وصولاً إلى أقل من (70) حالة
جامعة الجزيرة تتبنى مشروعاً قومياً لخفض وفيات الأمهات بنهاية 2030م
تقرير: راشد حامد عبدالله
يتبنى معهد الأمومة والطفولة الآمنة بجامعة الجزيرة، مشروعاً قومياً لخفض وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة بنسبة 50% بنهاية العام 2030م وصولاً إلى أقل من (70) وفاة بين الأمهات في كل مائة ألف ولادة حية، وأقل من (25) وفاة بين كل (1000) ولادة حية..
كان تحليل إحصائي للسجلات القومية الحيوية كما أوضحت نتائج البحوث العلمية لوفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة، والمسح المجتمعي، والتعداد السكاني، أظهر نسباً عالية جداً للوفيات..
“معدلات” كما ذكرت د. قمر بشرى نائبة عميدة معهد الأمومة والطفولة في الاجتماع الدوري لشركاء المعهد الذي التأم بمستشفى أم القرى التخصصي 16 فبراير الجاري، تمثل مرتبة عالية في القضايا التي تهم المجتمع، وأولويات الخدمات الصحية..
وبحسب مسودة المشروع، فقد طوّرت مبادرة جامعة الجزيرة، برنامجاً فريداً؛ هو الأول من نوعه في البلدان النامية مما أدى لانخفاضٍ كبير في معدل وفيات الأمهات والولدان..
وأعلنت موافقة المعهد على نقل تجربته إلى جميع الولايات كبرنامج قومي..
“قمر” قالت إن المشروع المقترح من قبل بروفيسور عمر أحمد ميرغني اختصاصي النساء والتوليد، يغطي محاور: “المستشفى، قابلة القرية، العناية قبل الوضع، التدريب، الموجهات والبروتوكولات العلاجية، الكتب، التثقيف الصحي، الإشراف، المتابعة، التقييم”..
ويتضمن البرنامج تأهيل المستشفيات الريفية، المتخصصة، والمرجعية، من مبانٍ، ومعدات لتقديم أفضل الخدمات الآمنة في متابعة الحمل، الولادة، النفاس، والعناية بالوليد الطبيعي وغير الطبيعي..
يشمل ذلك وحدة رعاية الأطفال حديثي الولادة، والتطعيم، الأجهزة والمعدات، محضر العمليات، التخدير الآمن، ونقل الدم الآمن، وتوظيف اختصاصيي نساء وتوليد، وأطفال في جميع المستشفيات الريفية، والإمداد المستمر بالأدوية الأساسية، والكوادر الطبية المدربة..
يضاف إلى ذلك توظيف قابلة قرية واحدة على الأقل في كل قرية أو كمبو، وتعيين جميع القابلات القرويات في وظائف حكومية دائمة مدفوعة الأجر، وتزويد القابلات بالبروتوكولات العلاجية، ومراجعة وتطوير مناهج القابلات الأساسية، وتأهيل مدارس القابلات وزيادة عدد الدارسات بها، وإنشاء مدارس جديدة، وزيادة..
وتنظيم دورات تدريبية أثناء الخدمة للقابلات في مجال التوليد، وإنعاش الوليد؛ فيجب أن تحصل كل قابلة على تدريب مناسب في دواء الإحالة، وتزويدها بكتبٍ متضمنة دواعي الإحالة..
وتعتبر الرعاية أثناء الحمل من الاستراتيجيات التي أثبتت فاعليتها في تقليل معدل وفيات الأمهات، وتحسين صحة الأم والطفل بشكل عام، كما أن بناء القدرات في التعليم الطبي المستمر يشكلان أمرين حيويين للبرنامج..
وينبغي التركيز وفقاً لمسودة المشروع التركيز على التدريب القائم على الكفاءة في جميع الأطر الصحية المشاركة بشكل مباشر أو غير مباشر في رعاية النساء وأطفالهن خاصة الأطفال، والقابلات لتحسين جودة رعاية الأمهات وأطفالهن..
وتقرر خلال اجتماع شركاء معهد الأمومة والطفولة الآمنة تكليف المعهد بعقد ورشة عمل لمناقشة المشروع وتقييمه ودراسته على نحوٍ أعمق تمهيداً لعرضه على مجالس الجامعة، ووافق الاجتماع على مقترح تدريب مدربين عبر اختصاصيي النساء والتوليد..
** نسب وفاة عالية
تقارير سابقة أشارت إلى تعرض 23% من الأمهات بولاية الجزيرة للموت بسبب نزف ما بعد الولادة، حيث تم تسجيل (284) حالة وفاة بنهاية ديسمبر 2015م، واقع استدعى إطلاق مبادرة جامعة الجزيرة للأمومة والطفولة الآمنة في العام 2005م للعمل على خفض معدل الوفيات التي بلغت في تلك الفترة (469) حالة وفاة من بين كل مائة ألف ولادة حية.
وتأسست مبادرة جامعة الجزيرة للأمومة والطفولة الآمنة، على العمل على تحسين وضع المستشفيات الريفية، وتدريب القابلات تحت الخدمة لمقابلة الطوارئ المفاجأة أثناء الولادة ومن أهمها النزف حيث أن نسبة 80% من حالات الولادة تتم داخل المنازل.
**تدريب وتأهيل
وبحكم أن نزف ما بعد الولادة يعتبر السبب الأول لوفيات الأمهات، فقد تم- في وقت سابق- عقد ورشة علمية بكلية الطب جامعة الجزيرة، استهدفت تدريب الاختصاصيين والنواب في كيفية معالجة هذا النزف، بجانب تدريب (5) أطباء و (15) سستر وقابلة، ليكونوا نواة للتدريب بالمستشفيات الريفية بالمناقل، والحصاحيصا، ورفاعة، وأم القرى.
وأشرف على عمليات التدريب مختصون من أمريكا، وتنزانيا، ويوغندا، بجانب مشاركة استشاريين من السودان، وأمريكا، والمملكة المتحدة، وإيرلندا، وإدخال برنامج تدريبي عبر منظمة (جابايكو) يشمل (10) من اختصاصيي النساء والتوليد، و(10) سسترات من خريجي جامعة الجزيرة.
واعتبرت مقررة المبادرة وقتها- دكتورة سمية خلف الله عبدالرحيم، أن برامج التدريب عبر مبادرة الأمومة والطفولة الآمنة هي نهج مستمر من المقرر أن يشمل مدربين من الجامعات، ومدارس القابلات بما يعزز جهود تقليل وفيات الأمهات بسبب حالات النزف بعد الولادة.
وخضعت نحو (897) قابلة للتدريب في وقت سابق ضمن برامج مبادرة الأمومة والطفولة الآمنة، كما ستخضع مائة قابلة للتدريب عبر الجمعية الطبية السودانية الأمريكية، وجامعة كوبنهاجن.
**إسهام علمي
وشاركت الجمعية الطبية السودانية الأمريكية لاختصاصيي النساء والتوليد في أعمال الورشة، حيث اعتبر ممثل الجمعية د. محمد عبد الرحيم يوسف، أن مشروع محاربة النزف ما بعد الولادة هو مشروع طوعي خيري يهدف لتقليل حالات الوفاة وسط الأمهات، حيث سبق وأن حقق البرنامج نجاحات كبيرة في أمريكا الجنوبية، وإفريقيا، وآسيا.
ويجري تنفيذ هذه البرامج عبر التدريب، وتبادل الخبرات، وإقامة الورش، والسمنارات على مستوى الاستشاريين، والاختصاصيين، والنواب، والعموميين، والعاملين بالرعاية الصحية للأم، ويشمل البرنامج تدريب القابلات، وتقديم المساعدات الإنسانية لهن تعزيزاً لدورهن في هذا المجال.
وأعلنت إدارة الجامعة- وقتها- فتح ملف العلاقات بين الجامعات السودانية والأمريكية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، حيث تواصل مسؤول هذا الملف بالسفارة السودانية بواشنطن مع إدارة الجامعة في هذا الشأن.
وتتطلب النسبة العالية لوفيات الأمهات بسبب نزف ما بعد الولادة، تعاون كافة الجهات للعمل على خفض معدل الوفيات، وأمراض الأمهات والولدان.
وانطلقت مبادرة الأمومة والطفولة الآمنة، من استراتيجية الجامعة في الانفتاح على المجتمع، ومثّل المعدل العالي لوفيات الأمات بالسودان مشكلة كبيرة من واقع أن هيئة الصحة العالمية تعتبر هذه المؤشرات هي المقياس لتطور الأم.
**صحة الأم والطفل
وانعقد اجتماع شركاء معهد الأمومة والطفولة رقم (28-1\2023) بمستشفى أم القرى التخصصي تحت شعار: “تضافر الجهود لخفض وفيات الأمهات والأطفال”..
يأتي ذلك بعد توقف دام ثلاث سنوات، حيث انعقد الاجتماع رقم (27-2018) بمستشفى العزازي بمحلية القرشي في 19 أبريل بحضور كبير للقابلات، والشعبيين، وأهل المنطقة..
وشهد الاجتماع الدفع بمقترح تحويل مبادرة الأمومة والطفولة الآمنة إلى مركز مواصلة لرؤيتها ورسالتها في تنمية وتطوير المجتمع من خلال استدامة الصحة الشاملة، والارتقاء بصحة الأم والطفل، وخفض معدلات وفيات وإمراضيات الأمهات..
والارتقاء بصحة الأم والطفل من خلال البحث العلمي، والتدريب، والتأهيل، وتعزيز الشراكة مع وزارة الصحة، والجهات ذات الصلة بهدف رفع كفاءة خدمات الأمومة والطفولة (قبل، أثناء، بعد) الولادة..
بالإضافة لرفع كفاءة خدمات صحة الأطفال تحت سن الخامسة وذلك على مستوى الأسرة، وقابلة القرية، والمستشفى الريفي، المرجعي، والتخصصي..
وأشارت د. سمية خلف الله العميدة الحالية لمعهد الأمومة في استعراضها مخرجات اجتماع مستشفى العزازي، إلى وجود (57) اختصاصي نساء وتوليد بالولاية يغطون (35) مستشفى تمثل 50% من مستشفيات الولاية.. وتقدم نحو (70) مؤسسة بالولاية خدمات التوليد..
** مقارنات
وفي العام 2017م، تم تسجيل (77) وفاة بمعدل (122) وفاة بين كل مائة ألف ولادة حية.. وارتفعت الحالات في 2018م إلى (109) وفاة بمعدل (105) وفاة بين كل مائة ألف ولادة حية..
وتم تسجيل (110) وفاة في العام 2019م، بمعدل (227) وفاة بين كل مائة ألف ولادة حية، و(102) وفاة في 2021م بمعدل (128) وفاة بين كل مائة ألف ولادة حية، و(110) وفاة في العام 2022م، بمعدل (22) وفاة بين كل مائة ألف ولادة حية..
وأشار التقرير لزيادة في الوفيات الناجمة عن الإجهاض في العام 2022م.. ولفتت مسؤولة بالصحة الإنجابية بالوزارة الولائية إلى أن هنالك وفيات مسكوت؛ وغير مُبلغ عنها.
وفي المقابل تم تسجيل (242) حالة وفاة بين الأطفال حديثي الولادة في العام 2022م، بمعدل (24) وفاة في كل (1000) ولادة..
