كل أجزائـــه لنــا وطن

0 374

مهنــــد المقبـــول

       هكذا قالها الشاعر العملاق محمد عثمان عبد الرحيم رحمة الله في قصيدته الخالدة (أنا سوداني) وحديثنا عن هذا الشاعر يسوقَنا في سياحة (ذهنية) للضفة الشرقية للنيل الأزرق ونقصد بذلك محلية شرق الجزيرة بصورة عامة ومدينة السلام الإجتماعي (رفاعة) بصورة خاصة.

       ومدينة رفاعة كانت تتبع سابقاً لنظارة الشكرية لذلك عرفت برفاعة أبو سن.وقبيلة الشكرية من المكونات القبلية الأشهر بالمنطقة بالإضافة لبقية المكونات القبلية الأخرى، لهم منا جميعاً كل الإحترام والتقدير.

       كما توجد العديد من الجنسيات الأخرى والتي أتت لهذه المنطقة بواسطة إسلامهم في أزمان سابقة. وطاب لهم المقام هناك فأصبحوا من المكون الرئيس لهذه البقعة.. فنجد هنالك الإخوة اليمنيين، والليبيين، وأخيراً المصريين. وأكثر ما يميز هذه المدينة البساطة الشديدة والهدوء. ولمدينة رفاعة سوقاً يأخذ طابعاً معمارياً قديماً ويستمد قوته التجارية من القرى الموجودة حوله.

       كما توجد بالمدينة العديد من المساجد ولكن نجد أشهرها مسجد الخليفة علي العتيق، وبحديثنا عن الخلاوي وشهرتها؛ نجد أن خلوة أحمد وقيع الله الخليفة وصلت شهرتها جميع الأرجاء. وأيضاً نجد أن هنالك عدداً كبيراً من مدينة العلم والنور الذين وضعوا لبنات التعليم الأهلي في مدينة أم درمان وهم كثير لا يسع المجال لذكرهم جميعاً ولكن هذه بمثابة (إضاءة) على أناس لمعت أسماؤهم وصاروا إسماً في حياتنا، فعلى سبيل المثال نذكر منهم الشيخ بابكر بدري (رائد تعليم البنات)، وإبراهيم مالك وغيرهم من الرعيل الأول. وأيضاً إن ننسى فلن ننسى إخوة لنا في جنوب السودان الحبيب ومدى حبهم لهذه الساحرة وما قدمته لهم من أيادٍ بيضاء فكانت هنالك مدرسة الشيخ لطفي والتي خرجت العديد من القيادات الجنوبية.

       بالإضافة لكل ما ذُكر فرفاعة أو البطانة (البل) وتعني الإبل وحلاوة وطلاوة الحديث. حيث قال الشاعر قديماً: (رفاعة الرية قافاها البليل طربان). فنجد أن هذا الحديث بالرغم من أنه بالعربية إلا أنه في حاجة لقاموس البادية. فكلمة الرية تعني متعدد القبائل، وقافاها أي طهرها، هذا بالإضافة لكلمة البليل وهو إسم جمل الشاعر. وأيضاً تحدث الراحل المقيم أبو آمنة حامد في وصف حواء رفاعة قائلاً: البظهر جمالن من زمن الرضاعة سودانية مية المية في ذوقها وطباعها.

       وعلى الرغم من حلو الحديث عن الفاتنة رفاعة إلا أن الكثير من الناس تفاءلوا جداً عند بداية تشييد كبري رفاعة وكانت هنالك العديد من التوقعات بحدوث نقلة نوعية في كافة المناحي، ولكن كل ذلك لم يحدث فما السبب وراء ذلك يا ترى؟..                                                    

Leave A Reply

Your email address will not be published.