السلات وجبة سودانية خالصة تميز بها سكان شرق السودان
يس الباقر
بمثل ما لكل منطقة ثقافتها وإرثها في الغذاء والأكل فإن لأهل شرق السودان خاصية تميزهم عن باقي أهل السودان فى صناعة الطعام، ومن بين الأكلات العديدة نجدهم يتميزون بصناعة وجبة (السلات) وهي من الوجبات المحببة للكثير من السودانيين والتى برع فى صناعتها أهل ولايات الشرق..
والكثيرون لا ينظرون إلى (السلات) التى تميز بصناعتها أهل شرق السودان على أنها مجرد وجبة غذائية محببة ومنتشرة، ولكنها أضحت بالنسبة لسكان المنطقة ثقافة لأغلب المجموعات السكانية ولاسيما قبائل البجا.
وللسلات دلالات ومعانٍ عديدة منها ما عرف عنها بلغة البجا، شواء اللحم على نوع من الحجارة المحماة الموضوعة على طبقة من الجمر.
ويقول محمود صاحب إحدى المطاعم بود مدني أن صناعة السلالات تبدأ بتجهيز وتصفية اللحم وإخراج العظم منه، وهى عملية فنية تحتاج إلى الخبرة والممارسة، ولا يستطيع أي شخص القيام بهذه العملية، إلا من تدربوا عليها لسنوات طويلة
ويضيف نختار الجزء العلوى من جسم الخروف، ونقوم باستخدام سكاكين معينة لتنظيف اللحم وإخراج العظم والعصب..
ويصف المواطن محمد على إدريس وجبة (السلات) بأنها تمثل ثقافة فى شرق السودان ولاسيما عند قبائل البجا، وقال لكل منطقة من مناطق السودان ثقافتها الغذائية، فمثلما يشتهر شمال السودان بوجبة (القراصة) ووسط السودان وغربه بـ(العصيدة)، فإن السلات هي الوجبة الرئيسة فى شرق السودان.
ويتابع محمد أن السلات ظلت كوجبة مرتبطة بثقافة وتراث قبائل شرق السودان، وإن انتقلت إلى مناطق أخرى من السودان فإن من يقومون بإعدادها هم في الأصل من أبناء شرق السودان، إنها ليست مجرد وجبة وإنما إحدى موروثات وتراث الشرق السودانى.
ويشير حامد إدريس إلى أن مراحل إعداد السلات تبدأ بوضع كمية من الرمل في إناء كبير طشت أو البرميل، ووضع كميات من الملح، ثم يوضع الفحم على الرمل ويرص بطريقة دائرية، وتوضع الحجارة على الفحم بحيث تتم تغطية كل الفحم، ومن ثم يتم تنظيف الحجارة باستخدام الدهون بالمسح المتكرر ليوضع اللحم بعد تخليصه من العظم فوق الحجارة الساخنة.
ويذهب حامد قائلاً: يستغرق إنضاج اللحم نحو ساعة أو ساعة ونصف، وبعد نضجه يتم تقطيعه إلى قطع صغيرة توطئة لتقديمه كوجبة غذائية.
ويبين محمد أن أكثر ما يميز السلات أنها تطهى لحمة خالصة لا يضاف إليها أي من البهارات أو التوابل أو الزيوت، ولذلك فهي صحية ولا تسبب أي أمراض.