الجزيرة وحملة التطعيم ضد كوفيد-19.. كلاكيت ثالث مرة

0 167

تقرير: راشد حامد عبدالله

جولة ثالثة للتطعيم ضد كوفيد- 19 تقول السلطات الصحية بولاية الجزيرة إنها لن تستثني أحداً جاوز الـ(18) فهي تريد الوصول بها لدرجة تمنيع جدار المقاومة ضد جائحة ما زالت موجودة ويترجح تمددها مع حلول فصل الشتاء..

وقالت وزارة الصحة بولاية الجزيرة، إن خمس حالات كورونا منومة بمركز عزل “النبت”؛ وثلاث حالات بالعزل المنزلي اثنتان منها بجنوب الجزيرة، والثالثة بالحصاحيصا..

وأعلنت عن (٢١٠٢) حالة اشتباه، و(١٠٨٢) حالة موجبة، مقابل (٩٢٠) سالبة، و(٢٦٢) وفاة، و(٩١٦) شفاء تراكمي خلال الفترة من ١-١٧ أكتوبر الجاري..

وتبقى الحملة القومية الكبرى المقرر انتظامها في الفترة من 22- 31 أكتوبر، مواجهة بجملة من التحديات أبرزها الوصول لما يزيد عن نصف مليون نسمة خلال عشرة أيام..

وتشكل موجات رفضٍ معلنة وخفية للتطعيم معوقاً أمام انسياب حركة التطعيم؛ فثمة قناعات سائدة بأن الكورونا خرافة، وصناعة غربية..

**مستهدفات الحملة

وتبرز الجزيرة بثقلها السكاني؛ كثاني أكبر ولايات البلاد من ناحية الأعداد المستهدفة بالتطعيم.. ففي حين تستهدف الخرطوم تطعيم 700 ألف نسمة، يتعين على الجزيرة تطعيم 554 ألف نسمة وفقاً لإدارة التحصين الموسع بالوزارة..  

ويُنتظر وفقاً للأستاذ كامل الفاضل مدير الإدارة، تنفيذ  الحملة، عبر 112 مركزاً ثابتاً، و354 مركزاً مؤقتاً، و153 مركزاً جوالاً، و2050 كادراً صحياً، بكلفة 600 مليون جنيه..

المخطط في الاستراتيجية تطعيم 80 شخصاً في المراكز الثابتة، و100 شخصٍ في المراكز المؤقتة، و120 شخصاً في المراكز الجوالة.. وذلك عبر فرق تضم: “مُطعم- مُسجل- حاشد- معالج آثار جانبية”..

يشارك أيضاً٩٠ من قادة المجتمع في الوحدات الإدارية، و١٩٩٣ إمام مسجد بجانب المايكرفون الجوال والإعلام القبلي..

موجات الرفض لتطعيم الكورونا تفرض على السلطات الصحية، البحث عن صبغة تلزم الجميع بتلقي اللقاح، فاستنصرت بالاتحادية لاستصدار خطابات للولاة بإلزام المواطنين، وربط المعاملات الرسمية بإبراز كرت التطعيم..

وتعول السلطات الصحية على لقاء التأييد والمناصرة مع الجهاز التنفيذي في مستواه الأعلى لتقنين هذا الإلزام وتعميمه على المؤسسات الحكومية، والجامعات..

ويعيد الفاضل التأكيد بوجود حالات كورونا بالولاية يترجح زيادتها بشكل كبير خلال فصل الشتاء ما يفرض ويحتم إخضاع الفئات السنية فوق الـ(18) للتطعيم دون استنثاء..

كامل الفاضل

وتخطط الولاية كما ألمح مدير التحصين الموسع إلى الوصول إلى نسبة 52% بنهاية هذا العام، والقفز بنسبة 20% التي حققتها الولاية، وولايات أخرى بالبلاد..

جولتان للتطعيم ضد كوفيد- 19 ستنفذان خلال نوفمبر وديسمبر وتستهدفان 800 ألف نسمة وصولاً لاستئصال الكورونا.. وستستمر الحملات خلال العام 2023م..

ما قبل الحملة؛ يخضع المشاركون للتدريب وفق استراتيجيات مرسومة بعناية لتغطية الفرق الثابتة، والمؤقتة، والجوالة، والمُطعِمين، والحاشدين، والأطباء المعالجين لاحتواء أي آثار جانبية محتملة للتطعيم..

ومنذ مارس الماضي؛ لم تحدث أي آثار جانبية خطيرة يقول مدير التحصين الموسع بالولاية..

وتتحدث السلطات بالجزيرة عن انتفاء المحاذير السابقة بالنسبة للمرضعات والحوامل لجهة عدم وجود دراسات علمية- وقتها- تؤكد آثاره السالبة، كما لم يثبت عدم التضرر من خلط اللقاحات ما عدا: “سينوفارم”..

**عدم رضا

وفيما يلي منظمة الصحة العالمية وخبراءها، فإن وضع التطعيم ضد كوفيد- 19 بالجزيرة، غير مُرضٍ.. ورغم جهود برنامج التحصين الموسع، والوزارة، إلا أنه يتضح ضعف الرغبة في التطعيم..

ويعزو خبير المنظمة بالجزيرة د. أمير سيد أحمد إبراهيم نجاح حملات التطعيم بدول خارجية إلى ما فُرض من قوانين مُلزمة للمواطن، وإيقاع عقوبات صارمة بالمخالفين للاشتراطات الصحية..

د. أمير سيد أحمد إبراهيم

وفي المجتمعات السودانية؛ يبرز جلياً جانب الضعف في القوانين والتهاون في التعامل معها ما أفشل جهود القضاء على المرض، وفرض اللجوء لجولات إضافية في الجانب الوقائي..

ويرهن سيد أحمد نجاح الحملة بـ”إلزامية التطعيم لكل المستهدفين دون استثناء”، وتطبيق الموجهات الصادرة بشأن المعاملات الرسمية وتقييدها بالتطعيم..

ويرى في الإعلام والمجتمع عاملين أساسيين لإنجاح الخدمات الصحية في شقيها العلاجي، والوقائي؛ فالوقاية بالتطعيم ضد كوفيد- 19 يعتبر من أنجح البرامج التي ساعدت في خفض المرض، والوفيات في العام 2020م..

وفي ضوء المهمة غير السهلة للحملة في ثاني ولايات السودان اكتظاظاً بالسكان، يتطلب الوضع تنسيقاً محكماً ومستمراً فيما يلي تعزيز الصحة، وبرنامجاً مكثفاً لإيصال المعلومة..

**تداعيات الكورونا

وشكلت التداعيات الصحية للكورونا، واتساع دائرة الإصابة، ودخول مراكز العزل، ضغطاً على النظام الصحي، وضغوطاً أمنية، وسياسية، واقتصادية، واجتماعية..

ولم يكن هنالك حل أو مفر للأمر كما ذكر د. أسامة الفكي مدير عام الصحة، لكن ظهرت بارقة الأمل مع بداية الإجراءات الأولى للتطعيم.. ويرى في التحصين البرنامج الأساسي الذي قلب كل الموازين في الصحة..

د. أسامة الفكي

وأفرز الوضع العام للبلاد أعباءً اقتصادية كبيرة على المرضى وأسرهم.. ويبقى انتهاز الفرصة لإنجاح الحملات أساس وضرورة في نظر الفكي لكل الناس وليس الصحة فقط للخروج نهائياً من نفق الكورونا..

ويعتبر النهج الاجتماعي في السودان من أكبر عوامل انتشار مرض الكورونا. تقول السلطات الصحية بالجزيرة والتي فشلت الكثير من جهودها في إثناء المواطنين عن ترك التجمعات والاختلاط لتلجأ للتطعيم والتبصير بأهمية الحملات المعلنة..

ويؤكد مدير عام الصحة أن مراكز العزل ما زالت مفتوحة الأبواب لاستقبال الحالات رغم انحسارها الكبير بالتطعيم؛ حيث تقدم الخدمات للمرضى بكادرٍ متكاملٍ من اختصاصيين، وتمريض، وأطباء عموميين، وضباط صحة، وعمال أوكسجين..

يقول الفكي: “لم نصل مرحلة اختفاء الكورورنا” وأن فرق التقصي، والإحصائيات، وإدارة الطوارئ تعمل على المتابعة المستمرة.. وألمح إلى أن ثمة فئات متواجدة بالمنازل ترفض الوصول للمراكز ما يتطلب استهدافهم بمعززي الصحة..

وعبر الدراسات اتضح أثر التطعيم، وتراجع حدة المرض، ومدة الانتظار بالمراكز، والوفيات، ما يؤكد أن التحصين من أهم برامج الصحة ويفرض السعي لإنجاح الحملات، وتقوية النظام الصحي..

كورونا في أيامها الأولى أثرت حتى على التطعيم الروتيني؛ بإغلاق المراكز، وعدم وصول الجرعات، ليبدأ ظهور شلل الأطفال، إلا أن السلطات تداركت الموقف حتى تم إعلان خلو السودان من شلل الأطفال بشهادة الصحة العالمية..

**تجاوز التفشي

إدارة الرعاية الصحية الأساسية بالجزيرة، رأت أن الوضع بالولاية تجاوز مرحلة تفشي كوفيد 19، وانتفاء أي محاذير تمنع التطعيم..

د. رحاب الزين

وتتحدث مديرة الإدارة الدكتورة رحاب الزين عن حملة تطعيم تصاحبها حملة إعلامية شاملة عبر الأجهزة الإعلامية والإعلام الحديث ومنابر الجمعة وقادة المجتمع ولقاء المناصرة مع قيادة الولاية العليا.

**بيع الكروت

في وقت سابق؛ شهدت الجزيرة توسعاً في عمليات بيع كروت الكورنا بمبالغ وصلت إلى 120 ألف جنيه للكرت الواحد..

وتأسف خبير الصحة العالمية بالجزيرة لهذا السلوك الذي ينطوي على استغلال أي ثغرة واستخدامها على نطاق واسع بحيث يصبح لها تجار وسوق.. ورأى فيها شرخاً في البنية السلوكية..

الآن تشير السُلطات لاختلاف المفهوم من سفر إلى صحة، وإحكام لعمليات الإدخال في الكمبيوتر.. واتخاذ معالجات غير عادية، وطباعة كروت جديدة بأرقام متسلسلة تكون موجودة أيضاً في السجل الورقي.. كما تتم مراقبة مدخلي البيانات عبر رقم المستخدم الذي يتغير باستمرار..

التجاوزات في كروت الكورونا طالت مديري شؤون صحية بالمحليات دُونت في مواجهتهم بلاغات، وإيقاف من الخدمة..

ولا تتقيد دول بكرت الكورونا وتلجأ لأخذ عينات مباشرة من المسافرين ما قد يضعهم في مشكلة كبيرة حال افتضاح أمر عدم تطعيمهم وقد يكون سبباً إجراءات محاسبية تصل حد الخروج النهائي..

وقد جعلت هذه المعطيات الحرص على التطعيم أكبر من تزوير الأوراق..

أسماء محمد بابكر
Leave A Reply

Your email address will not be published.