صلوات في هيكل المونديال
ب. إيهاب السر محمد الياس
في الوقت الذي يودع فيه الوطن العربي المونديال القطري بالدموع بعد أن عكست هذه الدولة العظيمة الوجه المشرق للحضارة العربية والاسلامية ولأول مرة يطأطئ الأجنبي راسه خجلاً منا؛ ولطالما عانينا نحن من صلفهم وغرورهم واستخفافهم بنا، أحد المشجعين الكروات كون اولتراس لانبهاره بالشطافة في الحمامات القطرية وعاد ليغرد في تويتر عن اكتشافه أهم الاكتشافات في حياته وطالب بتعميم الشطافة في كل أوربا ويعتقد أن عودته لإستخدام اوراق التوليت سيكون مؤلماً.
لأول مرة اكتشف بنو الأصفر أنهم يمكنهم العيش دون أن يعبث كحول الإيثانول بجهازهم العصبي وأكبادهم فانصرفوا لممارسة هواياتهم المحببة بأذهان وعقول صافية.
في الوقت الذي تعلمنا فيه الكثير من هذه الدولة عن المثابرة والإنجاز والطموح مما جعل دولاً كبيرة في الوطن العربى تنكس راسها خجلاً لهذه البنية التحتية وبناء الأوطان وافتخار الأمم.
في كل هذا الخضم تأتي الانباء من السودان بأن الهلال والمريخ يتشاكسان في أن يلعب المريخ مبارياته كما يسميه أحد الصحفين متهكماً زريبة العيش في وصفه لجوهرة الهلال أم لا؟ وذلك في دوري أبطال إفريقيا القادم..
هذه العقلية التي تتعامل بها فرق القمة في بلادنا عقلية لا تغيرها الدروس والعبر والمواقف والعالم يتقدم من حولنا ومن علمناهم كرة القدم سبقونا في التصنيف العالمي.
إذا لم تغير إرادتنا وجماهيرنا هذه المفاهيم الموروثة وهذه الأفكار الهدامة سنظل أبعد اناس عن الرقي والتحضر، وسنكون أبعد أناس عن منصات التتويج.
هذا الأمر ليس في كرة القدم وحدها بل في كل مناحي الحياة من تعليم وصحة وتجارة إذا لم نبارح هذه الأنا الزائفة الراكنة في دواخلنا وتعاملنا بحب واحترام مع بعضنا البعض ونعمل بروح الجماعة ونترك التحارب والتشتت والعصبيات سنكون دائرين في دائرة من الفراغ الخاسر الأول فيها هذا الوطن المتخم بالخيرات الضائعة بين سراب بقيعات، وهذه الطفولة البريئة التي تنتظر أن نترك لها إرثاً تفاخر به في السنوات القادمات
هذا مع حبي وتقديري..