السلاح الأبيض من مظهر اجتماعي إلى مهدد أمني خطير
استطلاع: أحمد آدم عبدالله
بالرغم من صدور مرسوم ينظم بيعها واستخدامها، ووضع عقوبات رادعة للمخالفين مدة لا تقل عن سنة وغرامة 200 ألف جنيه، إلا أن ظاهرة حمل السلاح الأبيض (السكين) وإخفاءها تحت الملابس، ما زالت منتشرة بصورة لافتة وخاصةً وسط الشباب، وبات حملها بهذا الشكل بمثابة تهديد أمني خطير مما نتج عنها ظواهر التعدي على المواطنين ونهب ممتلكاتهم.
أجرت “نيوستارت نيوز” استطلاعاً حول الظاهرة التي انتشرت في شوارعنا وتفاقمت بصورة مخيفة وسط الشباب في أحياء أم درمان التي تعج بمظاهر انتشار السلاح الأبيض بأنواعه بين المواطنين، حيث يستخدمها البعض إظهاراً لهيبته وظهورهِ بمظهر رجولي، والبعض الآخر يدافع بها، عن نفسه مع تصاعد وتيرة العنف في البلاد، وكثرة جرائم السرقة والنهب بأنواعها..
وقال فيصل عمر عثمان عامل بورشة 22 سنة إنه يحمل (السكين) معه دائماً عند ذهابه للعمل لأنه غالباً ما يعود للمنزل في ساعات متأخرة من الليل، وأضاف أنها فقط للحماية الشخصية..
و كشف محمد عباس (تنش) 23 سنة، أنه ترك تلك العادة بعض حادثة إصابته لأحد أصدقائه بجرح غائر في يده جراء خلاف بسيط وتافه لم يعد يتذكر تفاصيله هو نفسه.. وأضاف: كنا نحمل السكاكيين أنا ورفاقي بصورة ملفته للنظر لفرض هيبتنا وظهورنا بشكل رجولي أمام الآخرين..
ويضيف محمد مكاوي حامد 25 سنة طالب بجامعة أم درمان الأهلية، أنه ليس هنالك ما يدعوه لحمل السكين لأنه يتواجد وسط العاصمة وليس في المناطق المعزولة، واستشهد بمقولة “الشيطان مع السكين” وهي ممنوعة كذلك في حرم الجامعة التي يدرس بها..
من جانبها تحسرت (أم عمر) على ضياع شباب ابنها الذي يقضي عقوبة السجن لمدة 15 عاماً، بعد طعنه لأحد رفاقه بعد مناقشة حادة بينهم ما كلفه حياته..
يعد حمل السلاح الأبيض في أقاليم السودان المختلفة ثقافة، ومظهر اجتماعي مكملاً لهندام الرجل؛ ولكن تحول العادة من مظهر اجتماعي إلى مهدد أمني، يوجب تدخل السلطات وفرض هيبة القانون، ويرجع مختصون تنامي الظاهرة إلى الإحساس بفقدان الأمان، واصفين انتشارها بالظاهرة الأمنية الخطيرة لارتباطها بجرائم السرقة والنهب..
