“ايلا”.. تكهنات ما وراء العودة

0 86

تقرير/ راشد حامد عبدالله

عاد آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير للبلاد بعد غياب سنوات شهدت فيها البلاد تقلبات في ساحتها، وتصدعات في أرضيتها السياسية..

عودة قوبلت بمواقف متباينة بين الترحيب والرفض، ففي حين تولدت مخاوف من عودة التيار الإسلامي للحكم، ضربت فرحة غامرة بأطنابها الأنصار والمؤيدين..

وغادر “ايلا” البلاد عقب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في أبريل 2019م..

وشهد العام 2019 عزل رئيس الوزراء وقتها معتز موسى، وتعيَّين محمد طاهر ايلا، خلفاً له في خطوة لمواجهة الاحتجاجات التي عمّت البلاد وأدت لإسقاط نظام البشير..

واستقبل الآلاف من المناصرين د. إيلا الذي حطت طائرته بمطار بورتسودان- مسقط رأسه- ورفعوا ورددوا شعارات مؤيدة له..

وتابعت جموع غفيرة وفد بعضها من خارج ولاية البحر الأحمر، وقادة مدنيون وساسة منتمون لحزب المؤتمر الوطني (المحلول)، والحركة الإسلامية (المحلولة)، الخطاب الذي ألقاه إيلا عقب مغادرته المطار..

إيلا قال في كلمته أنه سيعمل على إرساء مبادئ التعايش في الولاية، وتنمية الإقليم الشرقي.

**مناصب

ولم تستبعد قيادات بقوى الحرية والتغيير، تسمية “ايلا” في منصب رفيع  استناداً على ما جرى من عمليات إطلاق سراح لقادة النظام المعزول، وإعادة مفصولين منهم إلى منظومة الخدمة المدنية”.

ورأى بعضهم أن استقبال ايلا تم عبر حشود مصنوعة تم تجييشها بالمال..

**مهام

وخلال لقائه قيادات مجتمع مدني بالجزيرة، وسنار، والبحر الأحمر، ونهر النيل، أعاد إيلا التأكيد بأنهم: “دعاة سلام، ووئام، واستقرار” وأن أولى مهامهم هي: “إصلاح ذات البين بين مكونات السودان”..

ومضت أعوامٍ وفترات عصيبة من التجريف، والفتن، والمشاكل، والمعاناة للبسطاء في كل ولايات السودان، وفتن واقتتال قبلي راح ضحيته العشرات يقول إيلا..

الهم الثاني للرجل هو السعي لرفع قيمة العمل، وتكريمه، ودفع الناس إليه ليجد المواطن السوداني الحياة الكريمة اللائقة في معيشته، وصحته، وتعليم أبنائه، واستقراره، وسلامه..

ورهن ايلا تحقيق استقرار البلاد، والأمن، والطمأنينة، بإعمال مبادئ العدالة، والوفاء بالعهود، وتطبيق الحكم الفيدرالي الحقيقي بحيث يحكم كل أهل منطقة أنفسهم وأهليهم بعدالة وحق..

ولذلك ينبغي- في نظره- تنفيذ الحكم الولائي العادل، وإتاحة الفرصة للناس في السلطة، ومواردهم المتاحة سواءً في التعدين، أو مصالح ومؤسسات حكومية، أو فيما هو متاح من عمل..

ودعا للتوحد والتعاون ونبذ الخلافات والعمل كيدٍ واحدة من أجل المصلحة العليا للبلاد..

**ترشيح

وأبدت قيادات بالجزيرة سعادتها بعودة إيلا للبلاد، ورأت فيه وطن وقامة، وسبيل للم شمل أهل السودان..

وأعلن قائد تحالف أحزاب وحركات شرق السودان؛ حزب مؤتمر البجا القومي، إدارة وحدة الكفاح المسلح، تأييده لايلا لما يتحلى به من صفات الصدق، وقوة القرار، وعدم المجاملة في الحق..

ورأت قيادات مجتمعية بولاية البحر الأحمر، في عودة إيلا، إرساء للسلم الاجتماعي الحقيقي، والتعايش السلمي..

وشهدت الولاية الساحلية شرقي البلاد؛ تنفيذ مشاريع في البنى التحتية على مستوى الطرق، والصحة، والتعليم لاسيما مشروع التعليم مقابل الغذاء الذي أسهم في زيادة أعداد الطلاب..

وتحدثت قيادات عن نسيج اجتماعي يجسد العدالة في توزيع السُلطة، والثروة في الولايات..

كما تحدثوا عن طرح إيلا رئيساً للجمهورية، قبل أن يؤكدوا استعدادهم لتكوين وحدة جديدة يتناسون فيها مرارات الماضي وصراعاته التي تسببت في الفُرقة.. ورأوا في عودته بداية النهاية لفتن أهل البحر الأحمر..

**تشكيل

وفي الأثناء، تثُار أحاديث، عن تشكيل حكومة كفاءات وطنية الأيام القادمة بناءً على رغبة المجتمع الدولي والإقليمي وبعض الفاعلين في الداخل.

 وقالت مصادر إنّ القيادات المرشحّة ليس لديها انتماء سياسي صارخ، وليس لديها مواقف مأزومة وبعيدة عن المحاصصة الحزبية.

 ولم تستبعد دوائر أخرى، تشكيل حكومة أمر واقع حال فشل القوى السياسية في التوافق على الحكومة المدنية..

**تعقيد

ويزداد المشهد السياسي في السودان تعقيداً يوما بعد يوم.. ويحتدم الصراع  بين العسكر ومناصريهم، في مقابل قوى ثورية وسياسية تقود حراكاً احتجاجياً لا ينقطع.

وفشلت القوى المدنية في تجاوز خلافات سياسية تعصف بوحدتها وإمكانية تشكيلها لحكومة توافقية تدير الحكم في الفترة الانتقالية..

ويبقى المشهد السوداني مفتوحاً على جميع الاحتمالات في ظل انسداد الأفق السياسي، وبُعدُ الشقة بين الفُرقاء السياسيين، وتمدد عراك إخوة الثورة..

Leave A Reply

Your email address will not be published.