احذروا شتاء “أول اكسيد الكربون”

بروفيسور: ايهاب السر محمد الياس
مع تباشير الشتاء الاستثنائي هذا العام تشهد التحولات المناخية العالمية مرحلة حرجة، ويئن كوكبنا المسكين من ضربات متلاحقة من الكوارث الطبيعية لا يعلم منتهاها إلا الخالق سبحانه وتعالى.
حملت لنا الأنباء أن مواطنة أمريكية لاقت حتفها بعد أن حاصرتها الثلوج داخل سيارتها في الولايات المتحدة الأمريكية، وتقطعت بها السبل، حيث لم تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليها إلا بعد فوات الأوان، ولكن الغريب أن تقرير وفاتها لم يكن بسبب تجمدها وتفجر أوعيتها الدموية، بل بسبب القاتل الصامت غاز أول اكسيد الكربون..
وعادة ما نحذر منه في هذا الشتاء حيث يفضل الجميع النوم في الأماكن المغلقة في هذا الشتاء القارس وإشعال الحطب والفحم الذي يولد هذا الغاز حال انعدام الأوكسجين، وهذا ما حدث بالضبط للمواطنة الأمريكية حيث تسلل غاز العادم إلى داخل سياراتها المغلقة مسبباً موتها دون أن تحس.
مشكلة هذا الغاز أنع يتسلل إلى داخل الجسد تسللاً ناعماً لا تكاد تحس به وله إلفة وحب للارتباط بكريات الدم الحمراء أكثر بمائة مرة من الأوكسجين، وكما نعلم أن الأوكسجين ينقل عبر هذه الكريات لكل خلايا الجسم بعد تكوينه معقد الاوكسي هيمغلوبين، وهنا يحدث التسمم بأول أكسيد الكربون الذي يكون قد سيطر على كل مواقع حمل الأوكسجين في كريات الدم الحمراء ويحدث الاختناق والموت البطيء لكل الخلايا.
نرجو في هذا الشتاء الاستثنائي تنبيه الأسر والأهل والأحباب لهذا السلوك القاتل الخاطئ، وعدم إشعال الحطب والفحم والدفايات التي تعمل بالفحم في الغرف المغلقة، وعدم إغلاق السيارت وتسخينها في الأماكن المغلقة والجراجات والتي تمكن هذا اللص القاتل من التسلل لرئتينا دون أن نحس..
حمى الله الجميع ولننعم بشتاء جميل مع الأهل والأحباب