المنتدى النسائي لطالبات طب الأسنان بجامعة الجزيرة يناقش قضايا التوعية
ناقش المنتدى النسائي لطالبات كلية طب الأسنان بجامعة الجزيرة بمناسبة أكتوبر الوردي، قضايا نسائية تتعلق بسرطان الثدي، والعنف ضد المرأة، وزواج القاصرات، وأقيمت الفعالية بقصر الثقافة بود مدني تحت شعار: “عشان بنحبك”..
وأكدت اختصاصية الأورام، ورئيسة قسم الأورام بالمعهد القومي للسرطان د. مرام عبدالرحيم عبدالله، أهمية الفعالية في رفع التوعية وسط النساء، ودعت لتعميمها بالأحياء، مبينة أسباب الاهتمام بسرطان الثدي وعلى رأسها أنه يشكل النسبة الأكبر وسط النساء في العالم خلف سرطان الرئة، بيد أنه يعتبر الأول في السودان..
وأشارت لافتقار السودان لإمكانيات الدول الغربية التي تتيح التسلسل لاكتشاف المرض، وتشجيع المريضات والصحيحات لإجراء الكشف الذاتي، بجانب الإلزام الحكومي للنساء في سن الأربعين بالشكف الدوري نظراً لشيوع السرطانات في سن متقدمة عكس السودان ما يفرض تعزيز جانب التوعية لتقليل أعباء المرض وأثره الاقتصادي، والنفسي، والاجتماعي..
وكشفت عن تدني مستوى الوعي في السودان وسط العامة والرجال بصفة خاصة، وسيطرة اعتقاد سائد بأن السرطان مرض معدي، مؤكدة أن السرطان مرض غير معدي ويمكن التعامل معه، مقرة بحاجة المرضى للدعم النفسي بصورة كبيرة لمقاومة المرض، وتقبل العلاج، ودحض فكرة أن الإصابة بالسرطان تمثل نهاية الحياة..
ونوهت لتأخر المراحل التي يأتي في الناس لتشخيص المرض بسبب انخفاض الوعي حيث يصل الثدي في بعض درجاته إلى مرحلة التعفن خوف التشوهات والإقصاء الزواجي، قاطعة بأن التوعية العالية تعزز من فرص الاكتشاف المبكر للسرطان، منوهة لضرورة إذكاء الوعي بالشكل الطبيعي للثدي، وما قد يطرأ عليه من تغيرات غير طبيعة أو هرمونية، والأماكن التي قد ينتشر فيها المرض..
*الكشف الذاتي
فيما أشارت د. هدى سر الختم محمد نائبة اختصاصي أورام بمستشفى الذَرَة، إلى أهمية إجراء الكشف الذاتي بعد (7- 10) أيام من الدورة الشهرية، والتعرف على الأوضاع الطبيعية والمرضية من تغيرات للجلد، وتغير الشكل، ووجود حبيبات، أو تكتلات، أو تقرحات، وضرورة مقابلة الطبيب حال ملاحظة أي تغيرات في الحجم، والشكل، واللون.
*الجانب النفسي
وتحدثت د. آية عابدين اختصاصية علم نفس صحي، عن أهمية الجانب النفسي في مرض السرطان، وما يترتب على الإصابة أو التشخيص من دخول في حالة نفسية سيئة جداً، مضيفة أن معرفة الإصابة بالمرض تقود في البداية إلى مرحلة الإنكار والصدمة ورفض العلاج، بجانب الدخول في حالة من الغضب، والبحث عن طبيب لنفي الإصابة بالمرض من خلال إعادة الفحص، تليها حالة اكتئاب مؤقت، وحزن ناتج عن الشعور بفقد جزء من الصحة، ثم ينتقل المريض إلى مرحلة قبول الإصابة وتناول العلاج..
ونصحت عابدين المرضى بتقبل المرض كابتلاء رباني وداء قابل للزوال بالدواء، مشيرة إلى أن الإصابة بسرطان الثدي تتعلق بالصورة الذاتية للمريضة التي تتزايد مخاوفها من فقدان الأنوثة بالعمليات الجراحية والرفض الزواجي، وأنها في الطريق إلى الموت، ما يحتم الإقناع بتقبل المرض، والإيمان بأن الموت قدر أجل محتوم لا يرتبط بالمرض، مؤكدة أن الاكتشاف المبكر للمرض يُحسن فرص الحياة..
كما نصحت المرضى بالإندماج في مجتمعات السيدات المصابات بالمرض لتعايش درجات متفاوتة من تقبل المرض، وتخطيه، ومشاركة الأعراض مع مجموعة تمثل فريق دعم نفسي، بجانب المشاركة في الأنشطة الاجتماعية بشكل عادي، ومقابلة الاختصاصيين النفسيين كعادة متبعة في المؤسسات الصحية. واعتبرت الحزن حالة طبيعية قد تمر بها المريضة ما يستوجب التفريغ لما قد يسببه الكبت من اضطرابات مستقبلية، وقلق، ووسواس قهري، وظهور أعراض جسدية مختلفة.
وشددت على أن الأسرة والمجتمع يمثلان أساس الدعم النفسي بالطرق التي لا تعود بنتائج سلبية، أو تظهر حالة من الاهتمام والشفقة الزائدين، وإيهام المريض بالتعرض للتعب، لافتة لضرورة الحث على ممارسة الأنشطة الطبيعية، والأعمال الروتينية في المنزل، أو محيط العمل.. وطالبت المجتمع بالدعم ولكن دون إشفاق، وضرورة التقبل، والسماع، والفهم لمعاناة المرضى، وطالبت كل مريضة بأن تظل “صامدة، ومنتصرة، وعنيدة”.
العننف ضد المرأة
وتناولت د. ترتيل صلاح الدين طالبة السنة النهائية طب أسنان، قضية العنف ضد المرأة، مشيرة للجانب المفاهيمي المشتق لغوياً من التعنيف وأخذ الشيء بالقوة، وسوء الاستخدام لها، وعرّفته بأنه: “سلوك قوة، وسيطرة، تُفرض على طرفٍ أضعف” واصفة لغة العنف بأنها أقل اللغات بلاغة..وأشارت إلى استخدام الإنسان السلوك العنيف كوسيلة للتعبير عن نفسه من أجل الاستشكاف، والسيطرة، والانتقام، مبينة أن قمع دوافع العنف وجعل المجتمع أقل عنفاً يتطلب ضبط النفس، والقدرة على التعاطف مع الناس، وإيجاد أكثر من طريقة لحل المشاكل.. واعتبرت النساء أكثر الفئات تعرضاً للعنف بنوعيه الجسدي، والنفسي، بجانب الأطفال، والعرق الإفريقي، والحيوان..
المنظور الإسلامي
وتناولت د. صفاء حسن عبدالله حسن طبيبة أسنان، رئيسة مكتب العلاقات الخارجية للجمعية العلمية لكلية طب الأسنان جامعة الجزيرة، قضية “العنف” من منظور إسلامي؛ والذي يمثل: “اعتداء إنسان على إنسان آخر من غير وجه حق”. مؤكدة اهتمام الإسلام بالعنف كظاهرة شائعة في كثير من المجتمعات، وتحريمه العنف اللامشروع المتعلق بالفرد، الأسرة، الجماعة أو الدولة، فهو من قبيل الاعتداء والظلم والترويع والترهيب بغير حق؛ والذي وضعت له الشريعة أحكاماً وعقوباتٍ رادعة..
زواج القاصرات
وتناول المنتدى النسائي كذلك قضية زواج القاصرات ما دون 18 عاماً، والذي ثبت تسببه في كثير من التعقيدات والمشاكل التي قد تؤدي للوفاة.. وأكدت المتحدثة أنها مشكلة واسعة الانتشار لاسيما في العالم العربي حيث تقدر النسبة بنحو 37%.. لافتة إلى زواج ما يزيد عن (12) مليون فتاة دون الـثامنة عشر سنوياً.. وحذرت من أن زواج القاصرات يُنهي طفولة البنات، ويوقف تعليمهن، ويقلل الفرص الاقتصادية لهن، ويزيد من فرص تعرضهن للعنف الأسري..واعتبرت الفقر، والنزوج، وخيار التعليم أو الزواج، من أكثر أسباب شيوع هذه الظاهرة وانتشارها، فضلاً عن تقبل المجتمعات الشرقية لزواج الأطفال نتيجة للعادات والتقاليد، أو الفهم الخاطئ للدين والذي تستشهد فيه كثير من المجتمعات بزواج السيدة عائشة رضي الله عنها في التاسعة من عمرها.. ولفتت لوجود محاولات لتغيير سن الزواج في السودان والمحددة في قانون الأحوال الشخصية للعام 1991م، بعشر سنوات..
الأثر النفسي لزواج القاصرات
وحذرت المتحدثة من تعرض القاصر لآثار نفسية سيئة ناتجة عن الزواج في هذا العمر باعتبار أنها غير مستعدة نفسياً، أو جسدياً لتحمل المسؤولية، بجانب أن تكوينها النفسي قد لا يتيح لها إلماماً كافياً بطبيعة العلاقة الحميمة وتفاصيلها، وقد تكون علاقتها الجنسية الأولى أشبه بالاغتصاب، كما أنها لم تتشبع عاطفياً بحكم أنها طفلة ما زالت تحتاج للرعاية، وقد يؤدي بها الأمر إلى حالة اكتئابٍ، واضطراب ما بعد الصدمة، مؤكدة صعوبة التدخل بعد وقوع الحدث لجهة أن الأمر سيتحول إلى معالجة لاضطرابات نفسية ما يحتم تعزيز التوعية بخطورة هذا الفعل..
مناظرات
وتخللت المنتدى مناظرات بين الطالبات حول قضية زواج القاصرات، بين التأييد والمعارضة..