استغلال (1500) فدان بجامعة الجزيرة لتحقيق التراكم الرأسمالي

تستغل جامعة الجزيرة ما يقرب من (1500) فدان للاستثمار الزراعي في مسعى منها لتحقيق تراكمٍ رأسمالي، ذلك بعد أن باتت إدارتها مطالبة بإيجاد استثماراتٍ ناجحة تُمكنها من تقويم بنيات الجامعة التحتية، وتحقيق الاستقرار للشرائح الضعيفة التي تعتزم الدخول في الإنتاج بامتصاص المخاطر المحتملة ما عزز أفضلية الشراكة، وأنهى خيار استئجار الأرض كنهجٍ لا يُوصِلُ لهدف تحقيق التراكم الرأسمالي..
وزرعت إدارة الإستثمار بعد أيلولة الأراضي الزراعية إليها، (350) فدان بمحصول الذُرة بلغت مراحل متقدمة، بجانب (450) فدان عدسية لإنتاجيتها الجيدة وأسعارها الممتازة التي يمكن أن تُحقق أرباحاً أعلى من الذُرة، كما أنها تعمل على تخصيب التُربة، وضآلة استهلاكها للمياه..

كما أسست لزراعة (70) فدان بصل، و(120) فدان خضروات مختلفة، و(30) فدان زهرة شمس، وأكملت التحضير لزراعة (200) فدان قمح وذلك بمزرعة النشيشيبة.. أما المساحات الزراعية بالمناقل فتضمنت (150) فدان ذرة، و(20) فدان فول سوداني، والتحضير لزراعة (100) فدان قمح توفرت لها كل احتياجاتها من التقاوي..
ووقف وفد قاده مدير الجامعة بروفيسور محمد طه يوسف؛ وضم عميد كلية العلوم الزراعية د. صديق عيسى، ود. بدر الدين السني وكيل الجامعة، ود. عباس آدم مدير إدرة الاستثمار، بجانب مدير الإدارة المالية بدر الدين مصطفى الخضر؛ بمزرعة النشيشيبة على مستوى تأسيس المحاصيل للموسم الصيفي، والتحضير الجاري للموسم الشتوي ..
وقال مدير الجامعة إن فريق الطواف يجسد التكامل بين الاستثمار، وكلية الزراعة برصيدها الذاخر من العلماء والخبراء بتخصصاتهم المختلفة لتفادي وقوع أي مشاكل تتصل بالعملية الزراعية من خلال التحسب للأمراض، والعمليات الفلاحية من تحضير، وتسميد وخلافه، وضمان تطبيق الحزم التقنية واستغلالها بشكل أمثل، علاوة عن إجراء البحوث العلمية.. ودعا لاختبار تجربة استخدام السماد البلدي في العمليات الزراعية لأغراض زيادة الإنتاج، وتخصيب التربة..
ودعا كلية العلوم الزراعية لبحث تطبيق الدورة الزراعية بمزرعة الجامعة، ودراستها على نحو يمهد الطريق لتطبيقها بمشروع الجزيرة، لافتاً لإمكانية أن يكون للجامعة دور كبير في تقديم نموذج لدورة زراعية لمشروع الجزيرة، وشدد على أهمية وجود مكون بحثي كبير، وتقانات مجازة، وطرق علمية حديثة..
وأقر مدير الجامعة ووفده المرافق تكوين لجنة فنية بإشراف كلية العلوم الزراعية، وبالتعاون مع إدارة الاستثمار لوضع دورة زراعية، والتأسيس لخطة شاملة للتطوير الزراعي..
وفي السياق؛ شملت الجولة الوقوف على محصول الذرة الصنف “دندر” الذي يتميز بإنتاجية عالية، ومقاومة لآفات المخازن التي ما زالت تمثل إحدى أكبر المعضلات.. وأضاف طه: أن ” دندر” يعتبر من الأصناف المبكرة؛ عالية الإنتاجية، بجانب تميزه بإمكانية الزراعة منتصف أغسطس..
وأشار لإمكانية وضح ملامح وخارطة عمل لزراعة هذا الصنف بمناطق شمال البطانة، والقضارف، وشمال كردفان، ودارفور المعروفة بقلة الأمطار..
ونوه لإمكانية إدخال تقنية حصاد المياه مع هذا الصنف، والاستفادة من المحددات الفنية التي أجازتها هيئة البحوث الزراعية بإضافة بعض المخصبات كالفسفور، واليوريا مع الذرة، حيث تمت تجربة ذلك بشمال وجنوب كردفان وحققت نجاحاً كبيراً، ووجدت استجابة ممتازة ما يؤكد أهمية البحث العلمي ودوره في التنمية وزيادة الإنتاج..
وجدد طه تأكيده بإمكانية استخدام هذه التقانات وغيرها في سبيل توطين الصنف “دندر” في المناطق قليلة الأمطار لتحقيق توسع أفقي في مجال الإنتاج، والاستفادة القصوى منه في تحقيق الاستقرار بكثير من المناطق..
من جانب آخر أشار مدير الجامعة لإمكانية التوسع في زراعة الصنف “عجيب” في المناطق المروية والأمطار الغزيرة، بغرض تغطية حزام كبير من الإنتاج، حيث تم تجريب هذا الصنف بمناطق عطبرة وحقق إنتاجيات عالية، ما يعطي مؤشراً جيداً لإمكانية التوسع في المساحات الجغرافية التي يمكن أن تستغل فيها الأصناف لمزيد من مساهمة البحث العلمي في التنمية..
وجزم بأن استخدامات البحث العلمي تدعم جهود رئيس مجلس الوزراء ورؤيته التي تمضي في اتجاه بناء التنمية على البحث العلمي، واعتبره طه مؤشراً مهماً جداً في تنفيذ عمل مدروس، ومساهمة كبيرة للبحث العلمي، وتعزز إسهام الدولة من خلال الإلتفات لدوره الهام، وتمويله تمويلاً حقيقياً في سبيل إيجاد مخرجات من شأنها تعظيم النجاحات في الاقتصاد السوداني..