الماضي دائماً أفضل
د. هبة سيد أحمد
كثيراً ما يقال أن الماضي أفضل من الحاضر، وتتعدد العبارات: يا حليل أيام زمان، الحنين للماضي الجميل، ويا ريت نقدر نرجع الماضي. والسؤال: الحنين للماضي سببه الظروف أم من حولنا البحسسونا بالأمان بطيبة قلوبهم، ونفوسهم الراضية، و لمة شاي الصباح قبل شروق الشمس البتلم الأسرة وتديك دفء يجبرك تحن ليه طول عمرك وما تنسى التربية والتوجيه في تلك السويعات من الأم والأب ويا حلاوته لو في حبوبه وجد رحمة ما بتتوصف بتتحسه وما بتنسي.
أما اليوم منو البصحا بدري.. في أولاد أسبوع ما بلا قوا أبوهم مساهرين في الإنترنت والتلفزيون.. وراحت قصة لمة الصباح والبركة في الرزق ده مثال بسيط لحلاوة الماضي. الزمن دائماً مربوط بالناس والعلاقات كانت مليانة ود ومحبة للكل لكن اليوم المادية أصبحت ترسم العلاقات..
تذكرت كلام لأمي رحمها الله لازم الأخوان يأكلوا في صحن واحد عشان يكونوا متماسكين ما يقوموا ذي الشوك- حتى لو ربطنا الماضي بقصة عشق وريده برضوا بتحكي عن شكل العلاقات الصادقة البشكلها الاحترام للعادات والتقاليد وده البخلينا نحن ليها دائماً أما اليوم بنقلد المسلسلات وهي بعيدة عن واقعنا كل البعد لذلك حتى قصص العشق دائماً ما تفتقر للصدق ويشكلها الكذب والخيال وأسوأ شيء أن تحدث أخاك بحديث يصدقك وأنت تكذبه.
والأمثلة كثيرة الصداقة والجيرة كانت المقولة السائدة جارك القريب ولا ود أمك البعيد الآن فى أحياء لو سألتهم عن جيرانهم ما يعرفوهم بس كيف الرجوع للماضي وهو مستحيل لذلك يتوجب علينا أن نحاول صناعة حاضر زاخر بالأحداث المميزة التي سوف تشكل تاريخ للجيل القادم بإذن الله ونحن دائماً نفتخر بالتاريخ وبطولاته ولا نهتم بصناعة تاريخ للجيل القادم فالتاريخ ليس محض صدفة بل هو عمل وتضحية لتقدم أمة ورفعة وطن.
كل هذا يؤكد على أن الماضي دوماً يصنعه الآخرون لنا ونتعاون معهم في تشكيله ونحفظه مهما كان مؤلماً أو سعيداً ولا تنسى أبداً أن قيمتنا تقدر فى الأساس بما نعطيه وليس بما نأخذه، وأن العطاء النابع من القلب البعيد عن الرياء يحفظ بسرعة ولا يضيعه الزمن مهما طال ويكفي معاملة الناس كما تحب أن يعاملوك.
السودان قبل عقدين يختلف عن اليوم فالحياة كانت أسهل وأصبحت معقدة لماذا؟ الكماليات أصبحت ضروريات، التفكك الأسري، الأنانية والرؤية الفردية وانعدام الروح الجماعية….الخ، تتعدد الأسباب والنتيجة واحدة مقارنة الماضي بالحاضر غير منصفة.