الحب في الأماكن المظلمة.. حينما يتوارى الحياء

0 515

شباب يمارسون الظواهر السالبة تحت مسمى الحب.. وعلاقات تنتهي بإنتهاء الدراسة

حقيقة المشاعر والعواطف في الحياة الجامعية غير صادقة ووهمية وشبيهة بالمسلسلات

تشبّه عالمنا الإسلامي بعادات وتقاليد وثقافات الغرب مما جعلنا نقلد التقليد الأعمى لكل الظواهر السالبة التي تدور في العالم الغربي، ونجد أن انفتاح القنوات الفضائية، قد عكس العديد من البرامج والمسلسلات الفاضحة التي جعلت الشباب ينجرفون نحوها، وانحراف الشباب يتمثل في عكس المشاعر والأحاسيس بصور غير لائقة لمجتمعنا، فنجد الكثير منهم يعبرون عن خواطرهم وإحساسهم بنوع من اللامبالاه تجاه المحبوبة بعدم مصداقية وسوء فهم، فالحب كلمة كبيرة في معناها تؤدي للاحترام والتقدير بين الطرفين، لكن أصبح الحب في واقعنا اليوم، عبارة عن تجارة للإحاسيس والمشاعر دون الرجوع لكلمة الحب التي تحمل في مضمونها الصدق والمحبة والإحساس بين المحبين. ولعكس هذه القضية التي لها تاريخ عميق مبني على أسس الاحترام والتقدير، طرقت صحيفة جامعة الجزيرة هذه القضية التي شكلت هاجساً كبيراً وسط المجتمع السوداني واستصحبت العديد من الآراء حول هذه القضية..

استطلاع: هبة بعشوم

** اختلاط الحابل بالنابل

يقول الطالب حاتم إبراهيم موسى – كلية الهندسة والتكنولوجيا – قسم الأجهزة الطبية الدفعة (35)، إن الحب من الغرائز التي وضعها الله سبحانه وتعالى في الإنسان منذ أن خلق الله أبانا آدم وأمنا حواء، والله سبحانه وتعالى نظّم هذا الحب عن طريق التعاليم الاسلامية السمحة. أما في عصرنا هذا فقد اختلط الحابل بالنابل وأصبح الحب يشمل مجموعة أنواع من العلاقات كلها تحت مسمى الحب وبعضهم وضع شكلاً وطريقة مفسدة للحب، أما البعض الآخر فما زال متمسكاً بالحب الإسلامي أي الذي وضع قوانينه الإسلام ونظم حدوده.

وكل هذه الأنواع موجودة في حوش جامعتنا الحبيبة، حيث يوجد الاختلاط بين الجنسين في كل أنحاء الجامعة من كافتريات وقاعات دراسية وحتى الأماكن التي لايعلم عنها أحد إلاّ الذين يرتادون هذه الأماكن ويطلق الطلاب على هذه الأماكن “جخانين” مفردها جخنون وهى الأماكن الخفية والمطرفة والبعيدة عن العين ولايعرف أحد من الناس بها.

وفي الآونة الأخيرة أصبح حرس الجامعة يركز ويشدّد الرقابة على هذه الأماكن، وأشيد بأفراد الحرس الجامعي على هذه الهمة وجهودهم المقدرة في تقليل هذه الظاهرة التي تجلب الشبهات لمن يرتادون هذه الأماكن، وفي الختام نسأل الله أن يصلح حال طلابنا الأوفياء.

** تجنب الأماكن المشبوهة

يقول محمد الحاج محمد كلية الهندسة والتكنولوجيا الدفعة (36)، يجب أن يتجنب كل واحد منا الأماكن المشبوهة، وأن يسير في درب الله حتى لا يقع في الشبهات، وأن يتحلى بالصفات الحميدة في معنى الحب.

أما يوسف أزهري علي عبدالسلام – قسم الاتصالات الدفعة (35) فيقول: أولاً من الجانب الديني لايجوز الحب (العشق) بهذا الشكل المريب، ولكن طالما أن الدوله أباحت اختلاط الجامعات فلابد أن تكون العلاقات بين الطلاب في إطار الدين. أما الحب في الأماكن المظلمة وغيرها لابد أن تكون فيه رقابة بين الطرفين سواء من الأولاد أو البنات ولايغصب أحد على أفعاله، فلابد أن يكون كل واحد منا مسيطر على نفسه حتى لا نقع في الأخطاء المحسوبة علينا.

وأضاف: إن المرأة أصبحت عرضة للمجتمع، ومفرطة وبدون رقابة لامن الأقارب ولا ولي الأمر، وبإنشاء وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الظلمة أكثر وفي كل مكان، فكل من هو جالس يبدو أمامك بكامل احتشامه إلاّ أنه في نفس الوقت عاري النفس… يأخذ ويعطي خلف الستار… وهذا في اعتقادي من أهم الأسباب التي تقوي رغبة كلا الجنسين.

** رأي ونصائح العهد السابق

وتقول السيدة: آمنة سعد محمد علي – ربة أسرة– محلية ودمدني الكبرى، في العهد السابق كان الحب طاهراً، ونقياً بمعنى ما كانت هنالك مقابلة بين العاشقين بعيداً عن أعين الناس، فكان هنالك احترام وتقدير في شكل المقابلة وأمام أعين الأسرة وكان هنالك تقديس لمعنى الحب وعدم تصريح به في المجتمع والسلوك المتبع غير سلوك اليومين ديل.

وتابعت: في اعتقادي لايوجد حب بمعنى الكلمة بل هنالك استغلال للعواطف وأصبح الشباب يمارسون الظواهر السالبة تحت مسمى الحب. وكل ما أتمناه أن تكون هنالك برامج ثقافية عن قداسة العلاقات العاطفية وتوعية لمفاهيم الحب وأن تتم المتابعة من الأسرة  لمراقبة ومتابعة الأبناء حتى لايخوضوا في مثل هذه التجارب العاطفية المخلة بالشرع بدلاً من المسلسلات التركية والأجنبية التي في بعض الأحيان تؤثر على السلوك وتحل محلها مسلسلات أو أفلام التثقيف الديني والصحي والمجتمعي.

** هل ترضاه لأختك

وقال الطالب أحمد عبدالحفيظ عبدالله- قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدفعة (36)، من ناحية المجتمع الإسلامي القائم على الشريعة الإسلامية فإنه من غير الممكن ارتباط الرجل بالمرأة دون عقد شرعي، وكذلك لايجوز للرجل أن يخلو بالمرأة دون محرم.

أما من ناحية مجتمعية فإن أقرب ما يمكن أن يسأل عنه الرجل هل ترضى لأختك أن يفعل بها مثل ذلك؟ فعلينا أن نتجنب كل مايقودنا لفعل الرذيلة والفحشاء، وقد نهانا الله عز وجل عن خلو الرجل بالمرأة لأن الشيطان ثالثهما وهو الذي يقود إلى أعمال قبيحة ومشينة تؤدي إلى غضب الله ولا تشبه مجتمعنا الإسلامي. أما عن الحب العفيف الذي يحقق هدف منشود  كالزواج مثلاً فهو المطلوب.

ومن وجهة نظري لا أقتنع بالحب الجامعي لأنه ينتهي بمرور الدراسة ويزول بنهاية السنوات الدراسية وحقيقة المشاعر والعواطف في الحياة الجامعية غير صادقة ووهمية وشبيهة بالمسلسلات وغير صادقة أو مثمرة ولا تنتهي بهدف الزواج.

ومن وجهة نظري الشخصية فإن المجتمع ينظر إلى هذه العادة على أنها عادة سيئة ودائماً ينظرون إلى أنها تقود إلى فعل الحرام من خلال حديث الرسول صلّ الله عليه وسلم قال: ( ماخلا رجل بإمرأة إلاّ وكان الشيطان ثالثهما). ومهما كان الإنسان يتحلى بالداخل أخلاقياً وروحياً فلابد من حدوث بعض الإثارة وبالتالي تؤدي لانتشار أمراض المجتمع مثل الزنا وغيرها. واعتقد أن هذه الفعلة غير سليمة من ناحية ديننا الحنيف ومن أراد إتمام هذه العلاقة فليأت للبيت من بابه.

** حب غير لائق..

يقول الطالبان فائز عبدالصمد قسم التنمية الريفية، ومحمدالتاج عبدالعاطي قسم العلوم السياسية الدفعة (36) من كلية الاقتصاد والتنمية الريفية، إن الحب هو إحساس ومشاعر داخل الوجدان الشخصي وقد يستطيع الشخص السيطرة على هذه المشاعر، وقد لا يستطيع وهذا التعبير يعتمد على شخصية الفرد سواءً كانت شجاعة أو غيرها.

أما عن الحب في الأماكن المظلمة أياً كان نوعه، فإنه غير لائق ولايتوافق مع تعاليمنا الاسلامية وديننا الحنيف ويؤدي إلى الإساءة والفحشاء وترك صورة سئية للشخص لذلك لانشجع عليه لأنه لايعبر عن إحساس صادق بل يدمر ويهدم المشاعر الحسنة، ويتلف العلاقات الحميمة بين الجانبين.

لذلك نتمني للجميع أن يتمالكوا عواطفهم حتى لايقعوا في مظلة الحب المظلم، وأن يقدسوا العلاقات العاطفية المبنية على الصدق والمحبة الصادقة والاحترام.

** صور خليعة تحت مسمى الحب

وترى الطالبة/ عبير محمد حسين أكاديمية العلوم الصحية – قسم صحة البيئة والصحة العامة، أن الحب كلمة يطلقها الشباب والشابات على أي علاقة بين فردين كاسم وليست معنى، إذا افترضنا أنه يوجد حب، فالحب هو إحساس ولهفة وخوف على المحبوب واحترام متبادل بين الطرفين، والأهم من ذلك احترام الدين ومخافة الله في الطرف الآخر والأهم من ذلك في اعتقادي إذا اعتبر المحبوب المحبوبه أخته والعكس هذا أن وجد ما يسمى بالحب ويعتبر ليس هوالسلوك الخاطئ الذي يتبعه البعض تحت هذا الاسم إذا أراد المحبوب أن يلتقي بمحبوبته لماذا لايلتقي بها أمام أعين الناس؟ ولماذا لايتحدث معها أمام الجميع؟ ولماذا نفعل المحرمات تحت اسم الحب؟ لماذا أصبح سلوكنا خاطئاً؟ ولماذا لانوجه حبنا إلى الله سبحانه وتعالى وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم، واتباع عاداتنا وتقاليدنا الدينية السليمة التي تقودنا إلى بر الأمان ؟ ولماذا لماذا لماذا؟؟؟؟؟؟ .

وقد أصبح شباب اليوم يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي من واتساب وفيسبوك وتويتر وإيمو …الخ استخداماً سيئاً بمراسلة الصور الخليعة تحت اسم الحب.

ويضيف محمد محمود حسن الحسين – قسم هندسة الإلكترونيات – تخصص الأجهزة الطبية بالقول: الكل منا يعلم أن هذه الأفعال تجافي ديننا الحنيف ولاترضي الله ورسوله وتقود إلى الوقوع في الكبائر مثل الزنا، وهذا الأمر انتشر بصورة كبيرة ومخيفة، وأناشد إدارة الجامعة والحرس الجامعي الالتفات إلى مثل هذا الأمر ومنع الطلاب من الجلوس في الأماكن البعيدة عن النظر، مع الأخذ في الاعتبار أن نتائج هذا الأمر قد تضر بسمعة الجامعة وقد يمنع الآباء وأولياء الأمور من التقديم لها.

ويذكر الطالب/ ياسر فؤاد عباس صالح – هندسة الكترونيات- أجهزة طبية الدفعة (35) أن الحب في الأماكن المظلمة هو عرضة للفساد وشبهة للمجتمع، فلايجب أن نبتعد عن أعين الناس والجلوس في الأماكن المشبوهة، ولابد أن نقدر العلاقات العاطفية فيما بيننا حتى نحافظ على سمعتنا وأنفسنا كي نتجنب المخاطر، ويجب على الفتاة أن تحافظ على سمعتها وسيرتها في نظر المجتمع وهذا الموضوع يحتاج شرحاً، وتفسيراً، ومحاضرات، وندوات، حتى نحافظ على سلامة المجتمع الإسلامي.

وبالنسبة للطالبة آمنة إبراهيم– جامعة بحري، فإن الحب في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لايخالف الديان الاسلامية وليس هنالك تعابير خاطئة ولاتصرفات غريبة كالذي يحدث هذه الأيام، والحب- كما تراه- هو إحساس صادق ونبيل وليس كلمة تنطق في الهواء، وهو عبارات يحسها الوجدان العاطفي.

والحب في الأماكن المظلمة وغيرها من الأماكن غير الواضحة التي لاترى بالعين المجردة، باسم الحب الشريف العفيف، يكون معرضاً للخسارة وعدم الاحترام بين الطرفين. ولابد لنا جميعا أن نتقي الله، ونتحلي بصفات رسولنا الكريم، وأن نتمسك بعاداتنا وتقاليدنا حتى نبعد عن الدائرة التي تقودنا للضلال والخسارة في المجتمع.

وأتمنى أن تخصص في كل محاضرة ولو (10) دقائق من زمنها لإرشادات وتوعية دينية للطلاب حتى يتذكروا ويتقربوا إلى الله ورسوله ويبتعدوا عن المعاصي، وأن تكون الرقابة ذاتية من قبلنا، وقراءة القرآن الكريم، وكثرة والصلاة والاستتغفار كثيراً حتى نتفادى هذا الخطر.

وأكد الطالب الطاهر إسماعيل الطاهر– هندسة مدنية الدفعة (34)، أن الأماكن المظلمة، ليست هي الأماكن المعزوله فقط، بل هي الأماكن التي يتواجد بها عدد زوجي من الجنسين، وهذا الحب ظهر في العصر الحديث ولم يكن موجوداً بهذه الطريقة من قبل.

وإذا العاشق ابتلى بالحب لماذا يبحث عنه في الأماكن البعيدة، وهذا يدّل على المفهوم الغير سوي وهذه الظاهرة بعيده جداً عن تقاليدنا الإسلامية ونشأت بسبب غياب الوعي الديني للطلاب لصغر سن الطلاب عند دخولهم الجامعة.

** ولعمادة شؤون الطلاب.. رأي

وقال الأستاذ العربي أحمد المصطفي من عمادة شؤون الطلاب بجامعة الجزيرة، إذا كان الحب في الأماكن المظلمة أونحوها، فهو ارتكاب للمعاصي والجرائم، فالحب إحساس ومشاعر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما خلا رجل بإمرأة إلاّ وكان الشيطان ثالثهما.. الخ . فالخلوة حرام.

ويشدّد العربي على ضرورة قيام برامج تثقيفية وتوعويه للطلاب وغرس روح الوطنية وحبهم لقضايا وهموم الوطن، بجانب كشف المواهب والإبداعات لدى الطلاب لتشغلهم عن القضايا العاطفية، إضافة لتحفيزهم بالوازع الديني، ولابد من محاربة الإعلام الخارجي الهدام الذي يستهدف الشباب، ويدخل الإنحراف في النفوس.

كما يشير العربي إلى ضرورة خلق روح المنافسة والانتماء لحب الوطن، وخلق برامج هادفة للشباب بالقنوات الفضائية، وناشد الطالبات بالتحلى بالعادات والتقاليد الإسلامية، وارتداء الحجاب واللبس الساتر الذي لايظهر المحاسن والمفاتن.

 ** الخلوة في الأماكن العامة:

 الأصل أن الطرقات مما لا تقع فيها خلوة، قال ابن مفلح في كتابه الفروع:” الخلوة هي التي تكون في البيوت أما الخلوة في الطرقات فلا تعد من ذلك، هذا في حال امتلأت بالذاهب والرائح إلا أنه يمكن أن تحصل الخلوة في الأماكن المفتوحة إذا قل الناس وخلت الطرقات والزوايا وقل من فيها.

قال القاضي في الأحكام السلطانية فيما يتعلق بالمحتسب: “وإذا رأى وقوف رجل مع امرأة في طريق سالك لم تظهر منهما أمارات الريب لم يتعرض إليهما بزجر ولا إنكار، وإن كان الوقوف في طريق خال فخلو المكان ريبة فينكرها، ولا يعجل في التأديب عليهما حذراً من أن تكون ذات محرم، وليقل: إن كانت ذات محرم فصنها عن مواقف الريب وإن كانت أجنبية فاحذر من خلوة تؤديك إلى معصية الله عز وجل”.

 تذكره لكل مسلم ومسلمة

 خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية محرمة بالإجماع مع وجود الشهوة وبدونها، وضابط الخلوة أن لا يكونا لوحدهما في مكان لا يراهما فيه أحد،  وليس من الخلوة المحرمة وجود الرجل مع الأجنبية ومعهما غيرهما رجلاً أو امرأة إذا لم يكونوا من أهل الريبة، وتقع الخلوة في المصعد كما تقع في الأماكن المفتوحة إذا قل الناس أو ابتعدوا، وليس من الخلوة الركوب مع السائق في السيارة إذا كان يُرى ما بداخلها وتسير في وسط المدينة، والأولى استخدام النقل العام، وينبغي للإنسان أن لا يأمن على نفسه فالحي لا تؤمن عليه الفتنة، وينبغي البعد عن مخالطة الرجال للنساء بدون حاجة عموماً ، وليس من مسوغات الخلوة التعليم حتى ولو كان لتعليم القرآن أو للدعوة إلى الله.

Leave A Reply

Your email address will not be published.