بكرسي متحرك وقلب ثابت.. (ثورة) أسرار عبد الله تعبر وتنتصر!
ساحة نشاط”
سجل يا تاريخ
بروفايل: الريح عصام جكسا
بعزيمة وصبر وجلد، نالت الطالبة أسرار عبد الله بكرسيها المتحرك، وقلبها الثابت برضا الله وقدره، شرف التخرج في جامعة الجزيرة، كلية العلوم الرياضية والحاسوب الدفعة (40) لتخط اسمها في سجل الرائعين الخالدين الذين لم ينظروا إلى الإعاقة كعجز، بل اتخذوها حافزاً للنجاح والتفوق، لأنهم يدركون ببصيرتهم المتقدمة؛ وإيمانهم الراسخ أن الله لم يخلق شيئاً ناقصاً أبداً، و أنه منح ذوي الإعاقات الهمة العالية والعزم، ليبلغوا ما لم يستطع بلوغه الأسوياء.
بتحقيق (أسرار) حلمها، وإكمال دراستها الجامعية، رسمت إدارة جامعة الجزيرة كلية العلوم الرياضية والحاسوب، لوحة إنسانية خالدة، يستحقون عليها الإشادة والتقدير، لتقديمهم السند الأكاديمي اللازم لمواصلة الطالبة أسرار دراستها الجامعية، محاطة بعون أسرتها، واهتمام أساتذتها والعاملين بالجامعة، ومحبة وتقدير زملاءها وزميلاتها بالدفعة (40).
أستاذ عبدالقادر حاتم علي، بكلية العلوم الرياضية والحاسوب جامعة الجزيرة وصف إكمال الطالبة أسرار دراستها الجامعية ببزوغ فجر الأمل من بين ثنايا الألم. وظهور المنح بين طيات المحن، وولادة الفرج من رحم الكرب.
وشهد أن أسرار عبدالله الدفعة (40) تخصص تقنية المعلومات، قهرت الإعاقة وتفوقت على الظروف، ولم تمنعها إعاقتها من التحليق في عالم آخر حققت من خلاله الإنجازات والنجاحات المبهرة، لتصبح رمزًا مجتمعيًا من رموز التميز الأكاديمي، حيث أنها رفضت أن تظل هكذا حبيسةً في جسد عليل لا يُمكنّها من المشي وليس بها كفين لتحمل بهما الأشياء، ولكنها تمكنت من حمل حلمها داخلها ومضت بقوة لتعلن للعالم أنها البطلة السودانية التي تميزت عن كل الطلاب المعاقين بمعدل ممتاز، وأنها اجتازت كل الفصول رغم المعاناة في الدراسة والساعات الطويلة،ً “كانت تعتمد على تسجيل المحاضرات وتلخيصها، ومن ثم سماعها لتقديم الامتحان، وأخيراً حصلت على درجات عالية”.
تناشد الصحيفة السيد مدير جامعة الجزيرة؛ المحافظة على هذه الثورة المتقدة والثروة وتوفير الدعم لها ووظيفة مرموقة تقديراً وتكريما لها ولكل ذوي الإعاقة في السودان.
