مدير جامعة الجزيرة: نظام الإنقاذ الفاسد مسؤول عن الانهيار الاقتصادي

تقرير: راشد حامد عبدالله
اعتبر بروفيسور محمد طه يوسف مدير جامعة الجزيرة، نظام الإنقاذ الذي وصفه بالفاسد، المسؤول الأول عن الانهيار الاقتصادي الذي تعيشه البلاد الآن والذي يتخذونه ذريعة لتنفيذ المؤامرات، وإجهاض الديمقراطية، وتقويض الفترة الإنتقالية، وإثارة الفتن والصراعات القبلية عبر شد أطراف الوطن..
وأعلن طه في بيان تلاه على هامش المؤتمر الصحفي لإعلان مبادرة الجامعة لقضايا التحول الديمقراطي، تمسكهم بمدنية الدولة.. مضيفاً أن الشعب السوداني هو الذي يحكم عبر مؤسسات الفترة الانتقالية، وشدد على ضرورة الإسراع بتكملة هياكل السلطة، وتكوين المجلس التشريعي، ومواصلة إزالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو واقتلاعه من جذوره..
وقال: “في هذا اليوم الذي تُعلن فيه الجامعة عن طرح مبادرة لقضايا التحول الديمقراطي، تفاجأ بمحاولة إنقلاب عسكري فاشل، مطالباً من أسماهم المهمومين بقضايا الوطن الخروج في مواكب هادرة نحو القيادة العامة رفضاً لإعاقة التحول الديمقراطي..
وتابع: “في اللحظة التي يتعافى فيها الشعب من دكتاتورية النظام السابق؛ فاتحاً آفاقاً جديدة نحو العزة والكرامة، تأبى قوى الثورة المضادة إلا أن تعيق مسيرة الشعب السوداني الرافض للكبت، والقابض على قيم الحرية، والعدل، والمساواة..
وأكد أن الجامعة ظلت مهمومة بقضايا المجتمع، ولا تألوا جهداً في دعمها؛ حيث بادرت بطرح مبادرة تهتم بدعم التحول الديمقراطي واستدامته، ووضع الحلول العلمية بشكل ديمقراطي يستوعب كل مكونات القوى الحية..
*عظمة الثورة
وامتدح طه ثورة ديسمبر المجيدة؛ وعدّها من أعظم الثورات التي أزالت أعتى الدكتاتوريات في العهد الحديث المتمترسة حول إمكانيات المؤتمر الإسلامي العالمي والإخوان المسلمين..
وحيا كل من لبى نداء الجامعة للمشاركة في تدشين مبادرتها حول قضايا الانتقال الديمقراطي، والمشاركين في صياغة البيان التأسيسي، ونظام الأساس، ما مكّن من إطلاقها لدعم قضايا الانتقال الديمقراطي بالسودان..
وحيا طه الشراكة الفريدة بين القوات المسلحة، والأجهزة الأمنية، ومكونات المجتمع المدني لدعم الانتقال السياسي في توقيت شهدت فيه البلاد إحباط محاولة إنقلابية أرادت الرجوع بالسودان للوراء.. مضيفاً أن الثوّار من لجان المقاومة، والقوى الحية يمثلون خط الدفاع الأول عن الوطن..
وقال: “انطلاقاً من فلسفة جامعة الجزيرة، ورسالتها الرائدة للانفتاح نحو المجتمع؛ تلك الفلسفة الفريدة، فقد سعت الجامعة منذ انتصار الثورة لمشاركة المجتمع في تجاوز كثير من الصعاب التي تواجهه في سبيل العبور الآمن لمرافئ عهد ديمقراطي مستدام، حيث كانت مبادرة اللجنة العليا للأزمات والطوارئ، ومبادرة التداخلات السكانية “قضايا الأرض والخدمات”..
وأضاف: تنطلق الآن مبادرة الجامعة حول قضايا الانتقال الديمقراطي للم شمل كل قوى الثورة وسط هذه التحديات الماثلة، ووضع الحلول والتوصيات المبنية على أسس علمية، ومنهجية للمساعدة في الانتقال الديمقراطي وفق أهداف تعزيز دور المجتمع المدني في المرحلة الانتقالية عبر إطلاق المبادرات، واستعادة الدور الرائد للولاية على كافة المستويات السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والرياضية.
يضاف إلى ذلك العمل على تلاقح الرؤى حول القضايا والتحديات الماثلة والاهتمام بقضايا المرأة والشباب والأطفال وغيرها من الأهداف وفي مقدمتها إيجاد منبر حر للجامعة يكفل التداول والنقاش لكل مكونات الثورة..
*الدولة المدنية
كان دكتور طارق مصطفى مدير عام وزارة الثقافة والإعلام بولاية الجزيرة، أشار إلى أن من أهداف المبادرة الوصول للدولة المدنية، وحماية الديمقراطية كخيار أوحد للشعب السوداني، وإنجاح الفترة الإنتقالية لتحقيق أهداف الثورة.
وأضاف: أن هذه المبادرة بمثابة الضابط لوضع الحراك السياسي والمجتمعي في مسارات الإنجاز المنتجة، لذلك تقف هذه المبادرة في موقع متقدمٍ من مواقع تحمل المسؤولية الذي يمكنها من رؤية واسعة تمتد لآخر موقع يمكث فيه إنسان الجزيرة..
وقال إن الأصل في العلاقة أن ترى هذه المبادرة ما عليها القيام به، وأن يرى الناس في الوقت نفسه ما تقوم به المبادرة. وزاد: “نؤمن بأن المبادرة لا يمكن أن تحقق النجاح مالم تنطلق من قاعدة أنها تمثل الجميع، وتنطق بلسان حالهم، وتسعى معهم لتحقيق آمالهم في حياة كريمة..
واعتبر عثمان عابدين أمين عام حكومة ولاية الجزيرة السابق؛ المبادرة واحدة من الأدوات الوقائية لمنع أي نوعٍ من الانقلاب على الديمقراطية. وتابع: “نريد أن نحسم بشكل قاطع، وواضح، ما أسماه “الحلقة الشريرة” التي طالت الحركة السياسية السودانية منذ الاستقلال بالاتجاه نحو الدولة السودانية الديمقراطية، وهو الاتجاه الذي تمضي فيه مبادرة قضايا الانتقال الديمقراطي..
وأشار لأهمية التبصير الإعلامي بالمبادرة؛ تفادياً لما حدث في مبادرة الجامعة للتداخلات السكانية “قضايا الأرض والخدمات” والتي دار حديث كثير حولها نتيجة لتعمد البعض تجهيل الآخرين بأهدافها، والعمل على تشويهها نتيجة لعدم وصولها بشكل جيد للمواطنين.
*البيان التأسيسي
إطلاق المبادة وفقاً للبيان التأسيسي جاء بهدف دعم الانتقال الديمقراطي بما يتوافق مع أهداف ثورة ديسمبر المجيدة، ووضع الخطط والدراسات العلمية الدقيقة المؤدية لتنمية وتطوير المجتمع ورفع المعاناة وتحقيق السلم والرفاه الاجتماعي.
كما تهدف لتطوير عمل مؤسسات المجتمع المدني عبر بناء مؤسسات ديمقراطية حرة تضمن حقوق مكونات الشعب السوداني بشكل عادل، بجانب العمل المشترك من أجل إنجاز مهام المرحلة الانتقالية وصولاً لإحداث التحول المنشود، وتعزيز دور المجتمع المدني في المرحلة الانتقالية عبر إطلاق المبادرات.
يضاف إلى ذلك استعادة الدور الرائد لولاية الجزيرة على كافة المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والرياضية، والمهنية، والعمل على تلاقح الرؤى حول القضايا والتحديات الماثلة، واتباع نهج وضع الخطط والسياسات التنموية عبر إجراء دراسات علمية حولها.
وتهدف المبادرة للاهتمام بقضايا المرأة والطفل، وقطاعات الشباب والطلاب، وذوي الاحتياجات الخاصة وإتاحة المنابر وفرص التدريب لهم، والعمل والتنسيق مع مكونات الثورة وحاملي راية التغيير من أجل بناء جبهة عريضة لإنجاز مهام ثورة ديسمبر المجيدة.
كما تهدف لوضع رؤية وطنية جامعة لكل قطاعات المجتمع بأهمية المشاركة، ووضع استراتيجيات توظيف الموارد وفق نهج علمي، وتعزيز ودعم التعايش السلمي، والاهتمام بقضايا الريف.
وجاء في البيان التأسيسي: “لتحقيق مطلوبات الثورة السودانية التي بذل فيها الشعب السوداني الدماء رخيصة للانعتاق من براثن الديكتاتوريات، وكسراً للحلقة الملعونة بإجهاض الثورات والفترات الديمقراطية بواسطة قوى الشمولية والديكتاتوريات البغيضة، تقدمت جامعة الجزيرة من خلال مسؤوليتها المجتمعية تجاه الأفراد والجماعات بمبادرتها حول قضايا التحول الديمقراطي لدعم الانتقال الديمقراطي وتقديم الدراسات والبحوث العلمية التي تهتم بهذه الفترة المفصلية من تاريخ الوطن..
هذا بجانب إعداد الخطط التكتيكية والاستراتيجية والبرامج المساندة للتنفيذيين عبر رؤى علمية محكمة لتعود بالنفع العام للمواطنين وتحسين معاشهم، وتنظيم الورش والسمنارات، والمنتديات الفكرية الحرة الباحثة في قطاعات العلوم الاجتماعية، والإنسانية لبلورة الوعي والفكر الديمقراطي الذي يؤسس لممارسة واعية.
وأضاف البيان: “بدعوة كريمة من إدارة جامعة الجزيرة، اجتمع نفر كريم من رموز العمل السياسي، والناشطين، والأكاديميين بمدينة ود مدني في الرابع عشر من أغسطس 2021م ببيت الضيافة بالجامعة، انطلاقاً من إيمانهم المطلق برعاية إنسان الولاية خصوصاً، والمجتمع السوداني بصفة عامة؛ لاسيما ونحن نعيش في مرحلة تحول ديمقراطي بعد إسقاط النظام البائد بفضل تضحيات الكنداكات والثوار الذين قادوا ثورة ديسمبر المجيدة من أجل نظام يؤسس لدولة مدنية حديثة..
وتابع البيان: “إيماناً منا في تطوير عمل مؤسسات المجتمع المدني وخدمة إنسان الجزيرة والمجتمع السوداني بصفة عامة على أساس من العدل، والمساواة، والإنصاف، تم التداول في منتدى جامعة الجزيرة التشاوري.
وأقرت الهيئة التأسيسية للمبادرة البيان التأسيسي لمبادرة جامعة الجزيرة حول قضايا الانتقال الديمقراطي في ضوء الوثيقة الدستورية، وقوانين وتشريعات المجتمع المدني المنصوص عليها محلياً ودولياً من أجل بناء مؤسسات ديمقراطية حرة تضمن حقوق مكونات الشعب السوداني بشكل عادل بعيداً عن الاتجاهات العرقية، والطائفية، والجهوية، وتنمية مؤسسات المجتمع الخدمية المهتمة بالتعليم، والصحة، والبيئة، والسكن، والإعاشة، بوضع الخطط والدراسات العلمية التي تساعد في تطوير وتنمية المجتمع بصورة علمية حديثة مواكبة للتطور والعولمة، والتكنولوجيا الحديثة..