فنانون للوطن..صحي بتملأ عيني وتشرف غناي

تقرير: “الريح عصام جكسا
………………………………..
على امتداد تاريخ السودان، شكل الفنانون والفنانات حضوراً زاهياً في كل قضايا الوطن، يُلهِبون الحماس ويشحذون الهمم، يساندون الثورة ويحاربون العطش جيلأ بعد جيل، حفظ المورخون نضال بعضهم وجهلوا فضل كثيرين..
والحديث عن الفن وقضايا الوطن في عصره الحديث، يبدأ بالفنانة عائشة موسى “الفلاتية” وينتهي بالفنان أبو عركي البخيت، وبينهما العشرات من الفنانين الذي جعلوا للوطن مكانة في أغنياتهم ورسالتهم الفنية..
(١)
ومثلما رافق عميد الفن السوداني الحديث الراحل أحمد المصطفى، والفنانة عائشة موسى قوات دفاع السودان المشاركة في الحرب العالمية، وغنت الفلاتية رائعتها الخالدة :
يجو عايدين
إن شاء الله عايدين
يالله
يجو عائدين بالمدرع والمكسيم.. يا الله

مثلهما تماماً تسربل فنان الشباب الأول الراحل محمود عبد العزيز في عشقة للوطن، ومشاركته في العديد من المناسبات الوطنية الفاصلة، كانت في تاريخ دولتنا السودانية..
(٢)
والعطبراوي حجز لنفسه مكانة متقدمة في خارطة الغناء الوطني بأغنياته الخالدة التي كانت تشعل جذوة النضال في نفوس السودانيين حتى يومنا هذا، وعرّض حياته للخطر وهو يغني (يا غريب يلا لبلدك ) وواصل نضال الكلمة واللحن حتى خرج المستعمر ورفرف العلم الحبيب..
وثورة العبقري محي الدين فارس (لن أحيد).. ومع نفحات الاستقلال والثورة ينبعث صوت وردي من الإذاعات والقنوات السودانية صادحاً بنشيده الخالد ( اليوم نرفع راية استقلالنا)..
(٣)
والفنان الكبير أبو عركي البخيت الذي اعتلى سلم المواقف، و(الراكزة) أيضاً المبدعة الكبيرة نانسي عجاج، والشاب أحمد أمين الذي أصدر البوماً كاملاً دعماً للثورة.
هؤلاء المبدعبن وضعوا بصمتهم بقوة وكانوا في الطلائع، ولا ننسى الأب الروحي وشاعر الثورة الأول أزهري محمد علي الذي سقى الثورة بقصائده التي ظلت تذرع الحماس في الجماهير طول فترة حكم الإنقاذ وليس إبان الثورة فقط..
بالمقابل خلقت الثورة أدباً ثورياً بمبدعين جدد من أمثال الجميلة زوزيتا التي صدحت ب (عشان وطنك عشان وطني).. و(غني ياخرطوم غني) كذا أيمن ماو الذي غنى (رصاصة حية) و(سودان بدون كيزان). وقد صعد نجم هؤلاء الشباب عند مواقفهم الوطنية..

