ظاهرة الغِش في الامتحانات.. الأسباب والحلول

0 285

تحقيق : تسنيم عبد الرحيم


انتشرت ظاهرة الغش في الامتحان إلى الحد الذي جعلها عادة مألوفة يمارسها السواد الأعظم من التلاميذ، ويصنف الراغب عنها- بحسب الجزيرة نت- في حكم الشاذ الذي لا يُعتد به، وقد تطور الأمر إلى الإبداع والتفنن في ابتكار الوسائل والطرق “الحديثة” التي لم تخطر من ذي قبل على بال أحد من العالمين، ولأن ما يتكرر يتقرر فقد صارت هذه الآفة جزءا من “الممارسة الخاطئة التي تحولت إلى صاحبة الشأن الأول التي يتبتل التلميذ في محرابها الساعات الطوال تفكيراً وتنظيراً وممارسة، حتى وصل إلى درجة الكمال والبلوغ في الاهتداء إلى أنجع السبل وأكثرها تطوراً، مسجلاً بذلك براءات اختراع مبهرة..


*تطور الوسائل
أ. يوسف محمود علي بكلية الهندسة والتكنولوجيا أوضح أنه في الفترة الأخيرة انعدمت حالات الغش وذلك للتشدد في المراقبة من قبل أعضاء هيئة التدريس بدل المتعاقدين لإلمامهم بقواعد المراقبة خاصة وفي الفترة الأخيرة ظهر الغش الإلكتروني (موبايل عبر سماعة التلفون، ومناديل الورق) وهذه تعتبر مشكلة، وتتعدد أسبابها من مشاكل أكاديمية أو إنذارات أو استهتار في الدراسة.


وحالات الغش عند الطالب تكون من المراحل قبل الجامعة التي ليس لها قوانين صارمة تمنع هذا السلوك والعقوبات في المرحلة الجامعية تتدرج من لفت النظر، رسوب في المقرر، تعليق الدراسة إلى سنتين، الفصل النهائي. فحل هذه الظاهرة في توعية الطالب بخطورة الغش في الامتحانات عبر المرشد الأكاديمي للطالب وإقامة محاضرة للطلاب في بداية التحاقهم بالجامعة وتعريفهم بالنظام الأكاديمي ونظام الامتحانات وخطورة حالات الغش في الجامعة..


*أسباب ومبررات
محمد أحمد السعيد خريج كلية علوم الاتصال فداسي الدفعة 34 أوضح أن عملية الغش هاجس يؤرق عدداً كبيراً من الأساتذة والآباء حول مستقبل الطلاب، وفي اعتقاده الشخصي أن للغش دوافع عدة منها عدم القراءة للطالب لأسباب أهمها وأكثرها شيوعاً عدم القراءة التي قد تكون لها دوافع تتركز في وجود مشاكل أسرية بين الأب والأم وذلك نتيجة للإرهاق الذهني أو تعاطي بعض الأمور التي قد تحول دون فهم أو قراءة الطالب مما يدفعه للبحث عن وسيلة نجاح وبكل تأكيد فإن الوسيلة الأقرب هي الغش خاصة مع تطور وسائل الاتصال الحديثة..

تيسير متولي قالت: من الأسباب التي تؤدي إلى حالات الغش في الامتحانات إهمال جانب الدراسة، وبعض الحالات ترجع إلى ظروف نفسية أو اجتماعية خارجة عن الإرادة أو بعض الضغط، لذلك ترجع تلك الحالة إلى غياب الصدق والأمانة والاهتمام بجوانب أخرى بعيدة عن الأكاديميات، أيضاً نوع المراقب نفسه في تجويد المراقبة، وإحساس الطالب بضعف قدرته العقلية ومستوى التحصيل الدراسي للطالب، وعدم تقدير المسؤولية الخوف والقلق من الامتحانات، ولكي تحل لابد للطالب من التركيز في الجوانب الأكاديمية، وتفعيل دور مجالس الآباء والأمهات مع المدرسة أو الجامعة، تفعيل دور المرشد التربوي في مساعدة الطالب، إحياء الوازع الأخلاقي في تنمية الضمير الداخلي بأن الله رقيب علي العباد، تبصير الطالب بالأضرار الناجمة عن هذه السلوكيات الخاطئة، إمكانية الاستفادة من وسائل الإعلام المختلفة في إعداد برامج هادفة تعالج ظاهرة الغش..


*الجانب النفسي :
د. انشراح مصطفى أبوبكر أستاذة مشاركة بقسم علم النفس جامعة الجزيرة أوضحت أن ظاهرة الغش هي ظاهرة منتشرة بدرجة كبيرة وسط الطلاب في كل كليات الجامعة ولا توجد إحصائيات لظاهرة الغش لأنها لا تسجل بالطرق الآلية ضمن لائحة الامتحانات، وهناك بنود خاصة بحالات الغش ترصد بخطوات عديدة، والتعامل معها ولها عقوبات تتدرج وتصل إلى الفصل حسب درجة الغش والأنواع التي تثبت على الطالب..
أسباب الغش متعددة وهي تتلخص في مدى الاستعداد للامتحان وعدم الجاهزية له، وصعوبة بعض المقررات وعدم جاهزية الطالب للإجابات، وطرق آلية التقويم.. تعامل الطلاب بالسوشيال ميديا يجعلهم ينشغلون عن الدراسة، الامتحان لا يختبر القدرات العقلية العليا (الاستنتاج- البديهة-الربط بالأشياء وغيرها) ولحل هذه المشكلة لابد من الاستفادة من السوشيال ميديا وتقديم المادة بحيث أن تراعي طرق وسهولة التعليم والتعلم للطالب (سماعية ، بصرية ، حسية …الخ) وضع الامتحان بشكل يراعى فيه شروط الامتحان الجيد والمصداقية والمعيارية فيه ، أيضاً معيار الجودة من حيث المراقبة واختيار المراقبين الأكفاء داخل القاعة ووجود البيئة المناسبة من حيث توزيع الطلاب في القاعة ومنع استخدام الأجهزة الالكترونية داخل قاعة الامتحان، وضع الامتحان بحيث يختبر القدرات العقلية والعلمية للطالب خاصة في الامتحان النهائي الذي له وزن أقل، مراعاة الجوانب العلمية في المناهج بصورة عادلة. وفي النهاية للطالب أخلاقيات مهنة يجب أن يراعيها حتى لا تؤثر في المستقبل.

Leave A Reply

Your email address will not be published.