التنمية الريفية
د. هبة سيد
معرفة التنمية الريفية والاهتمام بها، ظل ضعيفاً بمرور الحقب الزمنية المتتالية رغم أهميتها ليس للسودان فقط بل للعالم النامي أجمع، فإذا وضعنا العالم في كفة واحدة نجد أن الدول النامية هي ريف العالم لاعتمادها على الزراعة بصورة كبيرة في اقتصادياتها، ولا مفر من ذلك لامتلاكها للموارد الزراعية الضخمة، ولن تحدث بها تنمية إلا إذا نهض هذا القطاع.
أما التنمية الريفية بالفهم البسيط فهي: تحسين حياة الريفيين بكل جوانبها بمعني توفير الحاجات الأساسية من مأكل، ومشرب، وملبس، ومسكن، وغيرها، وهذا يتطلب تضافر جهود بين جهات مختلفة. أولا: الحكومات بتقديمها للخدمات بطريقة مباشرة وغير مباشرة وتمويلها للمشاريع المختلفة التي تهدف لخدمة الريفيين. ثانياً: المنظمات الطوعية الوطنية والأجنبية التي تسعى لتقديم خدمات مختلفة فهناك منظمات متخصصة في الخدمات الصحية وأخرى في التعليم….الخ.
ثالثاً: الريفيون الذين يصنعون التنمية ويستخدمونها، فالتنمية من القمة للقاعدة أثبتت فشلها وحلت محلها التنمية من القاعدة للقمة، أي أن الريفيين يحددون مشاكلهم واحتياجاتهم ويشاركون في رسم الخطط وتنفيذها وتقويمها لأنهم أدرى باحتياجاتهم وترتيبها حسب الضرورة، إضافة لذلك فإن إحساسهم بالمشاركة يجعلهم يجتهدون لإنجاح المشاريع واستدامتها.
الريف اليوم ليس كالسابق لأن العالم أصبح قرية صغيرة حتى العادات والتقاليد التي تقف عقبة أمام الخطط والمشاريع التنموية صار من الممكن تغييرها بواسطة الوسائط الإعلامية المختلفة وخير مثال تقبل الريف لتعليم المرأة وعملها في مجالات متعددة، فقديماً كان المجتمع لا يحبذ خروج المرأة من المنزل ويظهر ذلك جلياً في المثل الشعبي: (المرأه المرأة المن العتبة ولي ورا، والمرأة النص مرأة البتمشي لجارتها بالضرا، والمرأة الما مرأة المرقت وناس الحلة جابوا خبرا).
لكن الآن معظم طالبات الجامعة من الريف وهذا يدل على إمكانية التغيير للتنمية فالتعليم هو مفتاح التنمية والمرأة هي التي تبني المجتمعات. ولايمكن أن نفصل للتنمية الريفية في هذه العجالة فهي تهتم بالإنسان وتحسين حياته وبذلك هي من أرقى العلوم.