جيل العطاء… الدكتور: خالد الطيب- الدفعة الأولی طب الجزيرة
(سلسلة توثيق رموز جامعة الجزيرة)
إستشاي طب وصحة الأطفال بمستشفى الأمين حامد للأطفال بأم درمان والأستاذ السابق بكلية الطب جامعة الجزيرة
البروفيسور: محمد عبيد كان يتابع تأسيس كليات ومباني الجامعة بدقة
البروفيسور: بشير حمد أجرى إصلاحاتٍ كبيرة على منهج كلية الطب
أساتذتنا كانوا أمام تحدي إنجاح الكلية
خريجو الدفعة الأولى ساهموا كثيراً في التعريف بكلية الطب
هذه شهادة البروفيسور داؤود مصطفى عند إمتحانه كورس الجهاز الباطني
صلاح طه وعوض محمد أحمد لعبا دوراً مهماً في قيام الكلية
هذا الطالب لعب دوراً مهماً في تعريف الكلية الملكية البريطانية بكلية الطب
بقلم: يس الباقر
بقدر المکانة التي کان یجدها الذین أسسوا کلیات جامعة الجزیرة بعد أن وظفوا كل خبراتهم العملية في تدريس الطلاب وتأهيلهم، فإن طلاب الدفعة الأولی بکلیة الطب جامعة الجزيرة لم يكونوا أقل من أساتذتهم، تزودوا منهم بالعلم والمعرفة، درسوا العلوم وفق منهج حديث لم یکن مُتعارف علیه في الجامعات الأخری التي سبقت قیام جامعة الجزیرة، ونقلته العشرات من كليات الطب السودانية، وكليات بالمحيطين العربي والأفريقي فيما بعد، فأدخلت کلیة الطب نظاماً حدیثا علی ید عمید الکلیة البروفیسور: بشیر حمد؛ فأدخلت برنامج دراسة الحالات الصحیة المجتمعية (الطب الذی یرتبط بالمجتمع)، والإقامة الريفية بالقرى ولا زال هذا البرنامج قائماً، والإلتصاق بالمريض منذ العام الدراسي الأول. ساهمت مستشفى ود مدني التعليمي بالمدينة مساهمة كبيرة وفتحت عنابرها وغرفها الجراحية للطلاب وكانت وقتها المستشفى التعليمي الوحيد الذي ساهم كثيراً في صقلهم وتدريبهم، وقدمت بعد تخرجهم كلية الطب أطباء مميزين بشهادة كل المؤسسات العلمية والبحثية التي نالوا منها الدراسات العليا فيما بعد..
الدكتور: خالد الطيب أحمد إستشاري طب وصحة الأطفال واحد من الذين درسوا ضمن طلاب الدفعة الأولى بكلية الطب جامعة الجزيرة، وكان من الأطباء المميزيين بمدينة ود مدني وكلية الطب جامعة الجزيرة التي عمل أستاذاً بها لسنوات عديدة قبل أن ينتقل للخرطوم للعمل بكلية الطب جامعة أم درمان الإسلامية ومستشفى الأمين.

**الميلاد والنشاة:
ولد الدكتور: خالد الطيب بعروس الرمال مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان في 28 مارس من العام 1959م، وبعدها وقبل أن يكمل ستة أشهرٍ من عمره، إنتقلت أُسرته إلى أم درمان التي عاش فيها طفولته ومراحل صباه. وفي العام 1966م إلتحق في بداية مشواره الدراسي بمدرسة الثورة الحارة الخامسة قبل أن يكتمل تشييد مباني مدرسة الثورة السادسة التي أكمل فيها دراسته الإبتدائية، وكانت دفعته في المراحل الأولية هي أول دفعة بمدرسة الحارة السادسة الأولية قبل أن يتحول نظام الدراسة إلى المرحلة الإبتدائية بعد تطبيق قرار السلم التعليمي الذي أصدرته حكومة الرئيس الراحل: جعفر محمد نميري في عهد وزير التربية والتعليم وقتها الدكتور: محي الدين صابر ومن زملائه في مدرسة الحارة السادسة دكتور: عثمان جابر- طبيب أسنان، المهندس: مجدي أبو القاسم مهندس كهرباء إلكترونيات، نال الدكتوارة في أمريكا، والمهندس: محمود أحمد المصطفى- درس هندسة كهرباء جامعة الخرطوم، وكان ناظر المدرسة الأستاذ: عثمان أحمد بلال أستاذ اللغة العربية والتربية الإسلامية، وكان هذا الأستاذ يقوم بتدريسهم يومياً حصة قرآن صباحية، فكان حريصاً جداً على تدريسهم لها في الصباح الباكر، وأيضاً من الذين درسوهم الأستاذ: حسن أبوسبيب السياسي المعروف بالحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل، والأستاذ: حسن حسين أستاذ الرياضيات، وكان هذا الأستاذ يقوم بتدريسهم حصة رياضيات يومية من الساعة 4 مساءً وحتى المغرب.
**تفاصيل أم درمانية:
بعد أن أكمل دراسته في مدرسة الحارة السادسة الإبتدائية والتي إمتحن منها الشهادة الإبتدائية في العام 1972م أهلته درجته التي حصل عليها للدخول لمدرسة أم درمان الأهلية وهي من المدارس العريقة وتقع بالقرب من منزل الزعيم الراحل: إسماعيل الأزهري وبالقرب منها أيضاً المدرسة الأميرية، وانتقلت معه لأم درمان الأهلية نفس المجموعة التي درست معه المرحلة الإبتدائية بمدرسة الحارة السادسة منهم الدكتور: حسن تاج الختم– إختصاصي الأطفال؛ درس بجامعة الجزيرة الدفعة الثانية..
ومن الذين درسوهم بمدرسة أم درمان الأهلية المتوسطة الأستاذ: إبراهيم التكينة وكان وقتها يحضر لنيل درجتي الماجستير والدكتوارة، وعربي حسن يوسف، وهو أيضاً كان يحضر لنيل درجتي الماجستير والدكتوارة. ومن الذين لا زال يحتفظ بهم في ذاكرته الأستاذ: عمر حلمي أبوسمرة رحمه الله أستاذ الرياضيات، وكان يحب الزمن والإنضباط منحهم 10 كراسات للواجب المنزلي وكان يتابع أحوال الطلاب بدقة متناهية..
والمدرسة الأهلية من المدارس العريقة وكان يرأس مجلس أُمناءها الراحل: إسماعيل الأزهري، وفي فترة من الفترات أرادت الحكومة التخلص منها فتصدى لهم خريجوها وعارضوا عملية بيعها أو تحويلها لأي غرض، ووقف العشرات من المحامين من خريجها ضد هذا القرار، ثم حضر كمال حمزة وشيدها بطابقين، وامتحن الدكتور: خالد الطيب للشهادة المتوسطة من مدرسة أم درمان الأهلية في العام 1975م.
**ذكريات الثانوية:
في العام 1975م إلتحق الدكتور: خالد الطيب بمدرسة محمد حسين الثانوية وكان ناظرها في ذلك الوقت “ونجت برسوم” وهو من أقباط المسالمة، وكان يعمل بمدرسة حنتوب الثانوية، جمع الناس وتحدث إليهم عن الإنضباط والنظام والمواعيد، وكان أول شخص يحضر بالمدرسة التي تتكون من طابقين وبها 6 أنهر. ومنذ دخولهم مدرسة محمد حسين كانت أُسرة محمد حسين تقوم بعمل إحتفالية سنوية يحضرها الأساتذة والطلاب ورموز المجتمع ومن ثم تكونت لاحقاً رابطة خريجي مدرسة محمد حسين الثانوية، والمدرسة ضمت أساتذة أفذاذاً منهم على سبيل المثال: أستاذ الشايقي الذي حقق درجة عالية كان يمكن أن يدرس حسب رغبته ولكنه درس كلية التربية، والأستاذ: الأمين محمد الأمين، والأستاذ: معتصم- أستاذ الكيمياء، وأيضاً من الذين درسوهم بمدرسة محمد حسين الأستاذ الأديب: النور عثمان أبكر أستاذ اللغة الإنجليزية، والمرحوم الأستاذ: إبراهيم إسحاق أستاذ اللغة الإنجليزية وهي مدرسة عامرة بالأساتذة والطلاب. ومن الذين زاملوه في مدرسة محمد حسين الثانوية الدكتور: حسن تاج الختم، وربيع عبد اللطيف الذي درس كلية الزراعة بجامعة الخرطوم ونال درجة الماجستير في جامعة الجزيرة.
** عتبة الجامعة:
بعد ظهور نتيجة إمتحان الشهادة السودانية في 1978م لم تكن جامعة الجزيرة معروفة بمثل ما تعرفها الأسر اليوم، فقدم لكلية الطب جامعة الخرطوم رغبة أولى ومن ثم كلية البيطرة جامعة الخرطوم وكان القانون المعمول في القبول في ذلك الوقت يتيح للطالب أن يغير رغبته وبالصدفة علمت صديقة شقيقته بقيام كلية طب بجامعة الجزيرة وعين لها الدكتور: نصر الدين أحمد محمود عميداً لها وهي ذات معرفه به وأوصت شقيقته بأن يقدم لكلية الطب جامعة الجزيرة. وأشارت إليها بأن إدارة الجامعة إختارت د. نصرالدين أحمد محمود عميداً لها فقدم لجامعة الجزيرة. وبحسب الدرجات التي حصل عليها فإن نسبته مكنته من دخول كلية الطب جامعة الجزيرة وبعد أن أعلن عن الدراسة بالجامعة سافر لودمدني من السوق الشعبي الخرطوم عن طريق بصات مواصلات الجزيرة ونزل في السوق الصغير وقتها..
يقول الدكتور خالد الطيب: كنا حوالي 200 طالبٍ وطالبة بكل الجامعة، وكان عدد الأسرة في ذات الوقت محدود العدد ولكنه كافياً لإستيعاب طلاب الدفعة الأولى بينما تم تخصيص سكن للطالبات في بيوت إستأجرتها الجامعة بحي الدرجة، وكانت الإعدادية هي محطتهم الأولى التي انطلقت منها جامعة الجزيرة باستثناء المعمل الطبي الذي كان يمثل نواة لكلية طب ناصر.. وقد بدأت الدراسة في الفصل الدراسي الأول وكانت الدراسة مشتركة في معظم الكورسات المُشتركة للكليات وفي الفصل الدراسي الثاني إحتج طلاب كلية العلوم الزراعية على عملية التصحيح بنظام الكيرف بحجة أن طلاب الطب عملوا على رفعه بينما إحتج طلاب كلية الطب على مسمى العلوم لتصبح فيما بعد كلية الطب.
وأول شخص قابله هو البروفيسور: صلاح طه-إختصاصي الجراحة العامة وجراحة الجهاز الهضمي ومعه بعض الأطباء من وزارة الصحة مثل البروفيسور: عوض محمد أحمد إستشاري النساء والتوليد المعروف، والبروفيسور: حافظ الشاذلي في مستشفى الأطفال إستفادوا من مستشفى ودمدني وكانوا حريصيين أن تقوم كلية طب لأن الإقليم الأوسط وقتها كان يمثل ثقلاً سكانياً كبيراً، ويضم مستشفى تعليمياً كبيراً ومن العيب أن لا تكون به كلية طب.
**أساتذة في الخاطر:
يقول الدكتور خالد الطيب: من الذين درسونا البروفيسور: صلاح الدين طه إختصاصي الجراحة العامة وجراحة الجهاز الهضمي والتشريح، والبروفيسور: حافظ الشاذلي– إختصاصي الأطفال ويحي عبد الرحيم- إختصاصي جراحة المسالك البولية والكلى، والبروفيسور: أبوزيد عطا المنان– إختصاصي العظام، والبروفيسور: عبد الجليل محمد أحمد– إختصاصي الباطنية، وفي نفس الفترة درسنا البروفيسور: محمد عوض الله صالح –إختصاصي النساء والتوليد، والبروفيسور: قرشي محمد علي، والبروفيسور: عوض السيد مصطفى-إختصاصي علم الأمراض وهو الذي أسس المعمل الطبي، وكلية الطب والمعمل الطبي أحدثا نقلة كبيرة في تطوير العمل بالمستشفيات، وتقديم الخدمة الطبية للمواطنيين بالإقليم الوسط وقتها. ثم أتى البروفيسور: بشير حمد وقبل أن يستلم موقعه كعميد لكلية الطب خلفاً للبروفيسور: نصر الدين أحمد محمود الذي هاجر لدولة الكويت وضع شروطاً قبل استلام منصبه بأنه لا يعمل بالنظام التقليدي في تدريس العلوم الطبية وأدخل نظام التدريس السريري منذ البداية، وعمل على إصلاح منهج كلية الطب، ومن الذين درسونا أيضاً البروفيسور: عمر أحمد ميرغني وهو من أميز الدكاترة ويحب التدريس وصبور جداً، والبروفيسور: جعفر مالك، ومحمد يوسف سكر، والبروفيسور: أحمد عوض عديل إختصاصي الطفيليات الطبية وهو من الأسماء اللامعة في تشخيص الملاريا،والبروفیسور:عثمان خلف الله استشاری الباطنیه، وحضر لاحقاً البروفيسور: أحمد عبد الله محمداني، والبروفيسور: مريم محمد الحسن، والبروفیسور: عیسی عثمان وهؤلاء حضروا بعد تخرجنا من الجامعة. ومن جامعة الخرطوم درسنا البروفيسور: علي عبد الساتر، والبروفيسور: مصطفى دفع الله، والبروفيسور: الصادق، والبروفيسور: رياض بيومي، والبروفيسور: داؤود مصطفى وهو الذي درسنا كيف تكشف على الجهاز العصبي، ومن الذين لا أنساهم البروفيسور: مختار الخاتم أحمد حسن وكان يحب التدريس وكان حضوراً في إمتحان البروفيسور: داؤود لطلاب الدفعة الأولى بكلية الطب حينما أشاد بروفيسور داؤود بإجاباتي في إمتحان الطب الباطني وكانت الحالة الطويلة مريض جهاز عصبي، وأيضاً درسنا البروفيسور: حسين سليمان آدم، والبروفيسور: يوسف قمر وكان تدريسه ممتعاً وبالمقابل كانت إمتحاناته صعبة للغاية.. والبروفيسور: يوسف محمد الطيب، والبروفيسور: عصام البوشي، والدكتور: عثمان محمد الحسن، والدكتور: عثمان حمور، ود. آمال زيادة، وكامل محمد عبد الله، ود. عمر الدرديري، البروفيسور: حسن محمد أحمد، والبروفيسور: التجاني آدم حماد، وغيرهم فكل الكليات كانت بها أقسام إلا أن الأساتذة في كلية الطب والذين كان يتعاونون في تدريس من الكليات الأخرى، كانوا يعملون بنظام المجموعات، فكانت إجتماعات مجلس الكلية تنعقد كالعادة من الساعة الثانية بعد الظهر وحتى الساعة الخامسة مساءً، وأيضاً لن ننسی الأستاذة الجلیلة الدکتوره ستنا شمس الدین أستاذة علم الباکتریولجی، کانت مشرفة جمعیة علم الأمراض بالکلیة، کانت قمة فی الکرم والجود، أصدرت مجلة جمعیة علم الأمراض وکنت المحرر.
**برنامج فريد
برنامج الإقامة الريفية واحد من البرامج الفريدة التي تميزت بها جامعة الجزيرة منذ نشأتها، وهي نوعين من الإقامة الريفية، الإقامة الريفية المتكاملة المختلطة وتضم ممثلين من الكليات الأربعة وهي: “الطب والزراعة والتكنولوجيا والإقتصاد” وكانت أول قرية ذهبوا إليها وهم طلاب في الدفعة الأولى هي قرية: “سليم” وكان الهدف من الزيارات هو: دراسة مشاكل القرى ومعالجة المشاكل برفعها للمسؤولين وجهات الإختصاص، وبعدها انحصر البرنامج على طلاب الطب.
يقول الدكتور خالد الطيب: ذهبنا لإحدى القرى الواقعة بشرق مدينة ود مدني وكان معنا الدكتورة: عواطف خوجلي- إستشاري أطفال بالسعودية وهي كانت أولى دفعتنا، والدكتورة: وداد محمد فضل المولى–إختصاصي النساء والتوليد وتعمل الآن بالمملكة العربية السعودية للتقصي حول وباء الكوليرا الذي كان قد أودى بحياة 10 أشخاص بالقرية، وكان الوضع حرجاً جداً.. وکان الدکتور :محی الدین محمد علی المجذوب والذی یعمل بالسعودیه الان ضمن المجموعه التی تقصت عن الکولیرا بسنار جمعنا المعلومات اللازمة لوزارة الصحة الصحة بالإقليم وفي إحدي قرى سنار إكتشفنا أن سبب إنتشار المرض أن الأهالي كانوا يقومون بإغلاق صهريج المياه بالملابس القديمة المستعملة والملوثة فتم استخراج الميكروب من منطقة الصهريج.
**عُشرة عمر:
وضع زملاء الدراسة كل منهم بصمته في مجال عمله وتخصصه بعد أن ولجوا المجالين العملي والأكاديمي الدكتور: بشرى محمد أحمد تخصص كيمياء حيوية وتغذية وكان يشغل موقع السكرتير الإجتماعي لإتحاد طلاب جامعة الجزيرة، ومحمد الأمين الجعلي رحمه الله وكان لاعباً فذاً ويلعب الكرة بإحدى أندية الدرجة الأولى بمدني، والدكتور: الصادق يوسف – وكان وزيراً للصحة وتقاعد برتبة فريق شرطة والآن يعمل بالمملكة العربية السعودية، والدكتور: خليل إبراهيم محمد رحمه الله وكان صديقاً شخصياً بالنسبة لي؛ كان رجلاً تقياً ويصوم الإثنين والخمس، وكان الأعمام في السفرة يوفرون له الفطور ودائماً يكون معه ضيوف ويقوم بقضاء حوائج كل طالبي الخدمة والمرضى من أهله، والدكتور: مالك محمد علي يحيى العباس– تخصص وبائيات، ويقيم في هولندا وهو الذي إصطحب معه الدكتور: خليل إبراهيم؛ فخليل عندما كان يشغل وزير الصحة أصر على قطع الكهرباء من منزله أسوة بالمواطنين، وكان بالدفعة الأولى كلية الطب حوالي 52 طالباً منهم 8 طالبات، ومن الذين لا أنساهم الدكتور: مبارك إدريس بخيت وكان يصطحبنا معه نهاية كل تسبوع لمنزله بمدني وذهب أغلب طلاب كلية الطب لأسرته وقضوا معها أياماً جميلة وكانت والدته تعتبرنا جميعاً أبناءها، وأيضاً الدكتور: عبد الناصر أحمد أبوزيد من خريجي الدفعة الأولى تخصص في طب الأسرة بإنجلترا وكانت له بصمات واضحة في إدخال برنامج طب الأسرة بجامعة الجزيرة وأرسى لهذا التخصص قواعداً ثابتة وراسخة ومثل إضافة حقيقية لدور كلية الطب القائم على معالجة مشكلات المجمتع والأسرة وأهمها الصحية رحمهما الله، وأيضاً الدكتور: عادل أحمد حسين وهو من أوائل الذين أدخلوا قسطرة القلب بالأقليم الشرقي وأول من أدخل هذا التخصص في ولاية كسلا، ومن زميلاتي بالدفعة الأولى بكلية الطب وتقابلنا بمؤتمر طب الأطفال والذي إنعقد مؤخراً بالقاعة الدولية بجامعة الجزيرة الدكتورة: أمل عزيز مالك–إستشاري طب الأطفال بمستشفى بورتسودان التعليمي والأستاذة المشارك بكلية الطب جامعة البحر الأحمر (وسط الصورة)، والدكتورة: فاطمة عبيد إستشاري طب الأطفال بمستشفى البلك بأم درمان، وغيرهم من زملائي الذين كانت لهم بصماتهم الواضحة في مجال الطب داخل السودان وخارجه.

**كلمات في حق المدير:
مدني مدينة ساحرة تحمل طابع القرية وملامح المدينة، بها ترابط عال بين مجتمعها والجميع يعرفون بعضاً.. يقول الدكتور خالد الطيب: أتذكر أنني عندما عدت للجامعة أستاذاً بكلية الطب دُعيت لوجبة إفطار ووجدت في هذه الدعوة كل مجمتع المدينة بما في ذلك والي ولاية الجزيرة ونحن في كلية الطب كان برنامجنا صعباً وضاغطاً جداً وكنا أكثر تواجداً بالداخليات ولم نكن بحاجة للذهاب للسوق فكل شيء كان متوفراً بما في ذلك وجود غسال للملابس، ووفرت لنا الجامعة مكواة لكي الملابس ويوم الخميس كان يوماً ترفيهياُ يحضر بص لتوصيل الطلاب الذين يرغبون في الذهاب للسينما وعندما أذكر بص السينما لا بد من أن أذكر أعمامنا سائقي البصات “الطيب وخميس” وحافلة أبو علامة وفي أذهاننا مدير الجامعة البروفيسور: محمد عبيد مبارك رحمه الله الذي كان موجوداً معنا حتى تخرجنا في الجامعة وكان يتابع أدق تفاصيل العمل بالجامعة ومتابعة اللجان والسكن ويسأل ويتحسس كل مشاكل الجامعة والطلاب وكان يسجل لنا زيارات مفاجئة ليقف بنفسه على نوعية الوجبات في السفرة، وكنا نشاهده وهو يقف مع عمال المباني والتشييد في الطوابق العليا ليشاهد بنفسه سير العمل بالمباني، فكان شخصية فريدة مليئة بالحكمة وفي مرحلة تأسيس الجامعة كان البروفيسور: محمد عبيد يستجلب أجهزة المعامل والأثاث الخشبية والمواد البترولية التي تحتاجها الجامعة للتأسيس، وكان ترحيل هذه المواد يكلف الجامعة مبالغ طائلة فقام محمد عبيد بشراء تانكر وداف، ووفر شراء هذه العربات مبالغ كبيرة للجامعة منذ بداياتها فعاش نزيهاً ومات عفيفاً نسأل الله له الرحمة والمغفرة فقد أسس جامعة صارت من بعد من أميز الجامعات السودانية فكراً ومنهجاً والبروفیسور محمد عبید حضور وإشراف شخصی في أمور الجامعة والطلاب، وکان یتحدث معنا کأب ولیس کمدیر له الرحمة والمغفرة.
**أطباء في الذاكرة:
بطبيعة الحال فإن العمل الطبي يحتم على خريج كلية الطب التنقل بين المستشفيات والتنقل بين وحدات الإختصاصيين وخاصة في فترة الإمتياز ومرحلة ماقبل التخصص، حيث عمل فترة الإمتياز بمستشفى سوبا في وحدة البروفيسور: محمد إبراهيم علي عمر ، والبروفيسور: مصطفى عبد الله، والمستر: موسى عبد الله حامد، والدكتور: علي عبد الكريم بمستشفى أم درمان. ومن المتميزين الذين عمل معهم الدكتور: الصادق الحاج– إختصاصي النساء والتوليد بمستشفى الولادة أم درمان (الدايات)، وفي الباطنية عمل بوحدة البروفيسور: سليمان صالح فضيل، ودكتور: الباقر إختصاصي الباطنية، تخصص الأطفال بالسودان وعمل مع البروفيسور:جعفر إبنعوف، والبروفيسور: عبدالرحمن المفتي–بمستشفى أم درمان، وهو من أوائل خريجي جامعة الجزيرة الذين أكملوا التسجيل للتخصص بالمجلس الطبي السوداني، عاد في العام 1991م للعمل بكلية الطب جامعة الجزيرة وعمل حتى العام 1995م. وفي العام 1997م ذهبت لإنجلترا لنيل زمالة طب الأطفال وعدت للسودان في العام 2008م.
**حقائق للتاريخ:
جامعة الجزيرة من الجامعات التي لم تكن معروفة عند بداية تأسيس الجامعة، وبعد أن بدأت في تخريج الطلاب بدأ العالم يتعرف عليها من خلال طلابها الذين ولجوا ساحات العمل بالداخل والخارج. يقول الدكتور خالد الطيب: إن زميله بالدفعة الأولى كلية الطب جامعة الجزيرة إلكسندار إليكس ويسلون وهو من أقباط أم درمان كان قد سافر لإنجلترا ليمتحن الجراحة وأخبره الأساتذة بالكلية الملكية أنهم لايعرفون جامعة الجزيرة فسألهم عن المطلوبات التي يمكن أن يوفرها لهم عن الكلية وقام بإرسالها لإدارة الكلية وقتها وأرسلت إليهم الكلية المطلوبات ثم زار وفد من الكلية الملكية كلية الطب فيما بعد فأعجب أستاذة الكلية الملكية بمنهج كلية الطب ومستوى الطلاب الذين تخرجوا فيها وبعدها فتحت الكلية الملكية أبوابها لخريجي كلية الطب جامعة الجزيرة وكان هذا الطبيب هو أول من إمتحن من دفعتنا بالكلية الملكية ويعود له الفضل بتعريف الكلية الملكية بكلية الطب جامعة الجزيرة، وأيضاً من الذين إمتحنوا باكراً الدكتورة: وداد محمد فضل المولى في العام 1997م.
**الأسرة:
الدكتور: خالد الطيب متزوج من الدكتورة: أمنية خلف الله عوض أستاذة علم الأمراض بجامعة الزعيم الأزهري ولديه أربعة من الأبناء وهم آلاء تخرجت في كلية الطب جامعة الخرطوم وتدرس للتخصص في علم الأمراض بإنجلترا تخصص أنسجة مريضة، وخالد يدرس الماجستير في إنجلترا، وإسراء تدرس بكلية الطب جامعة الخرطوم، وآية تدرس تصميم جامعة المستقبل، والطيب مهندس تخرج في كلية الهندسة جامعة الخرطوم هندسة برمجيات ويعمل الآن في إنجلترا.

