كسّار قلم ماكميك

0 372

مهند المقبول  

مما عرفته جميع الأمم والشعوب من حولنا أن الشعب السوداني شعب متفرد بين شعوب العالم بصفاته وخصاله الحميدة والتي قل ما تجد لها مثيلاً بين الشعوب.

وأحد هذه الصفات الكريمة التي تميز بها أبناء هذا الشعب صفة الشجاعة. والتاريخ السوداني يحفل بين صفحاته بالعديد من الشخصيات التي اتسمت بهذه الخصلة..

ولكننا اليوم نجد أنفسنا في مدينة بارا؛ فيتبادر إلى أذهاننا الشيخ عبد الله ود جاد الله (ناظر الكواهلة) ويحكى أن إستدعاه السير هارولد للمثول أمامه. وتلا عليه قراراً إدارياً كان محل خلاف؛ حيث أراد المفتش ماكميك من عبد الله ود جاد الله أن يوقع عليه.

وهنا كانت المفأجاة الكبرى والتي كان صداها أكبر، حيث أمسك الشيخ عبد الله ود جاد الله بقلم ماكميك وكسره ثم قذف به على منضدته. وعرف بعد ذلك ود جاد الله بكسار قلم ماكميك.

ومما يجدر ذكره أنه كان يصعب على الأهالي نطق اسم (ماكمايكل) لذلك جاءت التسمية بماكميك.

هذا الموقف البطولى جعل قريحة مستورة بت كوكو تجود بقصيدة (عاشميق الأصم) والتي أصبحت من أغاني التراث التي تناقلتها الأجيال جيلاً بعد جيل؛ فكانت المطربة الرائدة رحمة مكي أول من غنت هذه الأغنية والتي أعقبها بعد ذلك العديد من المطربين والمطربات، مما يعد حفاظاً على التراث، وإعلاء لقيمة الشجاعة والجسارة.

شدولو وركب فوق أصهباً مو ربيك

والهوج والشرق شرفاً بعاينن ليك

العاقر تقول بلدي وبسمي عليك

يا عيد الضحية البفتحولو البيت

رايو مكملو وكسار قلم ماكميك

والآن العالم أصبح قرية صغيرة. وفي ظل العولمة والفضاء المفتوح ما يدعو للتمسك بعادتنا وتقاليدنا السمحة والإحتفاء بسير وأخبار عظمائنا حتى نستلهم منها الدروس والعبر.

Leave A Reply

Your email address will not be published.