جيل العطاء.. بروفيسور “أبوصباح” نائب مدير جامعة الجزيرة الأسبق

0 1٬394

بروفيسورالنور كمال الدين أبوصباح نائب مدير جامعة الجزيرة الأسبق

إبن خاله البرفيسور بشرى كان له الفضل في تغيیر مساره المهني

عاصر أشهر نُظار مدرسة حنتوب الثانویة

من زملائه البرفیسور إسماعیل حسن حسین مدیر جامعة الجزیرة الأسبق

ظل يشغل منصب رئيس تحرير مجلة الجزيرة للهندسة والعلوم التطبيقية لأکثر من عشرين عاماً

نائب لمدير الجامعة لأكثر من 10 سنوات

بقلم: يس الباقر

     عندما أنشئت جامعة الجزيرة منتصف السبعينات من القرن الماضي، استقطب لها القائمون بالأمر في ذلك الوقت خصوصاً مديرها البروفيسور محمد عبيد المبارك رحمه الله الكثير من الكفاءات العلمية والخبرات التي ساهمت فيما بعد في جعل الجامعة واحدة من الجامعات التي شقت طريقها للعالمية من خلال تميز طلابها باعتمادها علی منهج وطرق تدریس حدیثة میزتها عن بقیة الجامعات.. البروفيسور: النور كمال الدين أبوصباح واحد من أساتذة جامعة الجزيرة وكلية العلوم والتكنولوجيا، إلتحق بها في العام 1979م لينضم لمجموعة من أساتذة الكلية ضمن برنامج هندسة الأغذية. وتدرج البروفيسور: النور أبوصباح في أقسام وإدارات ولجان الكلية والجامعة المختلفة مساهماً مع بقیة زملائه فی وضع أسس علمیة ساهمت في رفعة الکلیة متدرجاً في سلمها الأکادیمی بهيئة التدريس فيها حتى وصل لمنصب نائب مدير الجامعة في العام 2002م، وقبل ذلك وفي بيئة دينية تعليمية تمتلئ بالجو الصوفي وخلاوي القرآن كان ميلاده ونشأته في هذه البيئة التي عرفت التعليم منذ بواكير القرن الماضي وذلك في العام 1903م بمدينة الهلالية وهي المدینة التي تقع في الضفة الشرقية للنيل الأزرق. ویوجد بالهلالية عدد من خلاوي ومشايخ الطرق الصوفية الدينية مثل الصادقاب– الشيخ الطيب المرين والطريقة السمانية، وخلوة الفكي أبوصباح، والشيخ أبوسقرة؛ وغيرهم من مشايخ الطرق الصوفية ومجموعة من القبائل التي تشكل مجتمع المدينة وتعيش في تجانس تام وفي هذه البيئة وهذه المدينة كان ميلاد البروفيسور: النور كمال الدين أبوصباح وهي المدينة التي شهدت بواكير قيام التعليم في الجزيرة لذا كانت نشأته وبداية تعليمه الأولي فيها.

بروفيسور النور كمال الدين

**المراحل الأولية:

      منتصف الأربعينات من القرن الماضي وتحديداً في 2/9/1944م كان ميلاده بمدينة الهلالية حيث درس مراحله الأولية بمدرسة الهلالية الأولية الغربية وهي من المدارس العريقة حيث أنشئت هذه المدرسة منذ بداية نشأة التعليم في السودان وذلك في العام 1903م حيث أعقب قيام المدرسة الغربية قيام مدرسة البنات في العام 1938م، وشهدت المنطقة قيام أول مدرسة متوسطة في العام 1956م، فكان المعلمون الذين يأتون للتدريس في مدارس الهلالية يجدون كل إحترام وتقدير من أهل المنطقة حيث كانوا يساهمون مع أهل المنطقة في حل قضاياهم الاجتماعیة والخدمیة. ووسط هذا الحراك المجتمعي وسط مجتمع ينشد التعليم إلتحق النور أبو صباح بالمرحلة الأولية في العام 1953م وتخرج فيها في العام 1957م وخلال هذه المرحلة الخصبة من عمره وكنشأة أبناء الجزيرة والمزارعين؛ فقد كان البروفيسور أبوصباح وهو في مراحله الأولية يساعد والده في الزراعة وكان توقيت إجازة المدارس يتزامن مع حلول فصل الخريف؛ حيث كانت تبدأ إجازات المدارس منذ شهر يوليو وحتى شهر أكتوبر فكانوا وهم في ذلك العمر يتناولون العصيدة ویأکلون المليل (الذرة الأخضر) والذرة المشوي ويشربون موية (الطملة) وهي مياه الأمطار المتجمعة؛ فكانت هذه المحطة تمثل لهم متعة وعناء وشقاوة أطفال وبحث عن الطبیعة والتربیة في الإعتماد علی النفس ومساعدة الآباء.

**في الذاكرة:

       ومنذ ظهور التعليم بمدينة الهلالية والتي مثّلت قبلة للكثيرين من رواد التعليم والمعلمين، فقد احتضنت الهلالية الكثير من الأساتذه الذين ساهموا في النهوض بالعملية التعليمية وتعليم أبناء وبنات المنطقة.. البروفيسور: النور أبو صباح يقول: إن مدارس الهلالية عمل بها العشرات من المعلمين من أبناء المنطقة ومن خارجها؛ إلا أنه لا يزال يذكر البعض منهم؛ فعلى سبيل المثال الأستاذ: مأمون نوري من القطينة وشقيقه كان يسكن معنا بالمنزل، ومن أشهر نظار المدرسة الأستاذ: عبد الله الفادني من رفاعة وابنه درس معنا بكلية الزراعة، والناظر التجاني عصملي رحمه الله من توتي، والشيخ داؤود الأزهري من رفاعة ودرست إبنه في قسم الأغذية بكلية الهندسة، والشيخ بله محمد الحسين، وهذا هو الشخص الذي حببني في الرياضيات، والشيخ إدريس الحبر من أوائل الذين درسوا في الهلالية، وشيخ الفادني نفسه درس في الهلالية.

   وعندما سألت بروفيسور: النور عن أبرز الذين درسوا في الهلالية توقف للحظات وخنقته العبره وسالت دموعه؛ ثم حدثني عن البروفيسور: بشرى الشيخ النور إبن خاله وكان يدرس أمامه بسنتين؛ یقول: تعاصرنا في كل مراحل التعليم فقد کان یسبقني بعامین وأصبح فيما بعد عميداً لكلية العلوم جامعة الخرطوم؛ وارتبطت حياتنا به، والبروفيسور الأمين دفع الله، والدكتور: كمال العمدة طبيب في ساهرون، وميرغني تاي السيد، أما أقدم أستاذ في جامعة الخرطوم الدكتور زكريا حاج علي أستاذ الفيزياء بجامعة الخرطوم، والهلالية بها مشاهير کثر مثل حسن أحمد يوسف تقلد منصب وزير بوزارة التربية والتعليم المركزية، والفريق يوسف أحمد يوسف وزير دولة بوزارة الدفاع، وأمين زيدان سكرتير في البرلمان.

**مرحلة مهمة:

     ولقلة المدارس في ذلك الوقت الذي أعقب دراسته الأولية التي درسها بالهلالية، كان لابد له من الإنتقال للمرحلة الوسطى في موقع آخر، وكان هذا الموقع لا يبعد كثيراً عن موطنه الهلالیة، ولا يختلف في اجتماعياته عن منطقته التي ولد وتربى ونشأ فيها، فكانت رفاعة مدينة العلم تلك المدينة التي يدين لها بالكثير من الفضل هي وجهته القادمة؛ حيث درس المرحلة المتوسطة بها في العام 1957م، وتخرج فيها في العام1961م. وكانت رفاعة المدينة عاصمة لمحافظة شرق الجزيرة؛ فهي عاصمة ممتدة لمحافظة شرق الجزیرة، وهي تستوعب کل طلاب المنطقة الذین یتنافسون للدخول لمدرستها. ومنطقة البطانة تمتد من الشبارقة وحتى العيلفون ومن حدود جنوب الخرطوم حتى حدود الإقليم الشرقي عند حدود القضارف، وفي رفاعة الوسطي التي كان بها 42 طالباً 14 منهم کانوا من الهلالية.. وفي رفاعة كانت لديه ذكريات جميلة. ويذكر أن طلاب الداخلية وأغلبهم من الهلالية عندما احتجوا على رداءة الخبز أن أستاذ الرياضيات وقتها غضب من طلاب الهلالية وقرر فصلهم؛ إلا أن ناظر المدرسة رفض ذلك وعاقبهم بالجلد.. يحكي أبوصباح أن أستاذ الرياضيات أیضا عاقبه بأربع جلدات بعد حصوله على 96 درجة في مادة الرياضيات.. وبعد أن راجع الأستاذ المسألة وقبلها كنت أقول لا يمكن أن أخطئ في المادة التي أحبها وجد الأستاذ أن حل المسألة هو نفس حلي  لها ومن ثم اعتذر لي. وبعد مرور عشرات السنوات وجدته فى إحدي الإجتماعات وقلت له يا أستاذ أنا طالبك أربع جلدات، ووجدته لا يتذكر هذا الموقف وبعد أن ذكرته ضحك وضحكت أنا وبالفعل رفاعة كانت مرحلة مهمة في حياتي.

**نظار حنتوب:

     ولما كانت حنتوب الثانوية هي طموح أغلب الطلاب في ذلك الوقت وفق التدرج التعليمي والمرحلي المهم في حياة كل طالب ينشد الدراسات الجامعية، فكان أن أهلته نتيجته التي حققها في المرحلة الوسطي بمدرسة رفاعة في أن تضعه ضمن طلاب مدرسة حنتوب الثانوية والتي دخلها في العام 1961م وتخرج فيها في العام 1964م؛ فهي المرحلة التي شهدت بداية نضوجه بخلاف أنها المدرسة الثانوية التي كانت تمتلئ بالنشاط الثقافي والرياضي والسياسي؛ فمدرسة حنتوب أسست على برنامج تعليمي وترفيهي دقيق، فالخروج من الداخلية للأهل کان لا یتم إلا بعد كل أسبوعين، وکان يوما الخميس والجمعة أيام برامج ترفيهية ورياضية؛ فملاعب كرة القدم والسلة والنشاط الثقافي يتم تنظيمه من قبل الداخليات كل يوم خميس لداخلية، والتنافس أشده بين الداخليات الشرقية والغربية، لذا لم يكن مستغرباً أن يحمل خريج حنتوب الكثير من الصفات وتصقل مواهبه المتنوعة، فالبروفيسور النور أبوصباح من الجيل الذي عايش أشهر نظار مدرسة حنتوب إبتداءً من أحمد محمد صالح وهاشم ضيف الله وبعض الأساتذة مثل الأستاذ أحمد نمر، والأستاذ مصطفى طيب الأسماء؛ وهو مفتش الداخلية. وكان لأي أستاذ من أساتذتها كنية يطلقونها عليه، ومن الطلاب الذين زاملوه في مدرسة حنتوب الثانوية البروفيسور: سيد محمد أحمد اختصاصي النساء والتوليد، وعميد كلية الطب الأسبق بجامعة الجزيرة، والدكتور: محمد بشارة (طبيب)، والشيخ مصطفى من رفاعة أصبح ضابطاً في الجيش، مصطفى محمد مصطفى– لعب لنادي المريخ العاصمي، والبروفيسور: إبراهيم النعمة – عميد كلية الصيدلة بجامعة الخرطوم، والنعمة – عميد كلية الهندسة بجامعة الخرطوم، والفريق عووضة – الناطق الرسمي السابق للقوات المسلحة، ومن بين المواقف يذكر أبوصباح أنه في آخر سنة له بحنتوب قرر أن يلتحق بمعهد المعلمين العالي ليوفر مصروفاً له يعينه على مساعدة أسرته، إلا أن خاله محمد التوم التجاني بعث له بتلغراف رفض له الإلتحاق بمعهد المعلمين العالي ووجهه بالتقديم لجامعة الخرطوم..

**أبناء دفعة:

        إن نسبته التي حققها في إمتحان الشهادة السودانية الثانوية والتي جلس لها بمدرسة حنتوب أهلته للقبول بجامعة الخرطوم والتي دخلها في العام 1964م وتخرج فيها في العام 1971م، فكانت كلية العلوم قسم الرياضيات ولمدة عامين هو المساق الذي قبل فيه. فبعد العامين إما أن يكمل الطالب الدراسة في هذا المساق أو يدرس الهندسة، فاختار الهندسة الكميائية.. وتصادف دفعتهم الدفعة الرابعة وكان عددهم (13) طالباً وكانوا قد دخلوا لجامعة الخرطوم (120) طالباً وفي السنة الأخيرة تمت تصفيتهم إلى (67) طالباً.. يقول: أبوصباح عندما قدمنا للهندسة فضّل ثلاثة من دفعتنا البقاء في قسم الرياضيات، وكانوا أميز أبناء دفعتهم وهم الدكتور: عادل نصر الدين من مدني كان أستاذاً في كلية العلوم، وصلاح الحاج من رفاعة الآن في وكالة ناسا، وصالح السنوسي في السعودية.. وعلمنا أنهم عندما امتحنوا أحرزوا القسم الأول ممتاز وتم استيعابهم مباشرة أساتذة في كلية العلوم وطلب منهم العميد الذهاب لروسيا للدراسات العليا ولكنهم رفضوا فاستوعبهم البروفيسور: دفع الله الترابي في كلية الهندسة. ومن الأقسام الأخرى كان معنا عمر يوسف محمد الأمين– درس هندسة مدنية، فحضرنا أحداث ثورة 1964م ونحن حديثي عهد بالجامعة، وکان الشهيد القرشي یسکن معنا في داخلية واحدة ومعرفتي به لم تكن بعد دخولي لجامعة الخرطوم، وكنت أعرفه قبل ذلك فابن خالي كان مع عمه في الدلنج، ومن المواقف التي لا زلت أذكرها أن الطالب منير الحكيم كان يحفز الطلاب ويبث فيهم الحماس. يقول لهم إن السلاح الذي يصوّبه العساكر على الطلاب (فشنك) فكل قادة الأحزاب كانوا معنا في ذلك الوقت مثل ربيع حسن أحمد- القیادی الإسلامي المعروف، وفضل الله محمد- الشاعر والصحفي المعروف، وعبد الباسط سبدرات، فهؤلاء جميعاً عاصرناهم..

 أما في قسم الهندسة الكيميائية والتي كان يطلق عليها طلاب الهندسة (آداب الهندسة) فقد كان معي البروفيسور: إسماعيل حسن حسين- مدير جامعة الجزيرة الأسبق، والبروفيسور عبد المتعال قريشاب– رئيس مجلس الجامعة السابق، وكان قد ذهب لإنجلترا، ومعنا شمو رحمه الله، ومحمد عبد الرافع وأغلبنا التحق بالتعليم العالي.

**جامعة الجزيرة:

      بعد التخرج من الجامعة مباشرة ذهب البروفيسور النور أبوصباح للحياة العملية ليمضي فيها ما يقارب سبع سنوات مهندساً بمؤسسة الإنتاج الصناعي قسم الهندسة الغذائية بالمقرن والتي كانت تضم عدداً من المصانع الغذائية وغيرها مثل مصانع المواد الغذائية والصابون والزيوت، وتدرب في مصانع السكر، وآخرعمل له في منظمومة عمله بمؤسسة الإنتاج الصناعي كان بمطاحن الغلال، وبعد سنتين من العمل بها تم منحه منحة دراسية فاختار معهد تكنولوجيا الغلال بسويسرا، إلا أنه اكتشف لاحقاً أن هذا المعهد يمنح درجة الدبلوم في تكنولوجيا الغلال؛ وهي أقل من الدرجة التي تحصل عليها في جامعة الخرطوم. وعندما ذهب لاستلام التذاكر نصحه ووجهه مدير المؤسسة مرتضى أبو القاسم بأن يختار جامعة لفبرة التكنولوجية بإنجلترا والتي ذهب إليها للدراسة في هندسة الإنتاج. وبعد أن أكمل الدراسة عاد للسودان وبعد العودة من إنجلترا طرح عليه ابن خاله بشرى الشيخ النور الإلتحاق بالجامعة الجديدة في مدني وهي: (جامعة الجزيرة) حيث أشار إلى أن نتيجته التي تحصل عليها في جامعة الخرطوم بجانب إحساسه بعدم تحمسه للعمل بمؤسسة الإنتاج الصناعي حيث طرح عليه مقابلة البروفيسور محمد عبيد المبارك مدير الجامعة رحمه الله والذي كان يتواجد في استراحة الجامعة في تلك الفترة بالخرطوم، فوافق البروفيسور محمد عبيد المبارك علي إلتحاقي بجامعة الجزيرة. وبعد فترة جاءني قبول في جامعة في إنجلترا للتحضير للدكتوراة في الهندسة الكيميائية إختارها لي البروفيسور فليب موصلي وهو أول عميد لكلية العلوم والتكنولوجيا وذلك في العام 1979م، وكان معي عبد المجيد عباس مهندس كيميائي، وسيرلانكي يحمل الجنسية الفرنسية اسمه سيري وردانا، لم يكن في ذلك الوقت بكلية العلوم والتكنولوجيا أقسام بل كانت منسقيات، فكان البروفيسور بشير الفاضل- عميداً للكلية، وعبد المتعال قريشاب- نائباً له، وعدد من المنسقيات فكان سيري وردانا – منسق السكر والأغذية، وإسماعيل أبو القاسم منسق الكيمياء، وعبد الرحيم ساتي منسق الإلكترونيات، وعبد العال قريشاب منسق الرياضيات، وعصام البوشي منسق– الرياضيات والحاسوب.

**إنشاء الأقسام:

      وفي نوفمبر من العام 1985م أصدر مجلس الأساتذة قراراً بإنشاء الأقسام؛ ولم يتم تغيير أي إسم من أسماء الأقسام عدا السكر والأغذية والذي أصبح علوم تكنولوجيا الأغذية. وكنت أول رئيس للقسم. يضم القسم طلاباً من كلية الزراعة تخصص علوم أغذية، وطلاب من كلية العلوم والتكنولوجيا تخصص تكنولوجيا الأغذية. عملت رئيساً للقسم لدورتين ثم انتخبت عميداً للكلية في يناير 1988م وحتى ديسمبر 1989م، وفي نفس العام حدثت مشكلة الإعتراف من المجلس الهندسي لخريجي الكلية وتم حل المشكلة وفق مسارين أولاً: مسار إداري قابلنا فيه رئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدي برفقة مدير الجامعة البروفيسور: ميرغني عبد العال حمور رحمهم الله واستحدث كادر بهيكل الخدمة المدنية لخريجي كلية العلوم والتكنولوجيا جامعة الجزيرة في نفس كادر خريجي كلية الهندسة جامعة الخرطوم.

المسار الثاني كان الأفضل وهو تفاهمنا مع المجلس الهندسي واتفقنا على إجراء تعديلات بسيطة جداً على مناهج الكلية في أقصي حد لها كانت 7% وتم الإعتراف بخريج الكلية لمهندس تكنولوجي، وأيضاً سكن هذا الإسم في هيكل المجلس الهندسي موازٍ للمهندس العلمي.. ومن المواقف یذکر أبوصباح أنه كان في كورس إدارة صناعة ويفترض أن يحضر البروفيسور أرني من إنجلترا ليدرس هذا الكورس وتأخر عن الحضور وكانت الدفعة على وشك التخرج ويرتبط تخريجها بدراسة هذا الكورس قمت بتدريس هذا الكورس لطلاب الهندسة الدفعة الأولى، ومن ثم طلاب الإقتصاد من الدفعة الأولی وحتى الدفعة 13 وهذا الكورس جعلني أقوم بالتدريس في السعودية واليمن والأردن.

**تدرج وظيفي:

      في العام 1991م أعفيت من عمادة الكلية وفي العام 1993م، عينت وكيلاً للجامعة وتقريباً أول من تولى منصب وكيل للجامعة لمدة (5) سنوات حتى العام 1998م لأنه قبل ذلك كان يشغل هذا المنصب بمنصب الأمين العام.. ومن أهم الأشياء التي أجريت في هذه الفترة لا مركزية الميزانية، واتبعتنا كل الجامعات، ووضعنا عدداً من اللوائح منها لائحة ترقيات الموظفين، ولائحة العمل الإضافي، ولائحة العبء الأكاديمي، ولائحة العبء الإداري لأعضاء هيئة التدريس، وصندوق دعم الأساتذة والتي كانت أهم إنجازاته هو اتفاق التأمين الصحي مع شركة شيكان لعلاج الأساتذة وأسرهم.. في العام 1998م عدت لمنصب عميد  الكلية لأن عميد الكلية ابتعث لبعثة خارجية وبقيت في موقع العميد والوكيل لمدة عام وفي تلك الفترة غيرنا مسمى الكلية من كلية العلوم والتكنولوجيا إلى هندسة وتكنولوجيا.

**نائب المدير:

     ويسترسل البروفيسور النور أبوصباح في سرد حياته العامرة بالإنجازات العلمية والإدارية والتي حملت الكثير من التحولات، وسير الكليات الأكاديمي وخاصة كلية العلوم والتكنولوجيا. يقول: من الكلية عدت هذه المرة لمنصب نائب مدير الجامعة في العام 2002م، وحتى العام 2012م وفي هذه الفترة تمت إعادة إتحاد طلاب جامعة الجزيرة وذلك في العام 2005م بعد توقفه منذ العام 1994م، ونشطنا عمل المجالس الإدارية وطوال هذه الفترة التي تنقلت فيها في مواقع إدارية لم أترك التدريس ولا البحث العلمي ولا الإشراف على طلاب الدراسات العليا..

    ورغم تواجده شبه المستمر في العمل الإداري إلا أن ذلك لم يمنعه من نشاطه الأكاديمي والمهني. یقول: كنت منذ 1990م وحتى 2020م مؤسساً ورئيساً لمجلة الجزيرة للهندسة والعلوم التطبيقية، وبالتالي كانت لديه الكثير من المنشورات، وأكثر من رسالة ماجستير، وأكثر من ثلاثة رسائل دكتوراه؛ كل ذلك رقم العمل الإداري. عمل في وظيفة محاضر في 1983م، ووظيفة بروفيسور مشارك منذ العام 1986م، حصل علی درجة البروفيسور في العام2006م رغم أن كل شروط الترقية كانت متوفرة إلا أن مشاغل العمل أخذت منه الكثير ورغم ذلك ظللت محتفظاً بعدد من اللجان المهمة مثل لجنة الدراسات الجامعية من 2012م وحتى الآن. عضو اللجنة العلمية من العام 1996م وحتى الآن. لجنة الترقيات من العام 1993م وحتى الآن. لجنة حقوق وواجبات ومحاسبة أعضاء هيئة التدريس منذ العام 1988م برئاستي وعضوية البروفيسور مدثر على أحمد، والبروفيسور: عثمان خلف الله وآخرين فهذه اللجنة وضعت حقوق أعضاء هيئة التدريس وهي سابقة للائحة الوزارة التي أصدرتها في العام 1995م. . يقول بروفيسور النور أبوصباح عاصرت كل مديري الجامعة في وظيفة إدارية ما عدا فترة بروفيسور محمد السنوسي.

**أسرته:

        البروفيسور النور أبوصباح متزوج من إبنة خاله ولديه (5) أبناء ولدين وثلاثة بنات وهم: محمد.. تخرج في كلية الطب، وآلاء.. تخرجت في كلية هندسة الحاسوب وعملت بالمعلوماتية والآن تقيم بإنجلترا مع زوجها، دار السلام.. خريجة كلية الطب تزوجت وتقيم مع زوجها في السعودية وهو طبيب، ولاء.. تخرجت في كلية الجزيرة للعلوم الطبية والتكنولوجيا في برنامج الطب، وكمال الدين.. يدرس صيدلة في الكلية العالمية.

 ومن الطلاب الذين عاصرهم في كلية الهندسة دكتور: بلة عبد الله فى الجامعة الوطنية، والمليح في مستشفى الذرة، وعبد الحفيظ وصل لمنصب مدير هيئة الجمارك ود.جلال وكيل كلية الجزيرة، وغيرهم كثر من من يعملون بالوزارات والجامعات. .

بروفيسور النور
Leave A Reply

Your email address will not be published.