أكواخ مظلمة.. إحذر!!! صبغات الشعر
م . أبا يزيد الشيخ الطيب
يظل مصباح المعرفة يلاحق خيوط الظلام أينما كانت ولنسلط الأضواء في الأكواخ المظلمة لنفتح بها مسارات الوعي لدى طلاب الحقيقة واليوم مصباح المعرفة يسلط أضواءه نحو صبغات الشعر.
لقد عرف الإنسان صبغات الشعر منذ قديم الزمان وخصوصاً في عصر الفراعنة إلا أن هذه الصبغات كانت غالباً طبيعية آمنة تتكون من أصل نباتي مثل الحناء وغيرها إلا أن تركيب بعض صبغات الشعر في هذا العصر لم يعد أغلبها مأموناً على صحة الإنسان.
في عصرنا هذا تزايد الإقبال على استعمال صبغات الشعر بشكل مذهل وخاصة من قبل النساء وذلك لأن تغير لون الشعر أصبح من السمات الجمالية لدى النساء وأغلب هذه الصبغات المستخدمة في الشعر لها مخاطر صحية الأمر الذي يؤدي إلى تراكم بعض المواد الكيميائية الخطيرة في أجسامنا مع مرور الزمن.
عليه يجب أن نعرف بعض المعلومات عن أنواع الصبغات الموجودة في الأسواق والمواد التي تدخل في تركيبها حيث أن هنالك مجموعة من الصبغات حسب فاعليتها تنقسم إلى ثلاثة أنواع وهي التي لا يدوم أثرها أكثر من أسبوع وهي تزول بواسطة غسل الشعر بواسطة الشامبو فقط وأيضاً هنالك الصبغات شبه الدائمة وهذه يمكن أن تتغلغل في داخل الشعر إلى حد ما وهي تتحمل ظروف الغسيل أكثر من الصبغات المؤقتة وهي لا تزول إلا بعد غسل الشعر عدة غسلات من 4 – 6 غسلات والنوع الثالث هو الصبغات الدائمة تدخل هذه لعمق الشعر وتتفاعل مكونات هذه الصبغات في داخل الشعر مع المواد الكيميائية لتكون جزيئات كبيرة داخل الشعر لا يمكن إزالتها من الشعر بواسطة الغسيل إلا أن النمو للشعر يكون خالياً من هذه الصبغة ويطلق على هذه الصبغات صبغات الأكسدة والمواد التكوينية التي يمكن أن توجد في غالب أنواع صبغات الشعر الدائمة منها مادة تسمى بارافينيلين داي امين ويرمز لها بالأحرف PPD وتعرف في السوق بالصبغة الحجرية وتعتبر هذه الصبغة أشد ضرراً على صحة الإنسان.
أيضاً تم تقسيم الصبغات حسب تركيبها إلى ثلاثة أنواع منها الصبغات النباتية وهذه عبارة عن مسحوق أوراق أو أزهار نباتات معينة وأشهرها نباتات الحنة وغيرها وتعتبر الحناء من الصبغات الشائعة الاستخدام عندنا في السودان والدول العربية والإسلامية إذ تستطيع هذه الحناء أن تخترق أصل الشعر وتصبغه باللون الأحمر الفاتح وهي ليست لها تأثيرات ضارة على صحة المستهلك وهي صبغات مفيدة للشعر إلا أن هنالك بعض الشركات تتلاعب في هذه الصبغات النباتية الآمنة وتضيف لها بعض المواد الكيميائية التي تصبغ الشعر باللون الأسود وذلك لكي تزيد من فعالية الصبغات النباتية وتقلل الزمن اللازم لعملية الصبغ مما يعد تلاعباً بصحة المستهلك.
أيضاً هنالك الصبغات المعدنية يدخل في تركيبها بعض أملاح المعادن الثقيلة منها خلات الرصاص مع الكبريت المرسب وغيرها وهذه تعتبر صبغات مسرطنة للإنسان. النوع الثالث هي الصبغات العضوية الاصطناعية وهذه تعتبر من أكثر الصبغات استخداماً وانتشاراً وذلك لأنها تشمل مجموعة واسعة من الألوان المختلفة بدرجات مختلفة كما أنها تضم طيفاً واسعاً في الألوان الطبيعية وهي صبغات دائمة تدخل إلى جوف الشعر وتستقر فيه ويصعب خروجها ويستمر مفعولها إلى عدة شهور ولا يمكن إزالتها بواسطة الغسيل بالشامبو.
إن المشكلات الصحية التي ربما تنتج عن استعمال الصبغات تعود في الأصل إلى بعض المواد التي تدخل في تركيب هذه الصبغات، عليه فليس كل صبغة شعر لها ضرر صحي والصبغات التي تخلو من المواد الضارة مثل الصبغات النباتية تعتبر في الغالب آمنة بعض الصبغات غير النباتية تحتوي على مركبات كيميائية تختلف من حيث تأثيرها الصحي فبعضها شديد السمية ويمثل خطورة بالغة على الإنسان إذا وجد في الصبغة بتركيزات عالية وبعضها قليل السمية وبعضها مأمون.
هنالك بعض المركبات التي تدخل في تركيب الصبغات الإصطناعية لها تأثيرات صحية ضارة بالنسبة للمستهلك منها مادة بارافينلين داي امين ومادة داي امينوتوليدين ولادي يكثر نسبة مادة البارافينيلين داي امين المسموح بها في صبغات الشعر في أمريكا والدول الأوربية تسمح بإضافة هذه المادة بنسبة 3% فقط بينما هنالك بعض الدول لم تحدد نسبة لإضافة هذه المادة الأمر الذي يهدد صحة المستهلك بناء على عدم تحديد النسبة لهذه المادة هنالك بعض الدول تدخل هذه المادة بنسبة تصل 70% مما أدى لحدوث مشاكل صحية كبيرة كما في المملكة العربية السعودية حينما قام مركز السموم والتحليل بمستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة بإجراء تحاليل معملية دقيقة على الصبغات الموجودة في السوق وجد نسبة البارافينيلين داي امين بنسبة تزيد عن 70%.
تعتبر مادة البارافينيلين داي امين مادة شديدة السمية حيث أن كل حالات الانتحار في السودان تمت بهذه المادة وهي تعتبر من المواد المسببة للسرطان والفشل الكلوي خاصة إذا تم استخدمها لفترة طويلة وكذلك تسبب للإنسان الحساسية. أيضاً الصبغات التي تحتوى على الرصاص الذي يستخدم كمادة مثبتة للصبغة والرصاص من العناصر الثقيلة التي تسبب السرطان بالنسبة للإنسان.
عليه نوصي بعدم استخدام الصبغات التي تحتوي على الرصاص ونسبة عالية من مادة البارافينيلين داي امين لذلك يجب قراءة محتويات عبوة المستحضر لمعرفة مكونات الصبغة إذا ما احتوت على مركب من المركبات الضارة فيجب عدم شراءه .
كذلك الحذر ثم الحذر من مضار البارفينلين داي امين وخاصة أنها تستخدم في الحنة لدى النساء بصورة كبيرة مما يجعلهن أكثر عرضة للسرطان والفشل الكلوي.
وفي الختام نقول أن مصابيح المعرفة تسير في الخطوط المستقيمة وخطوطنا معكم العهد أن نلتقي بكم في مساحة أخرى حتى نسلط الأضواء من ما يهم صحتنا.