تربية الأبناء “أمانة”

0 205

أ. حسن عبدالرحيم عبدالله

إن أعظم ما أنعم الله به علينا؛ نعمة  الذُرِّية. وجاء في الأحاديث الشريفة عن تربية الأبناء ما ينبغي الوقوف عنده كثيراً، فهم أمانة، ومسؤولية عظيمة وجسيمة.

الأولاد في القرآن الكريم؛ زينة الحياة الدنيا، وفي سورة الكهف دلالة ذلك، يقول تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا).. صدق الله العظيم..

وهم مِنّة من الله، ونعمة تستحق الشكر والحمد، وهم مسؤولية عظيمة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ” متفق عليه.

وقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنَّ اللَّهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ ، حَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّعَ ، حَتَّى يَسْأَلَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ “فكيف هم أبناؤنا مع القرآن هل يقرؤونه ويفهمونه؟ فيجب علينا أن نعطي الأمر الاهتمام المطلوب.

والناظر اليوم لحال الأبناء يجد صعوبة كبيرة في السيطرة عليهم لماذا؟ لأننا نقوم بواجبنا من مأكل، وملبس، ونغفل عن ما هو أهم التربية، والتأديب، والتوجيه، والتعليم.

يجب أن نهتم بتربية الأبناء في زمن كثر فيه الفساد، وتنوعت فيه وسائل التأثير، وكَثُرَ الإهمال وعدم السؤال عنهم.

يجب أن نعمل بما جاء في كتاب الله وهو يحذرنا بأن نوقّي أهلينا النار بفتح  أبواب الخير، وتوجيههم، وتبيين الحق لهم، وفوائده، وأمرهم به، وتبيين الباطل وتحذيرهم منه، وتعريفهم بأحوال الإيمان وإلزامهم بأركان الإسلام، وأمرهم بالصلاة، وتعويدهم مخافة الله والالتجاء إليه، وغرس محبته وعظمته في قلوبهم.

يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ).. صدق الله العظيم.

كما يجب أن نغرس في قلوبهم محبة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وما جرى على يديه من الخير الوفير العميم العظيم لأمته.

وأن نُعلِّم أولادنا كذلك محاسن الأخلاق، والصدق في القول والعمل وذلك بالقدوة، وأن نعودهم على الإحسان إلى الخلق، ومحبة المومنين، وتشجيعهم على قراءة الكتب النافعة والبعد عن الضارة والهابطة والقنوات السيئة..

ويجب أن نحرص على تحذيرهم من الاعتداء والظلم، واختيارهم الرفقة الطيبة، والبعد عن قُرناء السوء،
وتعليمهم سير الحكماء، وأخلاق الأدباء، وأن نكون لهم كالطبيب الذي لا يعجل بالدواء حتى يعرف الداء.

وعلينا الدعوة لهم بالخير والفلاح والنجاح؛ فدعوة الوالدين حريّ بها أن تستجاب.

إن اولادكم أعظم أمانة لديكم فاتقوا الله فيهم، أكثروا مصاحبتهم ومجالستهم ولا تتركوهم لغيركم، والنبي صلي الله عليه وسلم على كثرة مشغولياته فقد ثبت أنه كان يردف أبناء الصحابة، ويكثر من توصيتهم.

  ويأمرنا صلى الله عليه وسلم أن نوجههم بالرفق واللين لا بالشدة والعنف، والقدوة والعمل قبل القول، وبالرحمة قبل العنف، وأن نستخدم وسائل التربية النبوية، وأن نعدل بينهم، ونوفر لهم وسائل وسبل الترفيه، وأن لا نُهمِل أوقات فراغهم..

وصيتي لكل الآباء والأمهات:

جنبوا أولادكم الخلافات العائلية، ولا تسرفوا عليهم في الأموال، ولا تحرموهم منها، علموهم آداب المجالس، والطريق وقيادة السيارت بطريقة صحيحة من غير طيش، والكف عن أذية المسلمين، وأن يهتموا بالنظام والبعد عن الفوضى، وأن يحرصوا على تنظيم أوقاتهم والحفاظ عليها.

دعوتك ربي أن ترزق كل محروم نعمة الأبناء، وأن تحفظ وتبارك في أبنائنا 🌹🌹🌹

أبو هدى
كليه التربية الحصاحيصا

Leave A Reply

Your email address will not be published.