👌🏿حبة سايكو👍🏾.. (دعوها فإنها منتنة -٢)

0 67

د/ زكريا صالح
🌹🌹🌹🌹🌹

من المعلوم من الدين بالضرورة أن الاسلام نهى عن الدعوة للقبلية والجهوية لانها تقسم الناس وتفرقهم وتجعل الشحناء والبغضاء في النفوس..

والله سبحانه وتعالى خلق الناس سواسية وكرم الانسان حياً وميتاً وأرسل الرسل للهداية والإصلاح ومكارم الأخلاق.

والمتوقف عند السيرة النبوية والمتأمل في الهجرة ودولة المدينة يجدها تجسد معاني الوحدة والإصلاح وأسس المواطنة والعدل والمساواة ومبادئ الحقوق والواجبات دون تمييز على مستوى العرق أو اللون أو الجنس، ولذلك كانت دولة المدينة نموذج للتعايش السلمي والبناء الإجتماعي.

  قال تعالي: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).

أي أن الناس أجمعين يتساوون في أصل الخلق فهم من آدم وحواء ولا تفاضل بينهم في النسب، ونجد أن التزاوج والتناسل هو الذي شكل الشعوب والقبائل باختلافهم من أجل غاية وهي التعارف وليس الاستعلاء العرقي وإن معيار الأفضلية هو التقوى.

وفي حجة الوداع وضع النبي (صلى الله عليه وسلم) أول دستور وقانون عالمي لحقوق الانسان حيث قال:(يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ وان أباكم واحد، ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُمْ).

وقد حذر النبي (صلى الله عليه وسلم) من سلوكيات الجاهلية فقال: (إنَّ اللهَ قد أذهب عنكم عُبِّيَّةَ الجاهليةِ وفخرَها بالآباءِ؛ مؤمنٌ تقيٌّ؛ وفاجرٌ شقيٌّ؛ أنتم بنو آدمَ؛ وآدم من تراب؛ لَيَدَعَنَّ رجالٌ فخرَهم بأقوامٍ؛ إنما هم فحمٌ من فحْمِ جهنمَ، أو لَيكونُنَّ أهونَ على اللهِ من الجِعْلَانِ التي تدفعُ بأنفْها النَّتِنَ). أي لا قيمة ولا الوزن لمن يتفاخر.

    صدق الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) حيث قال: (دَعُوها فإنَّها مُنتنةٌ)، فقمة الجهل والعار وأسوأ الأمراض الاجتماعية ممارسة التفاخر والاستعلاء العرقي بين الناس والإعانة والمشاركة في الظلم وتناسي حكمة الله تعالى الذي له في خلقه شؤون..

فالإختلاف شئ طبيعي وسُنة كونية وسر الحياة الإنسانية في التنوع ولو شاء الله لخلق الناس أمة واحدة من حيث اللون والشكل واللسان.

لذلك من الحكمة أن يعلم الفرد أنه لا يختار من يكون والي من ينتمي ولكنه عندما يكبر يستطيع أن يختار ويقرر من يكون وكيف يكون ويصير، لذلك اجعل لنفسك دستوراً في الحياة وعامل الناس كما تحب أن يعاملوك، ووازن بين ما تحب وتكره لنفسك وغيرك، وارتقي بالإحسان والإحساس..

أنشد على بن أبي طالب:
الناسُ مِن جِهَةِ التِمثالِ اَكفاءُ
أَبوهُمُ آدَمُ وَالأُمُ حَوّاءُ
نَفسٌ كَنَفسٍ وَأَرواحٌ مُشاكَلَةٌ
وَأَعظُمٍ خُلِقَت فيها وَأَعضاءُ
وَإِنَّما أُمَّهاتُ الناسِ أَوعِيَةٌ
مُستَودِعاتٌ وَلِلأَحسابِ آباءُ
فَإِن يَكُن لَهُمُ مِن أَصلِهِم شَرَفٌ
يُفاخِرونَ بِهِ فَالطينُ وَالماءُ

(استشاري علم النفس العلاجي)

*zeekasalih@gmail.com*
*WhatsApp// 0913404646*

Leave A Reply

Your email address will not be published.