست فى العام 1973 في مدينة ودمدني لتعمل فى مجال الآداب والفنون والتربية والبحوث الثقافية تحقيقاً لأهدافها الرامية إلى البعث الثقافي مستفيدين من الإرث والتنوع والبيئات الثقافية التي يذخر بها السودان عامة وولاية الجزيرة متوسلين فى ذلك بهياكل مرنة تتيح للراغبين من الكتاب والمبدعين ممارسة أنشطتهم في كل المنابر والمساهمة في المهرجانات والمعارض الثقافية، وكذا التواصل عبر الإذاعة والتلفزيون والنشر على الصفحات الثقافية في الصحف والمجلات الورقية والإلكترونية..
منذ تأسيسها طاف أعضاء الرابطة على كثير من القرى والمدن داخل الولاية وخارجها مبشرين بالتنوير والإستنارة عبر برامج يعدها أعضاء الرابطة الأمر الذي وفر للرابطة حظاً من الثقافة وتشجيع المتلقين بالدعم المعنوي واللوجستي أحياناً، وقد امتد أثرها للمعاهد والمدارس العليا.
وقف كثير من أدباء ومبدعي ومفكري الرابطة مدافعين ومنافحين عن قيم الحرية والخير والجمال رغم مخاشنة وبطش السلطات الشمولية..
كان للرابطة حضور قوي داخل السودان وخارجه حيث شارك مبدعوها فى كثير من الفعاليات القومية والعالمية والمحلية، ووصلت إسهاماتها الإبداعية للكيانات الثقافية فى المنطقة العربية.
وتأكيداً لهذه العلاقة فقد إحتفت الرابطة بعدد من الأدباء والشعراء والفنانين والعرب الذين قدموا إبداعاتهم من خلال مسرح الجزيرة ونادي الجزيرة بمدينة ودمدني وعلى سبيل المثال : الشاعر الفلسطيني محمود درويش، والعراقي مظفر النواب، ونزار قباني، والقاص والروائي صنع الله إبراهيم، والشاعر عبدالرحمن الأبنودي، والقاص واسيني الأعرج، وعبدالرحمن مجيد الربيعي.
تعتمد الرابطة نظام الشُعب والأندية وأفردت لها مساهمات لتقديم أنشطتها فى اليوم الراتب لها.
شعبة الشعر :-
تهتم وترعى إبداعات الشعراء من الجنسين وتشجع الشباب منهم بالمثاقفة والدراسة وتبادل الخبرات وتقديم أشعارهم وإبداعاتهم عبر الوسائط.
فمن خلال هذه الشعبية برز نجم عددٍ من الشعراء أثروا الوجدان وتركوا بصماتهم على خارطة الشعر السوداني.
نادي القصة :-
هو تجمع لمبدعي هذا الفن والمتعاطين معه. تقوم إدارة النادي بتداول المنتج الإبداعي بين الأعضاء والمهتمين لمناقشته وتبادل الخبرات والتجارب في فن القصة والرواية على المتاح منها محلياً، إقليمياً، أو عالمياً.
من التحديات التي تواجه النادي طباعة القصص أو الرواية في شكل كتب ورقية نسبة لارتفاع تكلفة الطباعة.
شعبة المسرح :-
وتضم المبدعين والهواة وتقوم بعقد الورش والسمنارات وإخراج وتمثيل النصوص على مختلف المدارس الإخراجية.
تعمل الشعبة مع الفرق والجماعات الأخرى على مستوى ولاية الجزيرة لتقديم رؤية للسلطات الثقافية وإدارة التعليم العالي لإنشاء كليات للمسرح والسينما.
شعبة الدراسات والنقد والبحوث :-
هي العين البصيرة التي تقدم قراءات للمنتج الأدبي والثقافي من زوايا مختلفة وهي شعبة مهتمة بالتراث المكتوب والشفاهي وتقديم مبادرات حول المكونات الثقافية الاجتماعية.
نادي السينما :-
عند بداية نشاطه منتصف سبعينات القرن الماضي ارتبط مع نادي السينما السوداني في تقديم عدد من الأفلام السودانية وغيرها.
من أهداف النادي ترسيخ وتطوير ثقافة المشاهدة السينمائية من خلال عروض منتقاة يعقبها نقاش حول فنيات الفلم والرؤية الإخراجية ومدارسها والرسالة أو الرسائل التي يحملها الفيلم من الثلاثين عاماً المنصرمة..
إنحسر نشاط نادي السينما لظروف فنية – أمنية وسياسية حيث أغلقت السلطات دور السينما فى كل أنحاء البلاد ومحاربة نادي السينما والعاملين عليه.
شعبة التشكيل والتصوير الفوتوغرافي :-
أشرف على إنشائها مبدعون وهواة أسهموا مع كل الشعب في تنظيم وإخراج أعمالهم وخاصة عمل الديكورات للمسرحيات والمناشط الأخرى.
تواجه الشعبة تحديات إرتفاع أسعار المواد؛ وكذا عدم توفر الصالات الخاصة لعرض أعمالهم وفقاً لاستراتيجية الرابطة على المدى المتوسط والبعيد لتحقيق عددٍ من المشروعات الثقافية والأكاديمية.
تسعى الرابطة لخلق شراكات مع الأجسام الثقافية على مستوى الولاية.
تتبنى الرابطة شعار: (مركز ثقافي لكل حي وقرية ونادي) من أجل توسيع قاعدة الفعل الثقافي ونشر الوعي والإستنارة.
تعمل الرابطة مع الجهات ذات الصلة لإقامة المسارح وصالات العرض في بعض مدن الولاية.
تتبنى الرابطة المبادرات مع الجهات والسلطات الثقافية ووزارة التعليم العالي لبناء وتأسيس كليات للدراما في جامعات الولاية.
التخطيط لإقامة المهرجانات وفقاً للمعايير الإقليمية والعالمية.
تقديم مبادرة لإنشاء صندوق رعاية المبدعين.
سعت الرابطة للإسهام الكبير والمؤثر فى فعاليات المهرجانات الثقافية بالخرطوم والولاية وكان أعظم إسهاماتها في قيام مهرجان الإبداع الثقافي الأوَّل بالإقليم الأوسط 83/1984 حيث خرجت الأنساق الثقافية من شكلانيتها الاحتفالية في إبراز المواهب والنشاطات المصاحبة في لجان التشكيل والمعارض والتوثيق والموسيقى والآداب في مسابقات الشعر والبحوث والنقد والدراسات والقصة وجمع التراث والندوات وعلى مستوى مناطق الإقليم الأوسط.
فى الخرطوم عاصمة الثقافة العربية 2005م كان لإسهام الرابطة دور ملحوظ في فعالياتها برغم دور الرابطة فى مجمل العمل العام لأمانة الخرطوم وقصورها في نواحي كثيرة.. أصبحت ودمدني عاصمة مناوبة وانعكس أثر ذلك فى عكس الجوانب المشرقة للثقافة السودانية أمام تجمع إتحاد الكتاب العرب.



