المولد في ودمدني …ساحة ذكر تشتعل بإيقاع الطار وتشع بالأذكار.. وتضيء بالتهليل
فلاش وحكاية
بروفايل: الريح عصام جكسا
ساحة ميدان بانت التي يقام بها الاحتفال بمولد المصطفى كل عام؛ قدسية المكان التي تهفو إلى أن تهجع تحت ظلال الأذكار
الساحة التي تشكل مقصداً لإقام الذكر.
الناس زرافات ووحداناً نساءً ورجالاً، وأطفالاً.. يصخب سطح الأرض بالنوبات، ويمور الناس الذين ضاقت بهم الساحة على اتساعها (الأعمى شايل المكسر )..
تشكل ساحة المولد بميدان بانت “سوقاً ومزاراً للسائحين، ومقصداً لعاشقي النبي صلى الله عليه وسلم.

الباعة المتجولون يصطادون الزوار.. بعضهم يعرض صوراً (مبروزة) لشيوخ طرق صوفية، وآخرون يحملون مسابح وعطور، ومسك وعنبر.. بائعو عصائر ولعب أطفال.. سوق محضور ب(ستات الشاي) يتحلق حولهن الناس، وآخرون يستمتعون بالإيقاع الراقص لحلقة الذكر..
وفي حلقات الذكر المختصة في سجادة العركيين كان الدراويش يثيرون النقع، والمداح يعطرون المكان بالأذكار والأمداح..

أحد المداومين على زيارة المولد في مدينة ودمدني العم عطا الشاذلي السيد والذي يقول: تتجلى روعة المولد وروعة المشهد.. تبدأ الاحتفالات قبل موعدها بأسابيع وليالي..
الطرق الصوفية منهمكة بعمل الرايات وتجديدها، وكتابة اللافتات الجميلة والرسوم الرائعة، وأحياء تعد نفسها لعمل حلوى المولد..

عطا قال أول من صنع حلوى المولد هو العم عبد الخالق مكي ( القادم لود مدني من أسوان جنوب مصر )، وبعده ظهر آل هريدي ( بود أزرق ) وآل باردبس ( محمد السر ، عابدين ) وآل جنقول وآل التيجاني سعيد وآل ظاييطه وكل بيت في ود قيحة وحي النضيراب لا يخلو من حركة دؤوبة لصناعة حلوى المولد (هذا على سبيل المثال لا الحصر)..
وقد كان المولد في البداية بساحة مركز الشباب على طريق السكة حديد جوار نادي النجوم حالياً ثم انتقل لبانت في بداية السبعينيات.

المولد بمدني له طعم خاص؛ فمدني ملتقى للطرق الصوفية القادمة من جهات المناقل، وطيبة، وأبو حراز، وسنار، والجزيرة ممثلة في: القادرية، والعركيين، والسمانية، والمكاشفية، إضافة للطرق الصوفية التي وجدت أرضاً خصبة بمدني كالأحمدية، والختمية، وشيخ شاطوط، وعبد السيد، والبرهانية الدسوقية الشاذلي، والتيجانية والقادرية..
من جانبه فقد شهد دكتور عبدالله إدريس الكنين والي ولاية الجزيرة أمام مبنى رئاسة محلية مدني الكبرى زفة مولد المصطفى التي انطلقت الأربعاء الماضي، بحضور مدير تنفيذي محلية مدني الكبرى، ومشاركة رجالات الطرق الصوفية حيث خاطب والي الجزيرة زفة المولد مستعرضاً الدور المهم والفاعل للطرق الصوفية.
وقال إن للصوفية تاريخ عريق ومجيد، وهي درع وحامي للشباب من كافة مظاهر الغلو والتطرف، وأضاف: أن الإحتفال بالمولد النبوي الشريف مبني على التسامح والمحبة وإعلاء قيم الفضيلة والتلاحم بين كافة الطرق الصوفية.


