أغنيتك الخايف عليها أسمعها براك

0 188

موسيقى صاخبة في أماكن عامة.. تتأرجح بين السخافة والعادي

استمع معهم: الريح عصام جكسا

في المواصلات العامة؛ والبتحديد في “حافلة” هدوء يخيم على الركاب؛ كل في حاله؛ أحدهم غارق بين أحرف الصحيفة التى لم يدع لها صفحة ترقد عليها!! وآخر سارح بعينيه بعيداً ربما فيها أو فيها، فيها الأولى راجعة للقروش الجننت الناس دي. وفيها التانية تعود لمحبوبته التي زاغت عيونها وسقطت فريسة لقروش زول (مقرش) عرض عليها الزواج فلم تدع لصاحبنا السارح دهـ غير أن يهيم على وجهه.. يعنى فيها التانية برضو راجعة لشاكوش بسبب القروش وربما لشيء آخر .

وعلى كرسي آخر تجلس فتاة جامعية تقلب صفحات دفترها، وهكذا كل زول في حالو.. فجأة وبدون أي مقدمات يعلو صوت أحدهم وهو يدندن بأغنيات الزمن ده (حرامى القلوب قبضو قبضو ..ونجاضة تمرض مرض.. والدستور الفيهو البخور والفي ريدو فرط دقس.. بيجي غيرو يعمل مقص)..

ويلتفت الجميع ناحية مصدر الصوت العالي جداً ليجدوه شاباً فى مقتبل العمر يتمايل طرباً ويغنى مغمض العينين؟! في البدء ظنوه خارج الشبكة وبي العربي كده (مجنون) ولكن عندما وجدوا سماعة تمتد أسلاكها من هاتفه الجوال وأذنيه أدركوا أنه يستمع للأغنية في تلك الأثناء..

دعونا من ردة فعل من كانوا بالحافلة ماذا ستكون ردة فعلكم أنتم؟

نعمة البشير تقول: موقف سخيف؟ المفروض الواحد يتحكم فى نفسو مهما كان، وموسيقى شنو البتخليني أطلع من طوري وأرفع صوتي لدرجة إنو الناس تتلفت تعاين لي؟! أنا بعتقد إنو الزول ده ما طبيعي..

ويختلف أحمد عثمان مع نعمة حين قال: أنا بحترمو جداً لأنو أنا بعض مرات بكون عندي الرغبة أعمل الحاجة دي وعادي أنو يحصل الحصل بالعكس لو ما عمل كده حيكون عادي، لأنو الإنسان الطبيعى بيتفاعل مع الموسيقى وبالذات لو الأغنية البسمع فيها دي بتهيج فيهو مشاعر معينة يمكن يكون الغلط وحسب اعتقادي الشخصى إنو صاحبنا دا يسمع فى مركبة عامة ويزعج الناس الحولو، عشان كده والحق يقال أنا بسمع عالم الريا ضة بس فى راديو الموبايل..

(2)
لا دي سخافة فعلاً.. ثم رفع (حاج الفاضل) صوته مشدداً على خطأ هذه التصرفات الصبيانية كما يراها ويقول: أنا شايف إنو الحركات دى بيعملوها الشباب كتير خاصة في المواصلات والأماكن العامة وخاصة الطلبة المفروض يكونوا واعين لحريات الآخرين؛ كونك بتحب الموسيقى وعايز تسمعها ده حقك الخاص، وليك حرية خاصة في سماعها لكن ما في داعي تزعج الناس الحواليك وتنتهك حقهم في إنهم يسمعوا الحاجة البتعجبهم عشان كده بنصح الشباب وأقول ليهم ما دمتم في مكان عام احترموهو عشان الناس تحترمكم.. بعدين ما معاناها إنو الموسيقى حلوة أنا أتفاعل معاها متى ما سمعتها حتى ولو كانت بطريقة غير حضارية..

هبه عبد الله باحثة نفسية قالت إن هذا الموضوع يحمل العديد من الجوانب عن التلوث السمعي “الضوضاء”  أكدت بأنه أحد عوامل مشتتات الإنتباه، فهو يساهم في عدم التركيز الذهني بصورة كبيرة للفرد مما يجعله يصرف انتباهه عن ما ذهب من أجله خاصة في الأماكن العامة كالأسواق ومواقف المواصلات، وتقول هبة: يتسببون في خلق الضوضاء بمصادره المختلفة لا يضعون في حسبانهم بأن هذه الأماكن تكون أحياناً قريبة من المستشفيات ويشكلون مصدر إزعاج للمرضى، فالمريض يحتاج للأجواء الهادئة الخالية من التوتر وتوضح بأن بعض الأسواق تقع في مناطق عبور المواطنين مما يضطرهم إلى التعرض للضوضاء قسرياً.

Leave A Reply

Your email address will not be published.