تقرير: راشد حامد عبدالله
أظهر مسح سكاني بولاية كسلا، تنامي مشاكل فقر الدم وسط النساء، والأطفال.
ووفقاً لباحثين بهيئة البحوث الزراعية؛ تعاني نسبة 38% من النساء الحوامل بالسودان، و83% من الأطفال دون سن الخامسة، من فقر الدم..
تقول د. شادية عبدالله صالح عبدالله مربية “ذرة رفيعة ودخن” بالهيئة: “إن اعتماد السكان في المناطق الهشة على محصول واحد، يوفر كمية “الكربوهيدرت”التي تمنح شعوراً بالشبع، ولكنها لا توفر المغذيات الدقيقة التي تدخل في عملية التمثيل الغذائي المعززة للصحة”..

واتجهت الجهود العلمية نحو تحسين الوضع الغذائي للمجتمعات الهشة في السودان- كما أوضحت الباحثة- بإنتاج محاصيل معززة غذائياً..
ولأكثر من أربعة عقودٍ خلت، اتجه الإنتاج الزراعي، والنظم الزراعية، والبحث الزراعي، لإنتاج المحاصيل لكن دون الاهتمام بتحسين الصحة العامة وتعزيزها بالنسبة للإنسان لفهم متواضعٍ بأن: “الدواء يأتي من الدواء”..
ويحتوي جسم الإنسان كما ذكرت الباحثة على أكثر من 40 عنصراً غذائياً منها: “الكربوهيدرت، الأحماض الأمينية والدهنية” التي تعمل على ترميم وإنتاج الخلايا..
فيما تعمل المغذيات الصغرى والكبرى والدقيقة، على زيادة نشاط “الانزيمات” وبالتالي تحسين عملية التمثيل الغذائي داخل الجسم بصورة ممتازة..
وأعلنت الباحثة بالهيئة؛ استجلابهم أصنافاً معززة غذائياً “دخن، ذرة” من الهند تحتوي عنصري: “الحديد، الزنك”، حيث تمت أقلمتها داخل السودان، وإجازتها من علماء الهيئة، ووزارة الزراعة لمكافحة سوء التغذية في السودان..
وتعمل المحاصيل المعززة غذائياً كما تؤكد الباحثة على زيادة الأمنين “الغذائي، والتغذوي” كونها محاصيل عالية الإنتاجية، وتحتوي مغذيات دقيقة..
كما أن إنتاج هذه المحاصيل، يؤدي لمكافحة التغذية الناتجة عن نقص العناصر الدقيقة المسؤولة عن إنتاج “الهيموجلوبين”، ومكافحة التقزُّم، وتقليل الوفيات بين الأمهات، والأطفال..
الهيئة أطلقت هذه المحاصيل ودخلت مرحلة الإكثار بهدف توزيعها على الولايات، ودخول قناة التقانة ونقل الإرشاد لتعريف المزارع بأهمية هذه العناصر وتبنيها..
**محصول غذائي عالمي
ويعضد د. آدم محمد علي المنسق القومي لبحوث الدخن بهيئة البحوث الزراعية هذا التوجه بتأكيده أن الدخن من المحاصيل المهمة والأساسية في السودان؛ تحديداً غرب البلاد، حيث تأتي أهميته من الناحيتين الغذائية، والتغذوية لاحتوائه نسباً عالية من العناصر الغذائية المهمة سواءً البروتين، والأمينواسيدس، والأحماض الأمينية والدهنية المهمة جداً، والخالية من جيلاتين القمح..

صحياً، يفيد الدخن في التهاب القولون، ومشاكل السكري، وحساسية القمح..
وأعلنت منظمة الزراعة والأغذية “الفاو”، الدخن المحصول الغذائي الأول في العالم العام 2023م لأهميته الغذائية، وتزايد الطلب العالمي عليه..
ويحقق تصدير “الدخن” عائداتٍ كبيرة، ويمكن استهلاكه محلياً كغذاء وعلاج لسوء التغذية..
د. علي أعلن دخولهم في برنامج تعزيز العناصر الغذائية المهمة في المحاصيل لمكافحة سوء التغذية ونقص الحديد والزنك في الأطفال دون سن الخامسة، والنساء الحوامل حيث تؤدي للإجهاض، وتقليل الكفاءة الإنتاجية للرجال بسبب الخمول، يأتي ذلك كهدفٍ محوري تستهدف من خلاله المناطق الهشة، والبيئات المعتمدة على الدخن..
**إجازة أصناف معززة
وشهدت هيئة البحوث الزراعية، إطلاق نشاطٍ خاص بمشروع تحسين الوضع الغذائي للمجتمعات الهشة في السودان من خلال نشر تقانة إنتاج المحاصيل المعززة والذي يأتي شراكة بين الهيئة ومنظمة الأغذية والزراعة الفاو، وبتمويل من الاتحاد الأوربي..

منسق المشروع د. محمد حمزة محمد الجدع، قال: “إن العمل بدأ في العام 2017م بهدف محاربة سوء التغذية الناجم عن نقص عناصر أساسية كالحديد والزنك في محصولي الذرة والدخن”..
الجدع أعلن إجازة ثلاثة أصناف شملت “دهب” وهو صنف ذرة معزز بالحديد والزنك، بجانب صنفين من الدخن “لولي، عزيز”، والانتقال لمرحلة نقل التقانة وإكثار التقاوي..
وأضاف أن الورشة تختص باعتماد التقاوي وتعدُّ مكوناً أساسياً لأنشطة المشروع، تليها دورة تستهدف مسؤولي الإرشاد الزراعي بولايات السودان المختلفة..
ويجري العمل حالياً بولايات: ” الجزيرة، النيل الأزرق، كسلا، القضارف، شمال كردفان، الخرطوم”..
وتقرر إقامة ورشة تتصل بالسياسات، التسويق، والتجارة للمحاصيل المعززة، وتستهدف إدارات: التخطيط، الاقتصاد بوزارة الزراعة، المالية، المواصفات، إضافة للتصنيع، والغرفة الصناعية والتجارية، وشركات القطاع الخاص..












