تذكرة

0 196

أ. د. عبدالله محمد الأمين النعيم

في الرؤية الاسلامية يقوم الوجود على عالمين، عالم الشهادة وعالم الغيب لذلك فإن رؤية الاسلام للعالم يتسع مداها في الإجابة عن التساؤلات النهائية المرتبطة بالإنسان والإله والكون وغاية الوجود والتفاعلات بين هذه المكونات… والتصور الإسلامي يعكس تمايزاً بين عالم التنزيه وعالم الخلق وهو ما لم تنتبه له الفلسفة الغربية حيث لا يوجد مثل هذا التمايز….

في العلمانية تم اختزال رؤية العالم لتقتصر على تكوين صورة للعالم المادي ومكوناته وهذا يعني أن موقف الإنسان من الوجود هو السعي نحو معرفة ما هو ظاهر وملموس من الوجود والوصول للحقيقة النهائية فقط من خلال المعرفة المتمحورة حول الإنسان وهذا يعني الاقتصار على عالم الشهادة وحده فاقتصر لذلك علمهم على ظاهر الحياة الدنيا…

ولأن الاسلام قائم على التوسط فإنه لا يستقذر هذه الدنيا، وإنما يجعلها مطية للدار الآخرة لذلك تدخل القيم الدينية لتضبط حركة الإنسان في عالم الشهادة من أجل إعمار العالم وتهيئته لعبادة الله. فحركة الاسلام في العالم هي حركة تعمير وإصلاح عكس العلمانية التي ضخمت الذات العارفة بجعل الإنسان مركزاً للكون وهذا ما جعل العلم يسعى لتحقيق اللذة والمنفعة للإنسان وإشباع غرائزه دون كوابح أخلاقية فظهر الخواء الروحي وتعالت الصيحات المنذرة بالخطر.

Leave A Reply

Your email address will not be published.