كيف سأستثمر الترفيعات الرمضانية؟

0 221

أ.د.فؤاد البنا

قال صديقي: ما هي خطتك في التفاعل مع رمضان؟

فقلت: بالنسبة لي لا أحبذ الخطط الصارمة جدا وأميل إلى المرونة التي لا تتفلت من الانغمار تحت مشاعر المسؤولية، لكني أعرف أن شهر رمضان هو موسم الترفيعات الإلهية للمؤمنين الجادين في التنقيب عن منح الرحمن، ولذلك فسأبذل مستطاعي لكي أستثمر هذا الموسم العظيم في ما يقربني من ربي، وذلك من خلال ما يأتي:

١- الاجتهاد في تنويع الأعمال العبادية التي أدخل من خلالها إلى حقيقة الإيمان، وأرتفع إلى مرضاة الله من خلال مراقيها العديدة، إذ سأجتهد في التنقل على مستوى الذات بين العبادات العقلية والقلبية والروحية والبدنية.

وسأقوم بتوفيق الله وعونه بالدخول من أبواب متفرقة إلى العبادات المتعدية نحو المجتمع، أذ سأكثف قراءاتي المتدبرة لنصوص القرآن، مع الاستعانة بالمعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لمحمد عبدالباقي، ولا شك بأن القرآن هو كنز رمضان الأكبر وهدية السماء لأهل الأرض، وسأرسل بعض تدبراتي إلى قرائي الأعزاء، وسأواصل المرابطة في صناعة الوعي الجَمعي عبر الوسائل المتاحة وبما تسمح به صحتي ويسعفني به وقتي، وسأتفقد من أستطيع ممن أعرف من المتعففين الذين لا يتفوّهون بحاجتهم ولا يقاربون الذين يسألون الناس إلحافا!

٢- الارتقاء بنوعية الأعمال التي أتعبّد الله من خلالها؛ بحيث أحرص على رفعها إلى الله عبر جناحي العلم والإخلاص، حتى يتوافر لها القبول والبركة.

فالعلم يعطيني بوصلة السير السليم ويمنحني جدول ترتيب الأولويات، ويعلمني كيف أقتنص الفرص بحيث أحصل على أوفر أجر بأقل مجهود مكن، ويساعدني على الالتزام بشروط هذه الأعمال وأركانها؛ حتى لا أكون من الأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صُنعاً!
وبالإخلاص سأصحح الدوافع التي تفسد الأعمال وتكدر صفاء الجهود، وسأحاول التخلص من الشوائب التي تضعف فاعلية هذه الأعمال محيلةً إياها إلى سراب لا يروي ولا يغني من عطش!

٣- استثمار أوقات الفضل الإلهى والاستفادة المثلى من أوقات انهمار اللطف الرحماني، حيث سأحاول بهذه الطريقة تعويض قصوري واستدراك تقصيري، إذ أن استثمار الدقائق الغالية في السحر وقبل الإفطار من كل يوم، بجانب العشر الأواخر من رمضان ولا سيما ليلة القدر، يجلب من الاستجابة والتوفيق والحسنات ما يجل عن الوصف وما لا يعلمه إلا الله..

وسأحاول دوماً استحضار المقاصد العامة لرمضان وتأمل الأسرار الدقيقة والتي تثوي في الصيام والقيام والتصدق وقراءة القرآن وتنمية قيم الصبر والإرادة .

وبالطبع لن يخلو رمضان من الجلوس مع الأحبة ومشاهدة التلفزيون في ما يُمتع وينفع، وسأواصل الإبحار الهادف في وسائل التواصل الاجتماعي للإفادة والاستفادة من كل ما هو مفيد وجالب للمتعة ورفاهية الروح والقلب.

نسأل الله أن يعيننا على تحقيق ما نريد ويعطينا أضعاف ما نستحق، وأن ينفعنا برمضان ويرفعنا في رمضان.

آمين..

Leave A Reply

Your email address will not be published.