ثم ماذا بعد أن أمطرت حصو!؟
أ. مجدي ميرغني النضيف
المتتبع لمآلات الأوضاع والتردي الذي يحدث يومياً في كل مناحي الحياة السودانية ليس ببعيد عن تتبعه العبارات التي ستخلد للأجيال القادمة مثالاً حياً للسقوط والخواء والاستغفال والغفلة، فبعد أن كان لنا القدح المعلى في نهوض الدول العربية ونشر التعليم وانتشالهم من الأمية والمعلمين السودانيين يحملون رسالة الأنبياء ومهنة الرسل في بوادي السعودية وجبال اليمن وصحارى الإمارات التي كان حلم مؤسسها أن تصير مثل الخرطوم؛ فجاء بالمهندسين السودانيين لتخطيط المدن والشوارع هكذا كنا في الكويت والبحرين وسلطنة عمان نعلمهم الزراعة والري والتجارة وقبلها الوضوء والتيمم.
وطن بقامة عبدالله الطيب يتحدث العربية ولا يفهم العرب ماذا يقول لفصاحة لسانه صارت لغة قادته (تبقى التبقي إن شاء الله تمطر حصو) والديمقراطية دي ضر كدة بنجيبها ليكم.
ماذا بعد أن امطرت حصو وأنت تتربع على عرش من الذهب والأموال ويعاني الوطن الجريح والمواطن المغلوب على أمره الارتفاع الجنوني للأسعار لكل السلع الغذائية، وأسعار المحروقات البنزين والجازولين التي تزيد من ارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي والصناعي والنقل والترحيل لترتفع مرة أخرى أسعار الضروريات، والظلام الذي يخيم على الطرقات بقطع التيار الكهربائي رغماً عن زيادة أسعار شراء الكهرباء حتى الخبز وهو الغذاء الرئيس لم يسلم وسيستمر في الغلاء.
هكذا أمطرت حصو أيها القادم في زمن الاستغفال والهوان نقلت لنا الحرب إلى شوارع العاصمة والسلب والنهب في رابعة النهار.
وطن عملاق يقوده أراذله وينهبون من خيراته بلا ضمير وفشلوا في توفير أبسط مقومات الحياة ومتطلباتها الأساسية للأغلبية الصامتة من الشعب السوداني الذين كل آمالهم توفير لقمة العيش لأبنائهم وعلاجهم وتعليمهم وأن يأمنوا على أنفسهم في الطرقات ليصفقوا بعدها للفئة الغالبة.
صدقت حين قلت (نحن فشلنا يا جماعة) فالفشل بعينه يمكن أن يدرس فقط على تجربتكم من القاع إلى الواجهة في رحلة الهروب إلى الأمام. فماذا أنتم فاعلون بعد أن أمطرت عليكم حصو خاصة بعد تواتر الأنباء عن إعادة إنتاج ذات الأزمات مرة أخرى بنفس الشخصيات التي لن نمل معها من ترديد أنحنا إنتو وإنتو أنحنا.
أقوال خالدة في مسيرة الفشل تدرس للأجيال القادمة وتحكي قصة السقوط الوشيك بعد أن أمطرت حصو.