المعلم في زمن التكنولوجيا.. مدارس وجامعات بلا معلمين
بمناسبة اليوم العالمي للمعلم 5 أكتوبر
الطيب علي عبد الرحمن
هل حقيقة أننا مقبلون على مدارس وجامعات بلا معلمين في المستقبل؟ هكذا يقول منطق تكنولوجيا العصر المعبر عنها بالزمن الرقمي.. زمن الذكاء الاصطناعي الذي بدأ في تغيير حياة الناس في أكثر من مجال وأصبح نقلة نوعية لم تكن في مخيلة الناس قبل سنوات قليلة.
يحفظ التاريخ التربوي تجارب تربوية شبيهة بالتعليم الإلكتروني، منها التعليم بالمراسلة، وتجربة الجامعات المفتوحة التي وفرت للطلاب حلاً طيباً لغير القادرين على تكاليف التعليم المباشر أي “التعليم الحي”.
جائحة كورونا كسرت حاجز عزلة التلاميذ والطلاب لمواصلة تعليمهم عن طريق ما بات يعرف بـ”التعليم عن بعد” وهو نوع التعليم المتاح فقط في الدول ذات المقدرات المادية التي مهدت لإنشاء البنيات التحتية لهذا النوع من التعليم.. منصات الاتصال والكمبيوترات اللوحية (الآيباد) وأجهزة الاتصال الذكية، الأمر الذي أبقى تلاميذ وطلاب الدول الفقيرة “خارج الشبكة ” بما يعني كسر مبدأ التنافسية بين الطلاب في التعليم بين الدول الغنية والدول الفقيرة جراء الفجوة التكنولوجية والرقمية بين هذه الدول.
التعليم الفعال، أهمية الحضور، حضور المعلم الذي يلعب دوراً عظيماً في حياة التلاميذ والطلاب وإعدادهم، لأن الحضور والتفاعل اللفظي بين المعلم وطلابه يُكسب الدارس حيوية، وعلاقة إنسانية حميمة تحبب الطلاب للتعلم، وذلك لأن التعليم الإلكتروني يستخدم وسائط جامدة وباردة تعتمد على جدر الشاشات الزرقاء، واللوحات والتلفونات الذكية..
من ناحية أخرى؛ فإن توجه العالم إلى هذا النوع من التعليم يقضي على أهم رافعات التعليم الحي إلى أعلى المراقي.. أعني المناشط اللا صفية سواءً كانت إبداعية، رياضية، أدبية، فكرية، ثقافية، أو سياسية، وروحية، وهي الأنشطة التي ترفع التعليم إلى كمال غاياته وأهدافه.
إن القرب في الحضور الإنساني في التعليم، وتعلم التلاميذ والطلاب مع رفاقهم في حضور المعلم يضيف فرصاً للنقاش والحوار الذي يثري تجارب الطلاب.
ولا جدال أن العالم يشهد تحولات تكنولوجية كبرى، لم تقف عند التعليم، بل طالت الكتاب الإلكتروني الذي بدأ يحبس أنفاس المكتبات التي تحوي أمهات الكتب وما فيها من المعارف، امتداداً إلى الصحافة الإلكترونية أو حتى العملة الإلكترونية ما يعني انقضاء زمن الورق.
حقيقة أننا أمام حقبة حضارية جديدة، أصبحت واقعاً وحقيقة تكتب لذلك؟ هل ننخرط في طبيعة وروح العصر؟ أم ننكفئ؟ أننا أمام تحدي حقيقي..
والله المستعان..
معلم وخبير تربوي
هاتف:(0912631200-0119088282)