منظومة ألمانية متطورة لتحديث المطبعة الحكومية بالجزيرة..
تقرير/ راشد حامد عبدالله
وصلت لشركة الجزيرة للطباعة والنشر المحدودة؛ ماكينات طباعة حديثة “ألمانية المنشأ” تقدر قيمتها بنحو (٢١٩) مليون جنيه..
ورافقت الناقلات المحملة بالماكينات مظاهر احتفالية بدأت من مدخل ود مدني عند المستشفى التأهيلي، مروراً بشارع النيل، وحتى مقر المطبعة، حيث جرت مراسم الاستقبال وسط فرحة العاملين.. قبل أن يقام احتفال رسمي بحضور الجهاز التنفيذي، واللجنة الأمنية، والنيابة العامة، وغيرها من الجهات..
وموّلت وزارة المالية الاتحادية سبعاً من هذه الماكينات المُنتجة في شركة هايدلبرج الألمانية، في حين وفرت المالية الولائية بحسب الوزير المكلف التمويل لماكينتين من هذه المجموعة التي تعتبر الأحدث من نوعها..
وأعلن مدير الشركة المُورِّدة للماكينات المهندس فيصل صالح محمد “بلباو”، اكتمال مطبعة الجزيرة بنسبة ١٠٠٪، وأنها أصبحت من مطابع الدرجة الأولى بما شهدته من طفرة غير مسبوقة، واكتسبته من مقومات المنافسة لمطابع كبيرة بالخرطوم، وتنفيذ كل ما يتعلق بالطباعة عبر ماكينات لها القدرة على طباعة ١٥ ألف “شيت كبيرة” في الساعة..
وأضاف”بلباو” في احتفال استقبال الماكينات بمقر الشركة بود مدني أواخر أبريل الماضي، أن وصول أحدث ماكينات الطباعة الألمانية للجزيرة، سيوفر مبالغ طائلة للولاية، ويؤمن احتياجات الطلاب من الكتب المدرسية، فضلاً عن تطوير الجوانب الطباعية للامتحانات..
وفي الوقت الذي شدد فيه مدير الشركة على ضرورة الوقوف من أجل تطوير المطبعة، أبدى استعدادهم للإسهام في دعم الجوانب الخدمية بالولاية عبر مختصين بشركات “إسبانية”، وسعيهم لعقد توأمة بين الجزيرة ومدينة “بلباو” الإسبانية في مختلف المجالات..
وينتظر وفقاً للمالية الولائية وصول مهندسين من الشركة المختصة لتركيب الماكينات، وتدريب العاملين على المطلوبات الفنية للتشغيل..
ويتحدث وزير المالية المُكلف عاطف محمد إبراهيم “أبوشوك” عن تنامي الحاجة لوقفتهم مع مؤسسة تنفذ عملاً كبيراً، ولا تكلف الولاية أي أعباءٍ مالية، بل تحقق لها موارد وإيرادات، وذلك لأغراض التطوير المهني، وتحمل أعباءٍ كبيرة من بينها مديونياتٍ متراكمة على عدة جهاتٍ أبرزها وزارة التربية والتعليم ناتجة عن طباعة الكتاب المدرسي، وامتحانات مختلف المراحل، حيث وعد بمحاولة استقطاعها من الإيرادات..
ويحتفظ “أبو شوك” بانطباعات جيدة عن العاملين بالمطبعة الحكومية؛ فهو كما ذكر في كلمته بالاحتفال لمس فيهم انتماءً كبيراً للعمل يبقى في نظره هو الأساس للتطوير الذاتي والمؤسسي، والنهج الذي ينبغي أن يسود كل المؤسسات من أجل النهوض بالبلاد..
وبدا الرجل سعيداً بتدشين ما اعتبره محفلاً ثقافياً وتعليمياً في مؤسسة قال إنها تمثل: “إرثاً للجزيرة”.. مجدداً دعوته لضرورة أن يرعاها الجميع دعماً لمسيرة التطور، والارتقاء، والتحديث لمواكبة مطلوبات التطور العالمي في مجال المطبوعات..
وتأكدت شهادة حب العمل؛ والمنشأة للعاملين بالمطبعة مجدداً في حديث والي الولاية الأستاذ: إسماعيل عوض الله العاقب؛ الذي ألمح في حديثه إلى برامج اجتماعية- دون تفصيل- تجمعه بمنسوبيها..
ويجزم “العاقب” بالنُقلة الكبيرة التي ستُحدثها الماكينات الجديدة بالمطبعة، ومن المنتظر ضمن المشروعات المشتركة بين ولايات الجزيرة، سنار، النيل الأبيض، تنفيذ مطبوعات وزارات التربية والتعليم بالولايات الثلاث بمطبعة الجزيرة لتطوير وتعظيم مردودها على كل البلاد..
ملفات أخرى برزت للعاقب من خلال الشركة المُورِّدة لماكينات الطباعة الألمانية، أهمها المسلخ الحديث لود مدني كمسألة مهمة وكبيرة تحتاج إليها البلاد تمهيداً لتطوير منظومة المسالخ..
وتعاني الجزيرة من مشاكل تصميمية في مسالخ بالمحليات تم تنفيذها بصورة سيئة؛ ودفعت فيها المالية أموالاً وصفها “العاقب” بالطائلة قبل أن يُبدي أسفه على الطريقة المؤسفة للتصميم والتي ضيّعت أموالاً عامة لغياب الحرص، والجدية، والأمانة..
ويبدو أن الولاية ستعمد فوراً لإقامة مسلخٍ نموذجيٍ حديث بود مدني؛ والانتقال للمحليات في مرحلة تالية، والتأسيس لتوأمة مع مدينة “بلباو” الإسبانية لدفع مجالات التطوير في مختلف المجالات..
وبالعودة لشركة الجزيرة للطباعة والنشر؛ تظل إدارة المطبعة تعمل على مواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة في مجالات الطباعة المختلفة، والتخطيط لاستيعابها ضمن نشاطات المطبعة، كما تعمل على تطوير إمكانياتها وتحديثها، وضمان جودتها، وتدريب العاملين فيها، ورفع مستواهم الفني والإداري، لتتمكن من تقديم أفضل الخدمات المطبعية، بالجودة العالية، والوقت المناسب، وبأقل التكاليف الممكنة، وذلك من خلال الشعب الفنية المتخصصة..
وتشكل الماكينات الألمانية في نظر د. محمد عبدالنبي محمد علي المدير العام للشركة، طفرة كبيرة بالنسبة للولاية وواحدة من إنجازات حكومة الولاية وماليتها بما تم من جهد أسهم في إتمام عملية وصول الماكينات، وتجاوز التعقيدات المتعلقة بتمويل مشروعات التنمية الولائية..
عبدالنبي الذي تحدث عن تسلُمه مطبعة شبه منهارة، امتدح الجهد الجماعي في مسيرة التطوير المهني، والمؤسسي، وتمنى استمرار العمل بذات الوتيرة للحفاظ على المنحنى التصاعدي تأسيساً على شعار: كلنا يعمل لهدف تطوير المطبعة لتكون الأفضل في السودان..
وأخيراً فإن جميع هذه الأعمال تجسّد نقلة نوعية في الإنتاج، الذي من شأنه أن يعزز من مكانة مطبعة الجزيرة بين مثيلاتها من المطابع في السوق المحلي، لتكون منافسة لها بالأسعار والجودة وسرعة الإنتاج.







