مدني: أم المداين (١ )

0 296

شخصيات باقية على مر التاريخ

أحمد حمد

مدنى تلك المدينة التى تتوسط النيل الأزرق، ويتميز أهلها بحبهم وولائهم الصادق والزائد لها، فعندما يصدح أبو الأمين برائعته “ود مدني” تجد قلوب عشاقها تنبض حباً، ويتملكهم ذلك العشق الخرافي لمدينتهم وملاذهم السرمدي.. استطاعت “مدني” أن تجمع بين طيبة وبساطة وأناقة الريف وحضارة  المدينة في آن واحد، أيضاً يميز هذه المدينة المعطاء إسهامها الكبير في إنجاب مشاهير في مختلف المجالات الدينية، والعلمية، والفنية والأدبية؛ ففي هذه  المدينة العريقة شخصيات لا يجرؤ النسيان على طمسها فظلت أسماؤهم باقية على مر السنوات، وتمثل تاريخ مضيئاً لمدينة ود مدني..

 **مدني السني

 من أشهر شخصيات مدينة ود مدني مؤسسها الشيخ محمد مدني دشين، والذي اشتهر بمدني السني وبها الآن ضريحه الذي يقع فى أعرق أحياء مدني ويعرف بحي القبة ويجاوره حي أم سويقو من ناحية الشمال، وحي المدنيين من الناحية الشرقية؛ فقبة السني ومسجده يعتبران من أشهر ملامح مدني؛ حيث ارتبطت في أذهان الناس، وصارت هذه القبة الخالدة معلماً بارزاً ورمزاً مميزاً لمدينة ود مدني..

 لُقِب الشيخ محمد مدني دشين بالسني، ولهذا اللقب قصة يرددها أهل هذه المدينة؛ حيث يُروى أن الشيخ محمد مدني كان برفقة صديقه الشيخ دفع اللـه المصوبن؛ حيث كانا في طريقهم لأبي حراز وذلك قبل تشييد الجسر الذي يربط مدينة مدني بشرقها؛ فقال الشيخ دفع الله للشيخ محمد مدني: (رأيك شنو لو نخت فروتي دي ونركب فيها ونقطع النيل). قال له الشيخ محمد مدني السني: (شيتاً ما فعلوا الرسول ما بسويه) فقال له الشيخ دفع اللـه مفتخراً (يا السني) ومنذ ذلك اليوم عرف بمحمد مدني السني.. وهو من سُميت المدينة باسمه (مدنى)..

 **الجيلى صلاح

 من؛ من سكان مدني لم يسمع بداخلية الجيلي صلاح بحي بالدباغة؛ فقد خرّجت أعداداً من الطلاب على مر تاريخ هذه المدينة العظيمة، ويعتبر الشيخ الجيلى حسن صلاح الشهير بـ”الجيلي صلاح” من رموز مدينة ود مدني وأعلامها وأحد رواد التعليم الأهلي؛ فهو أول من أدخل تعليم الكبار المسائي فى السودان: ( محو الأمية)، وقد قام بتأسيس مدرسة متوسطة للبنات وثانوية للبنين بذات الحي، كما كان له إسهامٌ في تعليم القرآن الكريم وعلومه؛ فقد أسس خلوة لتعليم القرآن الكريم، ومسجد لتعليم القرآن الكريم وعلومه، وتولى فيه الإمامة لما يناهز 40 عاماً.. انتقل الشيخ الجيلي صلاح إلى الرفيق الأعلى في عام ٢٠٠٥م؛ ولكن ما زالت ناره متقدة وما زالت ذكرياته تعطر ألسن سكان مدني..

 **عبد العزيز شدو

بعد هذا العرض لأشهر مشايخ مدينة ود مدني؛ أتجه إلى الجانبين القانوني والرياضي مجتمعين في شخصية الأستاذ عبد العزيز عبدالله شدو رجل القانون الذى لا يشق له غبار؛ وصاحب مكتب المحاماة الشهير في ذلك الوقت؛ فقد تتلمذ فيه الوزير عبد الباسط سبدرات وهو زميل الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري في مدرسة مدني الأميرية.. تقلد الأستاذ عبد العزيز شدو منصب وزير العدل بعد أن انتقل من حى المدنيين بمدينة ود مدنى ليسكن في حي المقرن بالخرطوم.. وكان الأستاذ شدو رياضياً بارعاً يرعى شؤون نادي النيل بمدني؛ خلفاً لوالده رحم الله الأستاذ الراحل عبد العزيز شدو أحد أعلام هذه المدينة العريقة..

 **ود شقدي النائم وإيدوا بتدي

أسرة شقدي تلك الأسرة الشهيرة في مدني والتي نزحت منذ أمد طويل من شمال السودان ليستقر بها المقام في منطقة تقع شرق النيل الأزرق تسمى: (عمارة ود شقدي).. أما العمدة محمد طه شقدي فقد سكن في الضفة المقابلة لتلك المنطقة من الجهة الغربية وهي جزيرة الفيل الحي المعروف الآن في مدني أن العمدة محمد طه شقدى كان رجلاً كريماً ويذكر أن له جناين في هذه الجزيرة لم يقم بتسويرها كالجناين الأخرى ومراده من ذلك الصدقة والأجر والثواب.. فقد اشتهر شقدي الجد بالكرم والجود وعمل الخير.

حي جزيرة الفيل
Leave A Reply

Your email address will not be published.