جيل العطاء.. “كمال يس” أول رئيس لإتحاد طلاب جامعة الجزيرة

0 1٬066

(سلسلة توثيق رموز جامعة الجزيرة)

لهذا السبب فضل الدراسة بجامعة الجزيرة على الخرطوم

هذه تفاصيل أول يوم لي بعاصمة الجزيرة

الدراسة بجامعة الجزيرة إنطلقت يوم الأحد 30 سبتمبر 1978م

هؤلاء كانوا ضمن أول مجلس لاتحاد طلاب جامعة الجزيرة

جامعة الجزيرة ساعدتنا طلاباً وخريجيين

بقلم: يس الباقر

   بذات الطریقة التي قامت بها جامعة الجزیرة عند بداية إنشائها، کان من بين طلاب دفعتها الأولی من هم علی قدر التحدي ومقارعة الواقع الذي عایشوه منذ البدایات فکان الطموح كشموخ الجبال وعلو السحاب وهمة الشباب من أجل تحقیق مکاسب الطلاب وتحقيق طموحاتهم وآمالهم.. طالب الدفعة الأُولى بكلية الزراعة وقتها: کمال الدین محمد یس کان واحداً من طلاب هذا الجیل وهذه الدفعة، کانت له بصماته الواضحة التي لا تخفی حینما رمی بمبادرته لقيام أول إتحاد طلاب لجامعة الجزيرة، وكان عمر الجامعة وقتها لايتعدى الأسبوعين؛ فسار من بعده کل طلاب الدفعة الأولى وتحركوا من أجل قیام الإتحاد الذي يخصهم وذلك حینما تقدم بمقترح لقیام إتحاد طلاب الجامعة والذي أصبح واقعاً ماثلاً لیصبح بعد ذلك أول رئیس لاتحاد طلاب جامعة الجزیرة.. وقاد الإتحاد بعد تكوينه الكثير من المبادرات وتصدى للعديد من القضايا الطلابية مع إدارة الجامعة التي رحبت به وقتها بإعتباره أحد أجسام الجامعة والمتحدث بإسم طلابها.

كمال يس

  **المولد والنشأة:

   في سبتمبر من العام 1958م كان ميلاده بولاية نهر النيل منطقة حجر العسل، وهي المنطقة التي تقع جنوب شندي على بعد 96 كيلومتراً من الخرطوم بحري شمال الخرطوم، وهي المنطقة الفاصلة بين ولاية نهر النيل من الناحية الجنوبية مع ولاية الخرطوم، وهي أيضاً منطقة سكنية تطل على نهر النيل وتوجد بها مسافة تبلغ حوالي 2 كيلومتر تفصل بين المنطقة ونهر النيل عبارة عن أراضٍ زراعية، فوالده من أعيان المنطقة يمتهن زراعة البصل والفول والخضروات وأيضاً يمتهن تربية المواشي، وفي هذه البيئة الزراعية الرعوية نشأ السيد: كمال الدين محمد يس ومنذ نشأته كان يساعد والده في الزراعة وتربية الماشية ولقيط البصل ويعمل فى كل مايدر له مال في الزراعة.. يقول السيد: كمال الدين محمد يس: منذ أن تفتحت أعيننا في هذه المنطقة وجدناها منطقة علم فالوالده من خلفاء الختمية وجده إمام الأعياد وكان يؤم الناس في الأعياد، كان معلماً للقرآن في خلوة الكرار صالح بدر وكاتباً للعمدة وفي ذلك الوقت كان التعليم قليل جداً، فوجد من أهل والده عدد من الذين إلتحقوا بمجال التعليم مثل البروفيسور:عثمان المكي وكان أول الشهادة السودانية في العام 1962م، وأستاذ الرياضيات بجامعة الخرطوم والدكتور: عوض خليفة وآخرين مما حفزه ذلك للمضي قدماً في التعليم..

**المرحلة الأولية:

   العام 1966م كان عام تاريخ إلتحاقه بالمدرسة الأولية بمنطقة حجر العسل وقبل إمتحانات المرحلة الوسطي جاء قرار تطبيق السلم التعليمي بالمدارس بالسودان في نظام مايو وتحولت المدارس من أولية إلى إبتدائي وأكملوا عامين آخرين، وفي حجر العسل الأولية درسوا على يد مجموعة من الأساتذة منهم الأستاذ: عبد الوهاب القاضي، والسرمحمد علي الشيخ، وعثمان علي قديم، وعمر فضل العاطي، وبشير إبراهيم، وكرار إبراهيم وكان ناظر المدرسة عبد الوهاب القاضي، وكان التعليم في ذلك الوقت هو تعليم بحق وحقيقية مهنية عالية وانضباط، فكان من الصعوبة أن تذهب لمناسبة أو للسوق أثناء اليوم الدراسي، فكانت هذه الأشياء محرمة فكان بالعصر منشط رياضي، وبالمساء مذاكرة وكانت بالرتينة.. إمتحن في العام 1970م بعد إضافة عامين، وكانت هذه الدفعة هي أول دفعة تمتحن من الصف السادس، وبعد نتيجة الإمتحان نجحت كل الدفعة من مدرسة حجر العسل والتي تأسست في العام 1948م وفي نفس الوقت كانت توجد في حجر العسل مدرسة إبتدائية بنات أيضاً.. وبعد شهادة الأساس تم توزيع الخمسة الأوائل من مدرسة حجر العسل إلى مدرسة الوادي السعيد الثانوية العامة الأهلية وهي تقع شمال حجر العسل ولاحقاً دخل جميع الطلاب الذين امتحنوا من حجر العسل وعددهم خمسة طلاب من الجامعات وهم: كمال الدين محمد يس، ويوسف علي العوض، ومحمد الأمين عبد القادر، ونور الدين عبد القادر، وكمال محجوب، وكان من أساتذة المدرسة محمد أحمد عبد العزيز مدير المدرسة وأستاذ الرياضيات، وصلاح محمد علي، وأحمد قمر، وسراج الكون عثمان، والطاهر علي معاذ، وعمر علي.

**التنافس الفطري:

  من الوادي السعيد إلتحق بمدرسة شندي الثانوية العليا في العام 1975م، ومن الذين زاملوه في مدرسة شندي الثانوية الفريق أول ركن: علي محمد سالم وتربطه به صلة قرابة، والفريق: حسن صالح عمر، ونور الدين عبد القادر، وعبد الرازق الجاك، وعوض محمد أحمد، وعبد العظيم صديق، ومن أشهر الأساتذة مدير المدرسة الأستاذ: المصري مصطفى سلمان كان إدارياً متميزاً، وعوض صالح الكرنكي، وأحمد الفكي في الكيمياء، وبشير عبد الله في العربي، وأحمد سلمان جغرافيا، وامتحن الشهادة السودانية في العام 1978م. وعلى حسب النتيجة التي حققها كان يمكن أن يتم قبوله بكلية البيطرة جامعة الخرطوم إلا أن نشأته الزراعية جعلته يفضل دراسة العلوم الزراعية بجامعة الجزيرة والتي كان لديه علم بإنشائها من خلال تواصله مع بعض أقربائه الموجودين بود مدني وولاية الجزيرة، لم يساوره شك في أن هذه الجامعة الوليدة يمكن أن تفشل لما تتميز به المنطقة التي أنشئت فيها وسط الجزيرة وفي باله لو فشلت أي كلية لا يمكن لكلية الزراعة أن تفشل، وكان على يقين بأن هذه الجامعة ستجد السند والدعم من أهل الجزيرة والدعم الذي وجدته كلية الزراعة بجامعة الجزيرة منذ مراحل تأسيسها من المؤسسسات الزراعية الموجودة بالولاية مثل مشروع الجزيرة ومؤسسة الرهد الزراعية وهيئة البحوث الزراعية ومواطن وحكومة الولاية والتنافس الفطري بين الجزيرة والخرطوم سيكون سبباً في نجاحها والجزيرة لم تغب عني فوجود بعض من أقاربي بود مدني وتشجيع والدي لي جعلني أوافق بدون تردد في التقديم لجامعة الجزيرة حيث حضرت لودمدني في 19 سبتمبر وحدد لفتح بالجامعة يوم  22 سبتمبر.

**الرحلة لمدني:

  يروي المهندس: كمال الدين محمد يس قصة حضوره لودمدني فيقول أنه ركب من حجر العسل البصات وكانت وقتها البصات التي تعمل في هذا الخط هي بصات البيدفورد تحرك من حجر العسل إلى الخرطوم وكانت تعريفة المواصلات في ذلك الوقت (10) قروش ما يعادل (ريال) ذهب للسوق الشعبي ولأول مرة أسافر لودمدني ولكنها لم تكن المرة الأولى التي سافر فيها للجزيرة حيث سبق أن سافر إلى الحصاحيصا بعربة خاصة وجد في السوق الشعبي بصات النيسان وكانت التذكرة من الخرطوم إلى ود مدني (45) قرشاً وكان موقف بصات مدني في السوق الصغير أو الجديد عند بعض سكان مدني وعندما سأل أصحاب التاكسي عن جامعة الجزيرة لم يعرفونه وحضر شخص وذكر له بأنه سوف يقوم بتوصيله وأخذ منه مبلغ 5 قروش وأوصله المعمل الطبي موقع كلية المختبرات الحالي باعتبارها أساس كلية طب ناصر وفي أثناء وقوفه بالمعمل الطبي حضر شقيقيه الأكبر طيار: علي يس وشاهده وهو يهم بالنزول من التاكسي واصطحبه معه وذكر له أن الجامعة تقع جنوباً تحرك معه للجامعة وقابل المشرفين وذكروا له أن الجامعة ستفتح يوم 22 سبتمبر. يقول: المهندس كمال يس وأنا طالع من الجامعة تعرفت على شاب وهذا الشاب إسمه محي الدين محمد علي المجذوب– تم قبوله بكلية الطب حضر أيضاً ليستفسر عن الجامعة وبداية الدراسة بها فرجعنا وذهبت لميز الطيارين ببانت مع شقيقي ووجدت في ميز الطيارين علي محمد عوض السيد والذي أصبح فيما بعد زميل دراسة من موظف بقسم المبيدات وأصبح زميل دراسات عليا وعيسى بشير الذي أصبح زميلاً في معمل المبيدات.

**الأيام الأولى:

   يقول السيد: كمال محمد يس عدت للجامعة يوم 22 سبتمبر 1978م ومن مدرسة شندي قابلت في جامعة الجزيرة عبد الرازق الجاك، وعوض محمد أحمد، وزهير حسين تم قبولهم بكلية العلوم والتكنولوجيا، جعفر حسن  ومحمد عثمان محمد توم هؤلاء كانوا يدرسون بكلية الطب قدموا إستقالاتهم وأكملوا تعليمهم خارج السودان، وكمال الدين محمد يس بكلية الزراعة فكانت كل غرفة تسع ثلاثة أشخاص وكنا جميعنا من شندي رغم اختلاف الكليات وتمددت العلاقات لاحقاً بيننا كطلاب في الداخلية وقاعات الدراسة فكنا 58 طالباً بكلية الزراعة وكانت كلية الزراعة تسمى الصين الشعبية لأن أكبر عدد من الطلاب تم قبوله فيها كانوا بكلية الزراعة والطب 42 طالباً والهندسة والتكنولوجيا 36 طالباً والإقتصاد 40 طالباً وتقريباً المجموع في حدود 208 طالباً وطالبة.

 وعندما حضرت كان توجد داخلية لاحقاً أطلق عليها داخلية خالد سُميت على فقيد كلية الطب الأخ خالد زين العابدين والطابق الأرضي منه عبارة عن سفرة بها تلفزيون وتربيزة بن بونق وكانت هنالك قاعة وهي القاعة الرئيسة وأرضاً المكتبة وهناك مبنى واحد به  4قاعات أرضية ومكاتب الأساتذة وطابق للمعامل.

انعقدت المعاينة وضمت ثلاثة أساتذة لم تكن أسئلة بقدر ما أنها كانت استفسارات بسيطة عن الرغبة للدراسة بالكلية وضمت اللجنة البروفيسور: حسين سليمان آدم، والبروفيسور: حسن الطيب الحاج.. الدراسة إنطلقت يوم 30 سبتمبر 1978م بعد أن كانت الجامعة قد منحت الطلاب أسبوعاً راحة ينتهي حتى يوم 29 سبتمير 1978م.

**العلاقات الطلابية:

   بعد مرور عدة أيام لإنطلاقة الدراسة بجامعة الجزيرة بدأت تتأطر العلاقات بين الطلاب من خلال تواجدهم في الجامعة ومشاركتهم في الكثير من الفعاليات الطلابية والوجبات بالسفرة والمعامل وفترات الراحة بين المحاضرات وبكل كليات الجامعة كان يوجد حوالي 20 بنتاً وكان يتم نقلهم ًبواسطة عربة (بورمل) تم إحضارها من عربات مؤتمر القمة الإفريقية وكنا حوالي  153 طالباً بالداخلية في مبنى واحد كنا نعرف بعضنا باستثناء 18 كانوا يسكنون في مبنى يتبع للشرطة بالقرب من إسطبل الخيل يقع جنوب كلية المختبرات الطبية فأصبح سكناً لهم وتكونت عمادة شؤون الطلاب وكان عميدها علي مهيد بانقا ومساعدين له محمد إبراهيم وجعفر وهاشم عثمان كانوا تحت إدارة شؤون الطلاب والدكتورة: نفيسة صبير والأستاذة: سعاد عبادي.

 ومن أوائل الذين درسونا البروفيسور: عصام عبد الرحمن البوشي، والبروفيسور: حسين سليمان آدم والبروفيسور: يوسف قمر محمد، والبروفيسور: يوسف محمد الطيب، والبروفيسور: جي أوبراين، والبروفيسور: عمر حسن جحا، والبروفيسور: عبد الله حسن الجاك، وأيضاً درسنا البروفيسور:محمد عبيد المبارك محاضرة عن النبات والبروفيسور:محمد إبراهيم خليل، وحضر خصيصاً من أميريكا لتدريسنا عدداً من المحاضرات، وفي أمريكا كان يدير مركزاً للبحوث يضم (20) بروفيسوراً وهو مصري والبروفيسور: مهدي بشير..

**نواة الإتحاد:

  في محاضرة علم الإجتماع وقبل بداية المحاضرة والتي صادفت يوم الأحد الساعة العاشرة وكانت المحاضرة لطلاب الأربع كليات في القاعة الرئيسة وذلك بعد بداية الدراسة بأسبوعين، ولوجود إستفسارات للكثير من الهواجس حول مستقبل هذه الجامعة الوليدة والتصدي لقضايا طلابها والتفكير في قيام جسم يعبر عن الطلاب وطرح قضاياهم إنتهز الطالب وقتها كمال الدين محمد يس فرصة وجود طلاب الكليات الأربع وقبل بدء المحاضرة إحتل المنبر وطرح عليهم ضرورة قيام إتحاد للطلاب صادف ذلك يوم 14 أكتوبر من العام 1978م ودعا لتكوين لجنة تمهيدية تشرف على تكوين الإتحاد لاحقاً ووجدت الفكرة الإستحسان من الطلاب، واختيار دستور يناسب الجامعة، وحُدد إجتماع تم فيه إختيار لجنة تمهيدية تضم كمال علي أحمد –رئيساً، وكمال الدين محمد يس– الأمين العام وعضوية آخرين، وعملت اللجنة على جمع عدة دساتير من جامعات مختلفة، وكان الخلاف حول طريقة التصويت هل هو إختيار حر مباشر أم تمثيل نسبي وأجمع الناس على أن تكون طريقة الإنتخاب عن طريق التصويت الحر المباشر، وتم الإتفاق على أن يكون أعضاء مجلس الإتحاد (20) عضواً بدلاً عن ما هو معمول به في الجامعات الأخرى (40) عضواً وتم فيه دمج بعض السكرتاريات التي توسعت أخيراً وتتبع السكرتارية الرياضية والثقافية للسكرتارية الإجتماعية ويتكون المكتب التنفيذي من سبعة أشخاص وكانت المرجعية في أي خلاف قانوني الرجوع إلى كتاب (الطريق للبرلمان) للزعيم: إسماعيل الأزهري وكان معمول بها حتى في إتحادات طلاب الإخوان المسلمين، وهذه المرجعية أُلغيت مؤخراً وتم إنتخاب أول إتحاد لطلاب جامعة الجزيرة في صيف 1979م، فتم رفع الأمر إلى عمادة شؤون الطلاب والتي أفادت بأنه سوف يرفع الأمر لإدارة الجامعة.. ولأول مرة تمت دعوتنا جميعاً كطلاب ليخاطبنا مدير الجامعة وفي ذلك الإجتماع بث مدير الجامعة همومه وهموم الجامعة كجامعة وليدة محتاجة للدعم وأنهم بدءوا مغازلة الكويت والإنجليز لأجل تقديم الدعم للجامعة، فرحب بفكرة تكوين الإتحاد بإعتباره جزء من أجسام الجامعة ويمكن أن يوظف لخدمة الجامعة والطلاب. ومنحنا الضوء الأخضر وكان ذلك بمثابة جواز مرور لبداية الشروع في تكوين الإتحاد..

وتحولت اللجنة التمهيدية إلى لجنة إنتخابات وأجريت الإنتخابات تحت إشراف عمادة شؤون الطلاب وكانت هنالك ثلاثة قوائم وهي رابطة الطلاب المستقلين التي أصبحت فيما بعد المؤتمر الوطني، ثم المؤتمر السوداني وكانت هنالك قائمة الجبهة الديمقراطية، وقائمة الجبهة الإسلامية، والطلاب المستقلين وكانت نتيجة الإنتخابات (14) مقعداً لرابطة الطلاب المستقلين و(6) مقاعد للجبهة الإسلامية القومية حدث لاحقاً بعض المشاكل وسط رابطة المستقلين بعد أن بدأت تنظر بعض التصنيفات تم حلها لاحقاً ثم تكون الإتحاد من: كمال الدين محمد يس – كلية الزراعة رئيساً للإتحاد، حمد النيل أحمد – كلية الزراعة الأمين العام، محمد أحمد علي – كلية الزراعة الشؤون الإجتماعية، مبارك يوسف أحمد عبد الوهاب- كلية الزراعة أمين المال، عبد الباقي عبد الله – الزراعة أمين الدار، وخليل إبراهيم محمد- كلية الطب العلاقات الخارجية، محمد علي يحى العباس – كلية الطب السكرتير الأكاديمي، محمد أحمد عبد القادر- كلية الطب السكرتارية الإجتماعية بينما دفع 6 من الأعضاء باستقالاتهم من أعضاء المجلس.. استمرت الدورة الأولي وكان مهمتها إرساء قواعد العمل الطلابي، وعكس دور الجامعة وسط مجتمع  ولاية الجزيرة، تأمين الحياة الأكاديمية للطلاب حيث كنا نخاف المجهول في الجامعة، المحافظة على حقوق الطلاب، وحيادية الجامعة كما كان سائداً في ذلك الوقت، حيث كانت الجامعة محرمة لغير الطلاب والعاملين بها.. وأعتقد أن هذا نجاح للإتحاد ودوره وكانت تجربة رشيدة.. كان ذلك والجامعة كانت تحت الإنشاء ومدة الإتحاد كانت عاماً واحداً، وكان يوجد نقص كبير.. جمعنا إحتياجات الجامعة في (28) نقطة ورفعناها لإدارة الجامعة وكانت الإمكانيات ضعيفة وكانت بعض الداخليات غير جاهزة لإستقبال الطلاب وارتفعت الداخليات بعد ذلك لثلاث داخليات وهي داخليات خالد وبركات وفلسطين.

ومن المشاكل التي واجهتهم في الفصل الدراسي الأول هي فصل عدد من الطلاب والسبب أن هؤلاء الطلاب لم يتمكنوا من الحصول على التقدير الذي يمكنهم من الإستمرار في الجامعة والجامعة أضربت وتم إعادة بعض الطلاب والفصل كان في الكليات الأربع وتفوق بعض الطلاب الذين تم فصلهم من الفصل الدراسي الأول بعد إعادتهم..

وقوف من اليمين
محمد علي يحيى العباس
خليل إبراهيم محمد
محمد أحمد عبد القادر
حمد النيل أحمد محمد
جلوس من اليمين
مبارك يوسف أحمد
محمد أحمد علي
كمال الدين محمد يسن
عبد الباقي عبدالله

 وفي العام 1981م تم إصلاح منظومة الطلاب المستقلين وتم توحيد التيارين وخاضوا إنتخابات حتى اجتازوا الإنتخابات بكاملها حتى العام 1983م، وفي العام 1983م والتي صادف إعلان حكومة نميري لقانون الشريعة الإسلامية فاز الطلاب الإسلاميين بالإنتخابات. وفي الفترة السابقة حدثت بعض الأخطاء  يقول كمال الدين محمد يس أن طول مدة الطلاب المستقلين أوجدت أخطاء وكذلك إعتمادهم على دعم الأشخاص وهذه الأخطاء منحت الأخوان فرصة للفوز بالإنتخابات حيث وجد تنظيمهم دعماً كبيراً.. وفي هذه الفترة التي أعقبت الإتحاد الأول للطلاب تولى أمر إتحاد طلاب الجامعة كل من: التاج محمد علي– كلية الإقتصاد دورة ونصف، طارق الشيخ دورتين ونصف، والرشيد الشيخ-كلية الطب دورة ومن الأخوان المسلمين كان سيف النصر حسين– كلية العلوم والتكنولوجيا أول رئيس من الجبهة الإسلامية القومية.

النصف الثاني من دورة 81/82
رئيس الاتحاد طارق الشيخ الطيب
كمال يس الأمين العام

من أكبر المهام التي قام بها الطلاب في العام 1982م وكان وقتها رئيس إتحاد الطلاب طارق الشيخ وكمال محمد يس الأمين العام ويقول أن التنظيمات خارج الجامعة لم تكن متواصلة معهم كتنظيمات ولكنها كانت متواصلة معهم كأفراد، وفي العام 1982م نظم إتحاد الطلاب مظاهرات في يومي 7-8 يناير بلافتات جابت شوارع مدينة ودمدني وشكل إستشهاد الشريف حسين الهندي في 9 يناير أكبر صدمة لهم.

**شكر وعرفان:

 إن دور جامعة الجزيرة معنا كطلاب لم يتوقف حتى بعد أن تخرجنا فيها فقد سخرت الجامعة كل ما تملك من علاقات في توظيف الخريجيين بالتنسيق مع بعض المؤسسات بالولاية وخارجها وكلية الزراعة لأنها جزء من رسالة الجامعة حتى يكون خريجوها معروفين للقطاع الزراعي قامت بتسهيل تعيين (10) طلاب من الخريجيين بمشروع الجزيرة و(5) خريجيين بمؤسسة الرهد الزراعية وتعيين بعض الطلاب بالشركة العربية والكويتية وفتح فرص لأربعة طلاب للدراسات العليا، وكنت واحداً من ضمن الذين وجدوا حظهم في فرص الدراسات العليا فتخرجت في العام 1987م وأيضاً تولى عميد الكلية البروفيسور: يوسف محمد الطيب تسهيل أمر تعييني بشركة بيطار، نلت ماجستير المبيدات تحت إشراف البروفيسور: نبيل حامد في العام 1992م وحتى العام 2007م توليت أمر إدارة الشركة قسم الكيماويات ثم شركة المستقبل، وشركة النيل الأزرق للسجائر لمدة 7سنوات و3 سنوات قضيتها بالشركة الشركة البريطانية الأمريكية والأن يعمل مستشاراً بشركة المستقبل الزراعية.

تخرجنا على يد الرئيس جعفر نميري وسلمنا البروفيسور محمد عبيد المبارك شهادة التخرج

**الأبناء:

 لديه من الأبناء لينا خريجة جامعة الجزيرة الدفعة 31 إقتصاد متزوجة وتسكن بالخرطوم، محمد فني ويعمل بشركة النيل الأزرق للسجائر، ومرتضى طبيب مختبرات يعمل بمدني، أحمد يدرس في كلية الطب بكلية ودمدني للعلوم الطبية والتكنولوجيا، وإسراء في العام الدراسي الأول بكلية طب الأسنان بجامعة الجزيرة..

Leave A Reply

Your email address will not be published.